عالمي

خسائر أولية بالمليارات من العطل التقني العالمي

انهارت أسهم شركة “مايكروسوفت” التكنولوجية العملاقة في تعاملات قبل فتح الأسواق اليوم الجمعة نتيجة العطل التقني الذي أصاب الأجهزة والكمبيوترات والخوادم التي تعمل بنظام “ويندوز” ليل أمس الخميس وصباح اليوم الجمعة.

وخسرت الشركة التي تقدر قيمتها السوقية بنحو 3.2 تريليون دولار ما يزيد على 23 مليار دولار على الفور بعد هبوط قيمة أسهمها بأكثر من ثلاثة في المئة في التعاملات المستقبلية المبكرة، في ظل توقعات بأن ترتفع نسبة الخسائر مع فتح الأسواق الأميركية في وقت لاحق من اليوم.

أما الشركة المسؤولة عن العطل التقني الذي ضرب الشركات والمصالح حول العالم وهي شركة “كراود سترايك” للأمن الإلكتروني وتقدر قيمتها السوقية بنحو 125 مليار دولار، فتشير التوقعات إلى خسارتها 20 مليار دولار في الأقل من قيمتها بمجرد فتح الأسواق للتعاملات.

وبحساب بسيط للقيمة السوقية للشركات المدرجة على مؤشرات الأسهم للبورصات الكبرى حول العالم فإن هبوطاً بنسبة نقطة مئوية يعني مئات مليارات الدولارات من الخسائر، هذا فضلاً عن الخسائر المباشرة للشركات والأعمال التي تعطلت والخسائر غير المباشرة التي سيتطلب احصاؤها وقتاً طويلاً.

وكانت أستراليا والمنطقة التي تقع فيها بحسب التوقيت هي أول المتضررين، إذ بدأ العطل التقني في الساعة الثالثة بعد الظهر من أمس، وهي تعني الليل في الشرق الأوسط والليل المتأخر في أوروبا وأميركا الشمالية.

أضرار مباشرة وغير مباشرة

وبعدما أعلنت الشركة المسؤولة عن العطل أنها سحبت التحديث لأنظمة “مايكروسوفت” وأصلحت الخلل بدأت بعض الأعمال تعود تدريجاً، لكن مع استمرار الاضطراب في قطاعات مثل النقل الجوي والخدمات الصحية وغيرهما من الجهات التي تتطلب أعمالها الدقة العالمية في الأمن والسلامة، لذا فهي تحتاج وقتاً أطول لإعادة تشغيل الأنظمة وعودتها لطبيعتها المعتادة.

حتى بعض الشركات والجهات التي تستخدم أنظمة تشغيل إلكترونية غير تلك التابعة لـ”مايكروسوفت” تعرضت أيضاً للأعطال، بسبب ارتباطاتها بأعمال أخرى تستخدم نظام “ويندوز” أو ما يماثله من منتجات “مايكروسوفت”.

ومع أن بعض المصارف الكبرى والشركات المالية الكبرى تستخدم أنظمة “احتياط” فإن العطل التقني الذي ضرب العالم كان هائلاً، فأصاب كثيرين بالاضطراب إن لم يكن التوقف التام للأعمال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقتصر التقديرات الأولية للخسائر على انهيار القيمة السوقية للشركات وحتى للبورصات ذاتها التي تعطل التداول فيها ولو لفترة قصيرة، إضافة طبعاً إلى حساب خسائر شركات الطيران مثلاً نتيجة تعطل آلاف الرحلات وما يمكن أن يطالب به مئات آلاف المسافرين من تعويضات نتيجة الأضرار غير المباشرة.

على أية حال سيتضح الحجم الحقيقي للخسائر التي منيت بها الشركات والأعمال حول العالم بعد فترة، حين تحسب كل شركة وهيئة ومؤسسة خسائرها المباشرة وغير المباشرة نتيجة العطل التقني، والذي تباينت مدته ما بين شركة وأخرى وهيئة ومصلحة وأخرى.

توقعات الخسائر

وسيظل من الصعب حساب الخسائر مع تعطل مئات الشركات والهيئات والمصالح حول العالم، من عمليات المصارف والشركات المالية إلى منافذ الدفع بالمحال إضافة إلى المطارات والمستشفيات وغيرها. لكن دراسة قبل 10 أعوام من معهد “بونمون” قدرت في المتوسط أن انقطاع الشبكات يؤدي إلى خسارة في الدقيقة بنحو 9 آلاف دولار.

وبالطبع ارتفع هذا الرقم كثيراً الآن خلال عام 2024، لكن حتى على هذا الأساس فإن الانقطاع لمدة ساعة يمثل خسائر بعشرات وربما مئات ملايين الدولارات.

وهناك عوامل عدة تؤثر في تقدير الخسائر في الدقيقة نتيجة الأعطال التقنية، منها حجم الشركة وقيمة أعمالها وطبيعة نشاطها إضافة إلى مدى تأثر أسهمها في السوق الذي يقلل من قيمتها السوقية.

على سبيل المثال وبحسب دراسة المعهد، فإن الشركات الصغيرة قد تكون معدلات خسائرها في المتوسط 5 آلاف و600 دولار في الدقيقة، يرتفع ذلك المتوسط بالنسبة إلى الشركات الأكبر طبعاً.

ولا يعرف أيضاً مدى قدرة الشركات والأعمال على تعويض أية خسائر من شركات التأمين، إذ إن مثل هذه الأعطال غالباً ليست ضمن عقود التأمين، بالتالي يصعب الحصول على تعويضات فضلاً عن أن شركات التأمين ذاتها كانت من بين التي تعرضت للتعطيل خلال الأزمة، بالتالي منيت أيضاً بخسائر لم تحص قيمتها بعد.

وعلى رغم أن العطل حدث بينما بعض الأسواق المالية مغلقة بسبب اختلاف التوقيت في مناطق الكرة الأرضية فإن هناك أسواقاً كانت مفتوحة، بالتالي توقفت عملياتها مما يعني خسائر يصعب تقديرها ولا حتى بصورة تقريبية.

الخلاصة أن العالم سيأخذ وقتاً في حساب خسائره نتيجة عطل نجم عن “تحديث” برامجي من شركة لنظم تشغيل إلكترونية تابعة لشركة تكنولوجيا كبرى، وتستخدم في معظم الأجهزة والمعدات حول العالم.

وحتى في النهاية لن يكون الحساب دقيقاً بل تقديرياً، والأرجح أنه سيكون بمئات المليارات في أقل تقدير.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى