أديبك 2023 يقدم خارطة شاملة لمستقبل صناعة الطاقة
تحت شعار “خفض الانبعاثات أسرع معاً”، شهد معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك” 2023″، وهو الملتقى الأكبر لقطاع الطاقة في العالم، والذي انطلق الاثنين الماضي، بمشاركة قادة القطاع وصُناع السياسات والمبتكرين من أنحاء العالم، نقاشات ثريّة حول القضايا الأساسية المرتبطة بتعزيز جهود خفض الانبعاثات من منظومة الطاقة الحالية.
وتُشكل مخرجات النسخة التاسعة والثلاثين من معرض ومؤتمر “أديبك“، مرجعاً لأهم الرؤى والابتكارات المرتبطة بقضايا الطاقة والمناخ والجهود الدولية الرامية لخفض الانبعاثات، بعد أن احتضن الملتقى عديداً من المؤتمرات والجلسات التفاعلية الزاخرة بالأفكار والنقاشات الجادة، مع استعراض الفرص وتبادل الرؤى بين المختصين حول مستقبل صناعة الطاقة، بمشاركة أكثر من 160 ألف مشارك وزائر من 160 دولة حول العالم (مع 40 وزيراً و120 قيادياً ومسؤولاً تنفيذياً بالقطاع)، يعملون معاً من أجل إزالة الكربون من قطاع الطاقة في الوقت الحاضر وعقد الشراكات لبناء نظام طاقة قادر على تلبية احتياجات المستقبل.
- أديبك هو منصة دولية تعمل على توحيد الصناعة لتسريع الإجراءات العاجلة والجماعية والمسؤولة لإزالة الكربون بشكل أسرع وتأمين نظام الطاقة للمستقبل.
- استضافته أدنوك تحت شعار “إزالة الكربون أسرع معًا“.. ويبني المؤتمر على إرثه الذي يمتد لأربعة عقود تقريباً كمنصة شاملة، تعمل على تسهيل الحوار عبر النظام البيئي للطاقة، وتعزيز الشراكات بين القطاعات وإلهام الحلول التي تدفع نحو مستقبل طاقة أنظف وأكثر أماناً.
- وبينما تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة للترحيب بالقادة العالميين في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في نوفمبر 2023، انعقد “أديبك” ليكون بمثابة منصة شاملة لمحادثات متنوعة عبر قطاع الطاقة مع دفع الاستثمار في الطاقات النظيفة للمستقبل.
- تضمن البرنامج مؤتمرات ومعارض شاملة للاستجابة للتحديات والاحتياجات التي تواجهها سلسلة قيمة الطاقة. واستضاف أكثر من 1600 متحدث، بما في ذلك الوزراء الحكوميين والرؤساء التنفيذيين وصانعي السياسات وخبراء الطاقة والمبتكرين.. و350 جلسة حول الإجراءات اللازمة للنهوض بعالم منخفض الكربون وعالي النمو.
إزالة الكربون أسرع معاً
وفي الوقت الذي تشهد فيه أسواق الطاقة تغيرات ملموسة، مدفوعة بتطور اتجاهات الاقتصاد الجزئي والكلي، وبما يؤدي إلى تحويل الطريقة التي تعمل بها الشركات وإنشاء مسارات جديدة تدفع نحو الابتكار والاستدامة، كان ذلك محوراً رئيسياً ضمن فعاليات ومناقشات “أديبك 2023″، لا سيما مع انعقاد مؤتمر المناخ COP28 في دولة الإمارات العربية المتحدة بعد أقل من شهرين من أديبك.
شكلت المنافشات في هذا الإطار منتدى حاسماً لسلسلة قيمة الطاقة بأكملها لمعالجة القضايا الأكثر إلحاحاً حول أمن الطاقة والقدرة على تحمل تكاليفها واستدامتها.
ووفرت رؤى استراتيجية وفنية حول الاتجاهات الرئيسية التي تشكل مستقبل الطاقة، بما في ذلك تحديات وفرص تحول الطاقة، والعوامل الجيوسياسية التي تؤثر على أسواق الطاقة، وأطر التمويل والشراكة الجديدة وآخر التطورات التقنية.
وبينما يتكيف العالم مع التغيرات الواسعة على عديد من الجبهات المتباينة، بدءاً من الصراع الجيوسياسي وحتى التصدي لتحدي المناخ، وبما يسلط الضوء على الكيفية التي ستشكل بها الأحداث الخارجية عملية تحول الطاقة وإعادة تشكيلها، فإن الكثافة الجماعية للقضايا التي كان على صناعة الطاقة مواجهتها على مدى الأشهر الـ 12 الماضية أجبرتها على التفكير بشكل مختلف حول كيفية الوصول إلى مصادر طاقة آمنة وبأسعار معقولة ومستدامة.
