خليجي

القبة الحديدية الإسرائيلية تحت المجهر بعد طوفان الأقصى

بدأ يوم السبت في إسرائيل بصافرات إنذار من هجمات صاروخية واستيقظ مواطنوها على مقاتلين تسللوا إلى مدنهم براً وبحراً وجواً، ما تحول بحلول العصر إلى واحدة من أكثر الهجمات التي عرفتها إسرائيل رعباً منذ إعلان إقامتها قبل 75 عاماً، وبحلول المساء كان مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد قتلوا المئات وأسروا العشرات وأصابوا آخرين.

ومع سقوط آلاف الصواريخ على إسرائيل، اتجهت الأنظار من جديد إلى منظومة القبة الحديدية الصاروخية التي يعول عليها للتصدي لهجمات الفصائل الفلسطينية ولم تصد هجمات طوفان الأقصى هذا الأسبوع.

يقول المحللون إن منظومة الدفاع الصاروخي واحدة من أهم الأدوات في ترسانة إسرائيل من الأسلحة، وقال الجيش الإسرائيلي إن المنظومة حققت نسبة نجاح بلغت 95.6 في المئة خلال وابل صاروخي أطلقته حركة الجهاد الإسلامي في مايو أيار.

ما هي القبة الحديدية؟

بدأ تطوير منظومة القبة الحديدية عام 2007، وبعد خضوعها لاختبارات في عامي 2008 و2009، نُشرت أولى بطاريات القبة الحديدية في عام 2011، وحُدِّث النظام عدة مرات منذ ذلك الحين.

وتوجد 10 بطاريات للقبة الحديدية على مستوى إسرائيل، تحتوي كل منها على ثلاث إلى أربع قاذفات، وفقاً لشركة رايثيون ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، والنظام قابل للنقل بشكل كبير ما يوفر حاجزاً دفاعياً ضد الصواريخ وقذائف الهاون والطائرات بدون طيار لمساحة تزيد على 155 كيلومتراً مربعاً من المناطق المأهولة بالسكان، وقد تفاخرت إسرائيل في الماضي بمعدل نجاح بنسبة تتجاوز 90 في المئة.

ولا يتطلب النظام سوى بضع ساعات لتركيبه، كما أن الصواريخ الاعتراضية نفسها تتمتع بقدرة عالية على المناورة، ويبلغ طولها 3 أمتار وقطرها نحو 15 سنتيمتراً، ووزنها 90 كيلوغراماً، حسبما قالت مجموعة التحليل الأمني آي.إتش.إس جينز في عام 2012.

وعلى عكس أنظمة الدفاع الجوي المصممة لوقف الصواريخ الباليستية، فإن منظومة القبة الحديدية تستهدف الصواريخ غير الموجهة التي تظل على ارتفاعات منخفضة، وهو النوع الذي غالباً ما تطلقه الجماعات المسلحة في غزة.

تكلفة استخدام القبة الحديدية

في أوقات الحرب، يمكن أن ترتفع تكلفة تشغيل القبة الحديدية بسرعة، فتكلفة كل صاروخ تصل إلى نحو 40 ألف دولار، لذا فإن الفاتورة تصبح ثقيلة بالنظر إلى إطلاق آلاف الصواريخ باتجاه إسرائيل.

بيرل هاربر إسرائيل

تفاخرت إسرائيل لعقود بقوة جيشها ودهاء وكالة استخباراتها الموساد، إذ مرّ أكثر من 17 عاماً على أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أطلق سراحه فيما بعد كما لم تشهد إسرائيل تسللاً واحداً مثل هذا الذي وقع مطلع الأسبوع عندما تسلل الفلسطينيون إلى قواعدها العسكرية وبلداتها.

فمنذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، أنفقت مليارات الدولارات لتأمين الحدود من الهجمات، ونجحت بالفعل في التصدي إلى الكثير من الصواريخ التي تنطلق من داخل قطاع غزة إلى إسرائيل ومنع الفلسطينيين من محاولة عبور الحدود من الجو أو من تحت الأرض باستخدام الأنفاق، ولوقف الهجمات الصاروخية، استخدمت إسرائيل منظومة القبة الحديدية الصاروخية التي كانت قد طورتها بمساعدة الولايات المتحدة.

وأنفقت إسرائيل أيضاً مئات الملايين من الدولارات على بناء نظام حدودي ذكي مزود بأجهزة استشعار وجدران تحت الأرض، وتم الانتهاء منه في نهاية عام 2021، وفقاً لرويترز.

قال جوناثان كونريكوس، المتحدث الدولي السابق باسم قوات الدفاع الإسرائيلية، «لقد فشل النظام كله.. فشلت البنية الدفاعية بأكملها بشكل واضح في توفير الدفاع اللازم للمدنيين الإسرائيليين»، وأضاف «هذه لحظة تشبه لحظة بيرل هاربر بالنسبة لإسرائيل، لحظة تبدأ واقعاً جديداً».

و بيرل هاربر هجوم جوي شنته البحرية الإمبراطورية اليابانية على الأسطول الأميركي في المحيط الهادي وكان بمثابة نقطة تحول أرغمت الولايات المتحدة على دخول الحرب العالمية الثانية.

وقال آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق بوزارة الخارجية الأميركية بشأن قضايا الشرق الأوسط، لـ(CNN)، إن المجتمعات الإسرائيلية القريبة من غزة «على ما يبدو لا تتمتع بالحماية الكافية»، وأضاف «لا أعتقد أن الإسرائيليين توقعوا حدوث ذلك».

وعلى غرار حرب أكتوبر تشرين الأول 1973، حين شنت مصر هجوماً مفاجئاً على إسرائيل العسكرية في سيناء في يوم الغفران اليهودي، جاء طوفان الأقصى ليفاجئ إسرائيل مع حلول ذكرى مرور 50 عاماً على المفاجأة الأولى.

وقال رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت لفريد زكريا على قناة (CNN)، يوم الأحد «في التاريخ العسكري، هناك دائماً مفاجآت كبيرة، مثل بيرل هاربر، وحرب يوم الغفران»، وأضاف أنه في نهاية المطاف، لا يمكن للاستخبارات أن تعمل بشكل أفضل أو تصل إلى أبعد مما يصل إليه الموساد بالفعل، لكن يبقى السؤال.. كيف استطاعت حماس رغم ذلك شن هجوم مباغت وموجع كهجوم طوفان الأقصى؟

جوشوا بيرلنغر، لو روبنسون، رايتشل ويلسون، ويل موليري (CNN)


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى