73 % من تجار التجزئة يستخدمون النفط الخام على المدى الطويل .. رهان على ارتفاع الأسعار
استمرت تقلبات أسعار النفط الخام، حيث تراجعت عقب ارتفاعات قياسية سابقة على أثر الحرب المستعرة في الشرق الأوسط.
وتشعر الأسواق بالقلق من أنه إذا تصاعد الصراع، فإنه قد يضر بإمدادات الشرق الأوسط ويفاقم العجز المتوقع لبقية العام الجاري.
وقال لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون إن الصراع المشتعل في الشرق الأوسط أدى إلى تضخيم مشكلات انقطاع الإمدادات النفطية، خاصة في ضوء احتمالات تورط كل من الولايات المتحدة وإيران في هذا الصراع، وقد كانت إيران أخيرا مساهما في العرض الإضافي هذا العام.
وذكر المحللون أن تجار التجزئة يرجحون زيادة الاتجاه الصعودي للنفط الخام، حيث إن المخاوف من انقطاع الإمدادات قد تقدم دعما على المدى القريب، لافتين إلى أن أسعار النفط عكست مسارها وعوضت خسائرها الفادحة خلال الأسبوعين الماضيين.
وأشار المحللون إلى أن نحو 73 في المائة من تجار التجزئة يستخدمون النفط الخام على المدى الطويل وأن معظمهم ما زالوا متحيزين نحو الاتجاه الصعودي، ما يعني أن الأسعار قد لا تنخفض في المستقبل.
ورجحوا هيمنة الحديث عن ذروة الطلب النفطي العالمي على مؤتمر الأطراف الـ28 الذي سيعقد في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر في أبوظبي.
وفي هذا الإطار، قال سيفين شيميل، مدير شركة “في جي آندستري” الألمانية، إن المخاوف بشأن ارتفاع التضخم تقلصت في السوق النفطية، كما أنها تشعر بالقلق إزاء احتمال امتداد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى بقية الشرق الأوسط.
ولفت إلى قيام “أوبك” برفع توقعاتها للطلب على المدى المتوسط والطويل في توقعاتها السنوية، حيث ذكرت أنه قد تكون هناك حاجة لاستثمارات تبلغ نحو 14 تريليون دولار لتلبية الطلب، وأكدت أنها ترى أن الطلب يرتفع عما كان متوقعا قبل الوباء، كما ضاعفت المجموعة اعتقادها بأن النفط يجب أن يشكل جزءا من تحول الطاقة وإلا ستحدث فوضى في مجال الطاقة والاقتصاد.
من جانبه، أكد روبين نوبل مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، أنه كان من المفترض أن تكون بيانات التضخم الأمريكية الإيجابية هي القوة الدافعة للأسواق هذا الأسبوع ولكن طغت عليها التوترات الجيوسياسية وقد تستمر التطورات حول التوترات في الشرق الأوسط في كونها حافزا وتنال كثيرا من معنويات السوق وتحد من الرغبة في المخاطرة.
وأشار إلى عودة المكاسب السعرية المرتبطة بالحروب ومخاطر عدم الاستقرار، وهو ما زاد التكهنات حول احتمال قيام “أوبك +” بزيادة إنتاجها من النفط الخام في أوائل العام المقبل، لافتا إلى أن اندلاع المواجهات المسلحة أنهى فترة من الهدوء النسبي في المنطقة، ويمكن أن يكون له في النهاية تأثير على العرض والأسعار.
من ناحيته، قال ماركوس كروج، كبير محللي شركة “أيه كنترول”، لأبحاث النفط والغاز، إن إمدادات النفط من إيران ارتفعت في الأشهر الأخيرة بسبب مرونة وتقلص في تطبيق العقوبات من جانب الولايات المتحدة نتيجة قلق الولايات المتحدة بشأن ارتفاع أسعار الطاقة.
ولفت إلى أنه إذا عاد تطبيق العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني بشكل أكثر صرامة فقد يؤدي ذلك إلى خسارة محتملة لما لا يقل عن 500 ألف برميل يوميا من إمدادات النفط وهو ما من شأنه أن يمحو الفائض المتوقع حاليا لعام 2024 – وذلك بحسب تقارير دولية.
بدورها، ذكرت نايلا هنجستلر، مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية سابقا، أن كثيرا من صناديق التحوط تلمح إلى أن التوترات في الشرق الأوسط ستستمر في التأثير على الأسعار وربما على العرض والإمدادات النفطية من المنطقة.
وتوقعت أن تطلب السوق مزيدا من الإمدادات وتحديدا إذا تجاوزت الأسعار مستوى 110 دولارات للبرميل، مرجحة أن تبدأ الإدارة الأمريكية في تطبيق عقوبات على صادرات النفط الإيرانية بشكل أكثر صرامة بسبب دورها في الصراع الحالي، ما سيؤدي ذلك إلى تشديد سوق النفط بشكل أكبر.
وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط قليلا أمس بعد أن ارتفع أكثر من 4 في المائة في الجلسة السابقة مع تقييم الأسواق لاحتمال تعطل الإمدادات مع استمرار الصراع في الشرق الأوسط.
وخلال التعاملات أمس، انخفض خام برنت 18 سنتا بما يعادل 0.2 في المائة إلى 87.97 دولار للبرميل، في حين نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 16 سنتا أو 0.2 في المائة إلى 86.22 دولار للبرميل.
وكان الخامان القياسيان قد ربحا أكثر من 3.50 دولار الإثنين بفعل أنباء الصراع بعد تراجعهما بشدة في تعاملات متقلبة الأسبوع الماضي.
ورغم أن إسرائيل تنتج كميات قليلة للغاية من النفط الخام، فإن الأسواق تشعر بالقلق من أنه إذا تصاعد الصراع فإنه قد يضر بإمدادات الشرق الأوسط ويفاقم العجز المتوقع لبقية العام.
وقال محللون إن الاضطرابات قد تدفع الولايات المتحدة أيضا إلى تشديد عقوباتها على إيران والإضرار بصادرات النفط الإيراني.
وفي إشارة أكثر إيجابية للإمدادات، قالت مصادر إن فنزويلا والولايات المتحدة أحرزتا تقدما في المحادثات التي يمكن أن تفضي إلى تخفيف العقوبات على كاراكاس من خلال السماح لشركة نفط أجنبية إضافية واحدة على الأقل بالحصول على النفط الخام الفنزويلي في ظل بعض الشروط.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 89.99 دولار للبرميل الإثنين مقابل 87.30 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق أول ارتفاع عقب عدة انخفاضات على التوالي وأن السلة خسرت خمسة دولارات، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي والذي سجلت فيه 94.99 دولار للبرميل.
Source link