فقد صاغت أنماطاً جديدة لتجارة الطاقة، وشراكات تجارية وتكنولوجية، وطرحت أفكار مبتكرة وبعيدة المدى، وحفزت الاستثمار في مصادر الطاقة المنخفضة الكربون ونشر حلول التكنولوجيا المناخية.
وبالتالي فإن ظهور نظام الطاقة الجديد والمتطور هذا سيختبر مرونة الشركات المنخرطة في تحول أساسي لإزالة الكربون من عملياتها القديمة، مع تطوير حلول وخدمات منخفضة الكربون وصديقة للبيئة.
وستكون التقنيات والقدرات الرقمية في صميم تحقيق هذا التغيير الاستراتيجي في العمليات. ومن هنا تأتي الحاجة إلى جذب القوى العاملة المطلوبة والاحتفاظ بها وتدريبها لتنفيذ التغيير الفعال، وجميعها قضايا كانت حاضرة على الطاولة ضمن المناقشات.
وسيكون مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) لحظة محورية في تحول الطاقة. كما سيوفر منصة للمشاركة في المناقشات والحلول المناخية لجميع أصحاب المصلحة في صناعة الطاقة.
وفي هذا السياق، فعلى مدار أربعة أيام من المناقشات المستنيرة وتبادل المعرفة والأفكار وممارسة الأعمال، عمل أديبك 2023 على حشد التجارب والخبرات والموارد الخاصة بصناعة الطاقة المسؤولة لمواجهة التحدي المتمثل في دفع التقدم الاقتصادي المستدام مع كبح الانبعاثات.
كما عمل المؤتمر على ربط السياسات والأفراد والتكنولوجيا ورأس المال لتسريع المرحلة التالية من تحول الطاقة؛ مع جمع أصحاب المصلحة المتنوعين في صناعة الطاقة في منتدى من شأنه تسريع إجراءات الصناعة لإزالة الكربون بشكل أسرع ومقاوم للمستقبل عاجلاً وإنشاء نظام الطاقة للمستقبل اليوم.
ومن أبرز المحاور التي تمت مناقشتها في هذا السياق:
- تحويل نظام الطاقة العالمي لخلق أمن أفضل للطاقة.
- إزالة الكربون على مستوى العالم وانتقال الطاقة.. ودور صناعة الطاقة في خارطة الطريق المناخية.
- تعبئة التمويل والاستثمار من أجل مستقبل آمن للطاقة.
- خلق مشاركة وتعاون بين القطاعات الصناعية.. تطوير سلسلة قيمة خالية من الكربون.
- التصنيع الناشئ والبالغ الأهمية لحلول وتقنيات الطاقة الجديدة.
- تحول مشهد المواهب.. جذب الأشخاص المناسبين لضمان استمرار النجاح أثناء تحول الطاقة وما بعده.
مستقبل قطاع الطاقة
وفي هذا السياق، لخصت الكلمة الافتتاحية التي ألقاها الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، والرئيس المعيَن لمؤتمر الأطراف “COP28“، القضايا الرئيسية التي تشكل مستقبل قطاع الطاقة. وقد شدد على أهمية “تسريع تحقيق انتقال عادل ومنظَّم ومسؤول ومنطقي في قطاع الطاقة بالتزامن مع خفض الانبعاثات من منظومة الطاقة الحالية”، بوصف ذلك أولوية رئيسية في خطة عمل رئاسة COP28 للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
وحث الجابر قطاع النفط والغاز إلى دعم النمو والتقدم والعمل المناخي الفعال من خلال تعزيز جهود خفض الانبعاثات. وتابع قائلا: “ندعو شركات النفط والغاز والطاقة والصناعات الثقيلة للمشاركة في العمل المناخي، لأنها تمتلك القدرة على إدارة المشاريع الكبيرة، ولديها المعرفة والخبرات الهندسية، والتكنولوجيا، ورأس المال اللازم، ونشجعها على استغلال فرصة COP28 كمنصة انطلاق لإثبات أنها جزء أساسي من الحل”.
وأفاد خلال كلمته الافتتاحية في النسخة التاسعة والثلاثين من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك 2023″، بأن أكثر من 20 شركة نفط وغاز عالمية أبدت استعدادها لوضع هدف للوصول لصافي صفر انبعاثات بحلول أو قبل 2050.
