تراجع حاد في طلب المصريين على الذهب
تراجع إقبال المصريين على شراء المعدن الأصفر في الربع الثالث من العام الحالي والمنتهي في 30 سبتمبر أيلول الماضي، بحسب تقرير صادر عن المجلس العالمي للذهب اليوم الأربعاء.
ويكشف تقرير المنظمة التي تتخذ من العاصمة البريطانية مقراً لها، أن الطلب انخفض بنسبة 19 في المئة على المشغولات الذهبية مقارنة بالربع المماثل من العام السابق.
ويرجع التقرير الانخفاض على الطلب في مصر إلى الاضطرابات الإقليمية التي يعيشها الشرق الأوسط منذ نحو عام، فضلاً عن تسجيل مبيعات المشغولات الذهبية أكبر انخفاض لها منذ الربع الثاني من عام 2020 الذي شهد انتشار جائحة كوفيد-19.
وعلل التقرير انخفاض حيازة المصريين للذهب بالظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد والتي تسببت في ضآلة فائض الدخل الذي يمكّن المستهلكين من توجيهه للاستثمار في المعدن الثمين.
وشهدت مصر اضطرابات اقتصادية حادة في نهاية عام 2023 وبدايات عام 2024 بسبب شح شديد في الدولار الأميركي ووجود أكثر من سعر صرف، حيث فرضت السوق الموازية أسعارها ليُباع في منتصف فبراير شباط الماضي كل دولار أميركي بنحو 70 جنيهاً في السوق الموازية، بفارق يزيد على ضعف سعره في البنوك، ما أدّى بدوره إلى تسعير الذهب بأسعار السوق الموازية ليصل سعر كل غرام من المعدن الأصفر إلى نحو 5000 جنيه في الفترة نفسها، ولم تنتهِ هذه الأزمة إلا مع الإعلان عن صفقة رأس الحكمة التي ضخت الإمارات العربية بموجبها 35 مليار دولار أميركي في مصر.
وتسببت حالة انعدام اليقين التي سبقت الإعلان عن صفقة رأس الحكمة في دفع الكثير من أصحاب الأموال إلى التحوط بالذهب والدولار الأميركي لحماية مدخراتهم من التآكل بسبب مخاوف من وصول سعر الدولار إلى 100 جنيه والتضخم الذي وصل إلى معدلات قياسية في سبتمبر أيلول من العام الماضي، حيث سجل التضخم 38 في المئة مقارنة بسبتمبر أيلول من عام 2022.
ويوضح التقرير أن مصر شهدت أكبر طلب على الذهب خلال الربع الأول من العام الحالي وصل إلى 8000 كيلوغرام، ثم تراجع الطلب في الربع الثاني إلى 6800 كيلوغرام بينما تقلص شراء المصريين للذهب في الربع الثالث إلى 5100 كيلوغرام، مسجلاً تراجعاً بحجم 19 في المئة مقارنة بالربع المماثل من عام 2023، و25 في المئة انخفاضاً في الطلب مقارنة بالربع المنتهي في 30 يونيو حزيران.
وعلى صعيد الأسعار العالمية، يستمر الذهب محطماً قمة تلو الأخرى منذ شهر ديسمبر كانون الأول الماضي، حيث بلغ سعر الأوقية اليوم بحسب موقع غولد برايس 2782.6 دولار أميركي، محققاً مكاسب وصلت إلى 4 في المئة منذ بداية الشهر الحالي. بينما بلغت أرباح حائزي الذهب نحو 39 في المئة مقارنة بالـ365 يوماً المنقضية.
ويتوقع المراقبون والمستثمرون في المعدن الأصفر تخطي سعر الأوقية 3000 دولار أميركي في غضون بضعة أشهر.
ومجلس الذهب العالمي هو منظمة دولية خاصة تتابع تطور أسعار الذهب وتعمل كـ«لوبي» أو «نادي مصالح» يجمع كل المتعاملين في الصناعة بداية من المناجم وحتى تجار التجزئة.
Source link