وقال الجابر، إن العالم بحاجة إلى خفض الانبعاثات بنسبة 43 بالمئة على الأقل بحلول 2030 لتفادي تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض عن مستوى 1.5 درجة مئوية.
كما شدد الدكتور سلطان الجابر على ضرورة العمل الجماعي لتجاوز العقبات التي تعوق استخدام الهيدروجين على نطاق تجاري وتوسيع نطاق تطبيق تقنيات التقاط الكربون.
الهيدروجين
كما حظي ملف “الهيدروجين” على زخم واسع خلال أعمال “أديبك 2023″، إذ يتمتع بالقدرة على أن يكون أداة محورية في تحقيق صافي انبعاثات عالمية صفرية بحلول العام 2050. واستكمالاً للطاقة المتجددة والوقود الحيوي وغيرها من التقنيات الناشئة والحالية، يمكن للهيدروجين أن يلعب دوراً مهماً في إزالة الكربون من الصناعات ذات الانبعاثات الثقيلة بما في ذلك الصلب والبتروكيماويات والأسمدة، التنقل الثقيل، والشحن البحري، والطيران، وتوليد الطاقة المرنة.
وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2050، يمكن أن يمثل الهيدروجين ما يصل إلى 18 بالمئة من التخفيضات السنوية في الانبعاثات في جميع أنحاء العالم.
ويتزايد زخم الهيدروجين منخفض الكربون بسرعة مع مجموعة واسعة من المشاريع. وبالتالي فإن تطوير مراكز الطلب على الهيدروجين في المجالات الرئيسية، بما في ذلك التطبيقات الصناعية والنقل وتخزين الطاقة وتوليد الطاقة، أمر ضروري لمزيد من النمو واعتماد الهيدروجين كمسرع للانتقال إلى نظام طاقة منخفض الكربون.
واستجابة لهذه الفرص والتحديات، جمع مؤتمر أديبك الاستراتيجي للهيدروجين القادة الأكثر تأثيراً في النظام البيئي للطاقة لمناقشة دور الهيدروجين في الاقتصادات العالمية، وأحدث الإنجازات التكنولوجية، والاستراتيجيات القريبة والطويلة الأجل، والإجراءات المطلوبة. لتوسيع نطاق اقتصاديات الهيدروجين في المستقبل.
ومن خلال تقديم رؤى استراتيجية وفنية وتشغيلية، قدم المؤتمر رؤى للمساعدة في تشكيل وتسريع النمو المستمر لسلسلة قيمة الهيدروجين.. ومن بين أبرز المحاور في هذا السياق:
وفي السياق، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي الاثنين أمام معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك 2023” إن بلاده تتطلع بأن تصبح مصدرا رئيسا للهيدروجين، حيث نستهدف 1.4 مليون طن سنويا بحلول 2031. وأكد المزروعي أن بلاده تؤمن بالاستدامة ولهذا قامت باتخاذ خطوات عملية نحو ذلك الاتجاه.
التقاط الكربون
وجاء محور “التقاط الكربون” كمحور رئيسي ضمن مناقشات وفعاليات “أديبك”، فضلاً عن الابتكارات التي تم عرضها على الهامش في ذلك السياق، إذ يعد الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول العام 2050 التزاماً عالمياً، مما يضع تحول الطاقة كأولوية قصوى لجميع الصناعات والاقتصادات اليوم.
وتتطلب عملية التقاط الكربون من نظام الطاقة تحولاً في الطريقة التي تستهلك بها الصناعات الطاقة وتنقلها وتوفرها. وينظر الكثيرون إلى إزالة الكربون على أنها فرصة لتعزيز النمو الاقتصادي الأخضر، وتعزيز أمن الطاقة، وحماية رفاهية الأجيال القادمة.
ومع ذلك، فإن التغلب على التحديات مثل الظروف الاقتصادية الحالية والحواجز السياسية يتطلب اتخاذ تدابير استباقية.
ومن خلال التوسع في استخدام الطاقة المتجددة، وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، وتنفيذ آليات تسعير الكربون، وتشجيع الابتكارات التكنولوجية، والتعاون بين الحكومة وقطاع الأعمال، تستطيع الصناعات أن تبحر على الطريق المؤدية إلى إزالة الكربون وإنشاء كوكب أكثر صحة ومرونة للجميع.
كانت هذه المعطيات حاضرة على طاولة نقاشات مؤتمر أديبك 2023 التي ركزت على معالجة الحاجة إلى سياسات مبتكرة، واستثمارات جديدة، والتقدم التكنولوجي، ومصادر الطاقة الجديدة، وإزالة الكربون من القطاعات ذات الانبعاثات الثقيلة.
واجتمع قادة الصناعة وصناع السياسات والحكومات والمؤسسات المالية للتداول حول الفرص المتاحة في مستقبل خالٍ من الكربون وأهمية الشراكات الجديدة لفتح مجموعات قيمة جديدة. ودعمًا لالتزامات إزالة الكربون في الصناعة.
كما تمت مناقشة موضوعات رئيسية حول الحد من الانبعاثات، وتكنولوجيا الطاقة النظيفة وضريبة الكربون واحتجاز الكربون والطاقة المتجددة والطاقة النووية وتخزين البطاريات والحلول منخفضة الكربون والتدوير وكفاءة الطاقة والكهرباء.. وجاءت المحاور في ذلك السياق على النحو التالي:
- تعزيز الأنظمة التنظيمية لتوجيه وتسريع عملية خفض الانبعاثات.
- تحفيز الاستثمار في التكنولوجيا الجديدة لخفض تكلفة الطاقة النظيفة.
- تعزيز البنية التحتية للشبكة للاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة والحلول منخفضة الكربون كمصادر للطاقة.
- إزالة الكربون من الاستخدام النهائي وقطاعات الانبعاثات الثقيلة.
وفي كلمته الافتتاحية المشار إليها، دعا الرئيس المعين لـ COP28، الدكتور سلطان الجابر، إلى مضاعفة قدرة إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات إلى 11 ألف غيغاوات بحلول عام 2030، مشيرا إلى أن هذا الهدف يحظى الآن بدعم 85 بالمئة من اقتصادات العالم.
ولفت إلى أن الاستثمارات في تكنولوجيا الطاقة النظيفة بلغت مستوى قياسيا قدره 1.7 تريليون دولار في العام الماضي. موضحاً أنه “من المخطط إضافة 440 غيغاواط من الطاقة المتجددة إلى شبكات الكهرباء هذا العام وهي أكبر زيادة سنوية في التاريخ”.
التنمية الصناعية المستدامة
وفي محور “تمكين التنمية الصناعية المستدامة” ركزت فعاليات المؤتمر على دور التصنيع وعوامل التمكين الرقمي التي تعمل على تسريع النمو في هذا السياق، في وقت أعاد فيه فجر العصر التكنولوجي تعريف التصنيع، حاملاً معه معنى جديداً لكيفية تصميم وإنتاج وتوزيع السلع والمواد.
ومع تطور المشهد الجيوسياسي وإعادة تشكيل المخاوف المناخية للسياسات الصناعية، يواجه المصنعون تحدياً يتمثل في الحفاظ على مرونتهم وتقديم قدر أكبر من الشفافية عبر سلاسل القيمة الخاصة بهم.
بينما تدفع التقلبات العالية في سلاسل التوريد العالمية الشركات المصنعة إلى إيجاد طرق جديدة للتكيف، من إعادة مواقع الإنتاج إلى الوطن إلى أجزاء الطباعة ثلاثية الأبعاد، لضمان الإنتاج المستدام وأمن المواد المتاحة. ويتمثل عامل التمكين الرئيسي لدعم هذه التحولات في التحول الرقمي السريع للتكنولوجيات، مما يسمح للتصنيع بالتوسع في جميع الصناعات.
وفي الوقت نفسه، فإن الديناميكية بين سلاسل التوريد وعصر جديد من الابتكار التكنولوجي تفتح المجال أمام الاقتصادات الناشئة لتصبح مراكز تصنيع إقليمية.
وبينما تعيد الحكومات التفكير في استراتيجياتها الصناعية سعيا إلى تحقيق قدر أكبر من الاستدامة والمرونة، سيحتاج قادة الصناعة العالمية إلى تبني تقنيات التصنيع المتقدمة بسرعة والبحث عن طرق جديدة لتنويع الاقتصادات.. ومن المحاور الرئيسية التي سلط المؤتمر الضوء عليها في هذا السياق:
- التخفيف من آثار التضخم على التصنيع.
- التصنيع المستدام وسبل التحول الدائري للصناعات.
- مبادرات القطاع العام والتمكينات التي تعزز الاقتصادات الوطنية.
إزالة الكربون من الصناعات البحرية
ومن بين النقاشات التي شهدها المؤتمر ما يرتبط بإزالة الكربون من الصناعات البحرية، ذلك أنه على نطاق واسع تعد الصناعة البحرية عامل تمكين أساسي للتجارة العالمية وسلاسل التوريد الفعالة – فهي تدعم 90 بالمئة من نقل البضائع وهي ركيزة تشغيلية لا تقدر بثمن لقطاع الطاقة.
وبالاعتماد بشكل كبير على الوقود التقليدي، فإن التقدم في إزالة الكربون من قطاع النقل البحري يشير إلى الطريق إلى تنويع مزيج الطاقة في الصناعات الثقيلة في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك، فإن الحد من انبعاثات الكربون في القطاع البحري يتطلب إجراءات حاسمة من جميع أصحاب المصلحة عبر سلسلة القيمة، مدعومة بأطر السياسات التقدمية لتوسيع نطاق تكنولوجيا الانبعاثات الصفرية والبنية التحتية، وتحديد مسارات الوقود البحري المستقبلية وتكافؤ الفرص في هذه الصناعة.
ومع دخول جيل جديد من المهنيين البحريين إلى القوى العاملة وتطوير نماذج أعمال شحن أكثر استدامة، تظهر فرص جديدة للتعاون، بفضل التطورات الرقمية التي تعزز الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد من خلال زيادة الأتمتة والتقنيات.. وناقش المؤتمر في هذا السياق:
- أطر السياسات التي تشكل عملية إزالة الكربون البحري.
- تطوير شراكات جديدة بين القطاعات من أجل الشحن المستدام.
- الابتكار الرقمي في المجالات البحرية واللوجستية.
مستقبل القوى العاملة في مجال الطاقة
كما جمع منتدى أديبك 2023 فيما يتعلق بالتنوع والإنصاف والشمول، بين قادة الطاقة والمدافعين المؤثرين في الصناعة، في حوار مفتوح حول التنوع والإنصاف والشمول ودورهم الأساسي في خلق مستقبل أكثر توازناً وشمولاً.
يحدث تحول أساسي في العلاقة بين أصحاب العمل والموظفين استجابةً لمشهد الطاقة المتغير بسرعة. وتسعى المؤسسات عبر سلسلة قيمة الطاقة إلى إنشاء قوة عاملة جديدة ومتنوعة ومشاركة تتماشى مع التحولات الاجتماعية والديموغرافية، ومجهزة لتسخير ثورة التكنولوجيا الرقمية الناشئة ومتحمسة لتحقيق أهداف التحول الأخضر الطموحة للصناعة.. وتضمنت المحادثات:
- مواءمة الرؤية مع العمل لتوجيه طموح القوى العاملة وأدائها.
- دفع التنمية المستدامة من خلال قوة التكافؤ.
- الاستفادة من التقنيات الرقمية للوصول الشامل إلى الفرص.
وفي سياق متصل، قال الرئيس التنفيذي لمؤتمر الأطراف “COP28“، عدنان أمين، في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، على هامش “أديبك” إن قطاع النفط والغاز جزء من مشكلة التغير المناخي في العالم، وبالتالي لا يمكن أن يتم التوصل لحل فعال من دون إشراكه في عملية تحول الطاقة.
وأضاف: “قطاع صناعة النفط والغاز حول العالم بدأ يدرك أنه يجب أن يكون جزءاً من حلول مواجهة التغير المناخي وليس جزءاً من المشكلة… ما نحن بصدد فعله هو الانخراط مع أقطاب صناعة النفط والغاز.. يجب أن يشاركوا في النقاشات، وينبغي أن يكونوا تقدميين، وأن يكونوا مُدركين لمسؤولياتهم ومستعدين لتحملها”.
وتابع: “ما نريد فعله في مؤتمر الأطراف هو إيجاد بيئة من هذا النوع حيث يمكننا بدء نقاشات بناءة وجعل قطاع النفط والغاز يتعهد بالتزاماته ليفي بها.. فهذا سيفضي حتماً إلى تحريك عجلة التحول إلى انبعاثات أقل، بوتيرة أسرع بكثير من الوتيرة التي دَأَبْنَا عليها حتى الآن”.
تمكين الشباب من قيادة مستقبل الطاقة النظيفة
“ولتحقيق التحول على المستوى المطلوب لأجندة خفض الانبعاثات الصفرية في صناعة الطاقة، يجب تمكين شباب اليوم بالأدوات والتكنولوجيا والمعرفة اللازمة لإشراك صناع السياسات، وسد الفجوة بين الأجيال، والمضي قدمًا بإرث طاقة نظيفة، قادر على تلبية احتياجات صافي الطاقة”، كان ذلك محوراً من بين المحاور الرئيسية في المؤتمر.
جمع المؤتمر قادة صناعة الطاقة وصانعي السياسات والمنظمين والمستثمرين والخبراء الأكاديميين، جنباً إلى جنب مع الجيل القادم من القادة لتأسيس دورهم كأصحاب مصلحة في تحول الطاقة، ودفع ريادة الأعمال، ورعاية مجموعات المهارات المطلوبة. لتحقيق نظام بيئي للطاقة النظيفة.
ومن خلال تسخير التفكير الإبداعي والمبتكر للعقول الشابة، إلى جانب معرفة وخبرة قادة اليوم، سيتم إنشاء نماذج الأعمال والسياسات والتقنيات اللازمة لتحقيق مستقبل طاقة نظيفة وشاملة.. ومن بين المحاور التي تمت مناقشتها على هامش المؤتمر:
- إشراك الشباب في سياسة المناخ.
- مهارات التدقيق المستقبلي لنظام الطاقة في المستقبل.
- إضفاء الطابع الديمقراطي على التكنولوجيا من أجل انتقال عادل وشامل للطاقة.
- الابتكار وريادة الأعمال.
التنمية الصناعية المستدامة
كما استعرض مؤتمر أديبك، فيما يخص التصنيع الفني، أحدث الابتكارات في مجال التكنولوجيا عبر دورة التصنيع بأكملها، بناءً على الركائز الأربع لعمليات التصنيع: (التخطيط والمصدر والتصنيع والتسليم).
تضمنت ذلك مناقشات رئيسية حول كيف يمكن لتقنيات التصنيع المتقدمة تسريع عملية إزالة الكربون الصناعية، ومساعدة قادة الأعمال على اتخاذ قرارات مستنيرة بشكل أفضل باستخدام البيانات الذكية والعمليات الآلية والأدوات الرقمية.
لقد أظهرت الصناعة تحولاً ملحوظاً في التصنيع الحديث، مع التقنيات الرقمية المتطورة والذكية التي تتيح مزايا غير مسبوقة عبر دورة الإنتاج. في حين يتم اعتماد التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي التنبؤي والروبوتات والتصنيع الإضافي والمحاكاة الرقمية المزدوجة بشكل متزايد في العمليات، فإن الجوهر الأساسي للتصنيع الذكي يكمن في معرفة كيفية تنفيذ مزايا هذه الأدوات الذكية وأنظمة الإنتاج المادي السيبراني (CPPS) في استراتيجيات الأعمال التي تدفع الابتكار الصناعي.
تلعب تقنيات التصنيع المتقدمة دورًا محوريًا في إعادة تشكيل المشهد الصناعي، حيث تتيح في الوقت نفسه قدرًا أكبر من الاستدامة وكفاءة الطاقة من خلال زيادة عمليات تبسيط الأتمتة داخل المصنع وخارجه.
كما قدم المؤتمر الفني للصناعات التحويلية، منصة واسعة النطاق لقطاع الصناعات التحويلية. ويشجع المؤتمر على تبادل أفضل الممارسات، ويحفز الابتكار ويفتح فرص السوق للاستثمار والنمو مما سيساعد مشغلي التكرير والبتروكيماويات على التعامل مع الطلب المتغير على الطاقة من خلال التعاون والشراكات.
ابتكارات.. واتفاقيات
على هامش المؤتمر وقعت عدد من الشركات المشاركة اتفاقات مختلفة. كما استعرضت عديد من تلك الشركات مجموعة من الابتكارات في مجالات ذات صلة بخفض الانبعاثات، من بينها 39 شركة فرنسية تعمل في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات والطاقة المتجددة، عرضت خلال مشاركتها في معرض ومؤتمر أديبك 2023 الحلول المبتكرة في قطاع الطاقة بما يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية ويعزز استدامة النمو الاقتصادي.
أتاح الجناح الفرنسي فرصة استكشاف أحدث التقنيات في مختلف المجالات، بما في ذلك حلول معالجة الطاقة، والكفاءة التشغيلية، والأنظمة الكهربائية، وتحليل ومراقبة الغاز، والأتمتة الصناعية وبرامج التحكم، وإلكترونيات الطاقة المتقدمة، والمعدات الجيوفيزيائية، وتخزين الطاقة، وذلك تماشياً مع أهداف المنطقة لتنويع مصادر الطاقة وخفض الانبعاثات.
Source link