عربي

السعودية: زيادة 300% في حصة “المتجددة” من مزيج الطاقة .. وزراعة 43.9 مليون شجرة

انطلقت اليوم فعاليات النسخة الثالثة من منتدى مبادرة السعودية الخضراء بالتزامن مع انعقاد الدورة 28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28)، بهدف توفير منصة مهمة لمختلف الجهات المعنية من أجل مناقشة أفضل السبل المتاحة لتسريع وتيرة العمل المناخي.

وكان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء، قد أطلق مبادرة السعودية الخضراء في 2021؛ بهدف تفعيل مشاركة مختلف فئات المجتمع السعودي في الجهود الجارية للتصدي لظاهرة تغير المناخ، ودفع عجلة الابتكار المستدام، وتسريع رحلة الانتقال الأخضر.

وشهد المنتدى مشاركة عدد من المسؤولين السعوديين لمناقشة التقدم المستمر الذي تحرزه المملكة نحو تحقيق الهدف الوطني الطموح المتمثل في الوصول إلى الحياد الصفري بحلول 2060، إلى جانب تسليط الضوء على إسهام المملكة في تحقيق الأهداف المناخية العالمية عبر تنفيذ 80 مبادرة في القطاعين العام والخاص باستثمارات تبلغ 705 مليارات ريال (188 مليار دولار)، لبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.

وتمضي المملكة بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفها المتمثل في خفض انبعاثات الكربون بمقدار 278 مليون طن سنويا بحلول 2030، وتستهدف المملكة الوصول إلى مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء 50 في المائة للغاز الطبيعي و50 في المائة للطاقة المتجددة بحلول 2030، الأمر الذي سيسهم في استبدال ما يصل إلى مليون برميل مكافئ من الوقود السائل المستخدم حاليا.

وشهدت المملكة منذ 2022، ربط مشاريع طاقة متجددة بسعة 2,100 ميجاوات بشبكة الكهرباء الوطنية، لتصل السعة الإجمالية لمصادر الطاقة المتجددة المستخدمة إلى 2,800 ميجاواط (2.8 جيجاواط)، أي ما يكفي لتزويد 520 ألف منزل بالطاقة الكهربائية. ويمثل هذا الإنجاز زيادة بنسبة 300 في المائة بالسعة الإجمالية، وخطوة مهمة تسلط الضوء على التقدم المستمر الذي تشهده المملكة في مجال تسريع مسار التحول في قطاع الطاقة.

وبحلول نهاية 2023، ستبلغ السعة الإنتاجية لمشروعات الطاقة المتجددة قيد الإنشاء أكثر من ثمانية جيجاواط، إضافة إلى ذلك، هناك عدد من المشاريع الإضافية بسعة 13 جيجاواط تقريبا في مراحل مختلفة من التطوير.

وفي إطار الجهود المستمرة لتحويل مزيج الطاقة الوطني، أطلقت المملكة عددا من المشاريع الهادفة إلى تقليل الاعتماد على الوقود السائل واستبداله بالغاز لتوليد الكهرباء، وحتى ديسمبر 2023، تم تشغيل أربع محطات عالية الكفاءة تعمل بالغاز لتوليد الكهرباء بسعة إجمالية تقارب 5.600 ميجاواط.

كما تعمل المملكة على بناء محطات عالية الكفاءة مزودة بتقنيات احتجاز وتخزين الكربون، وتبلغ سعتها الإجمالية 8.4 جيجاواط، وتواصل المملكة كجزء من الاستثمار المستمر في تطوير أنواع الوقود المستقبلية، بإحراز تقدم ملموس في مشروع إنشاء أكبر معمل لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم في مدينة نيوم باستثمار إجمالي قدره 8.4 مليار دولار.

كما وقعت المملكة عددا من الاتفاقيات الثنائية مع مجموعة من الشركات العالمية في 2023، للتعاون في مجال إنتاج الهيدروجين النظيف والأخضر في المملكة وتصديره.

ونجحت مبادرة السعودية الخضراء منذ إطلاقها في زراعة 43.9 مليون شجرة، واستصلاح 94 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة في أنحاء المملكة، أي ما يزيد عن مساحة 146 ألف ملعب كرة قدم. ويسهم هذا التقدم المحرز في تحقيق هدف زراعة 10 مليارات شجرة خلال العقود القادمة، ويجري العمل حاليا على تنفيذ أكثر من 40 مبادرة تدعم الهدف المرحلي المتمثل في زراعة 600 مليون شجرة واستصلاح ثمانية ملايين هكتار من الأراضي بحلول 2030.

وكشفت المملكة في أكتوبر 2023، عن دراسة جدوى تفصيلية استمرت لمدة عامين، بهدف تنمية الغطاء النباتي في مختلف أنحاء البلاد شملت هذه الدراسة 1.150 مسحا ميدانيا جرى تنفيذها بالتعاون مع 50 من أهم الخبراء ومن المقرر البدء بتنفيذ مشاريع التشجير واستصلاح الأراضي في عدد من المواقع، بما في ذلك غابات المانجروف والمستنقعات والغابات الجبلية والمراعي والمتنزهات الوطنية والوديان.

وسيتم تنفيذ خارطة الطريق المعتمدة على مرحلتين، تمتد الأولى من 2024 حتى 2030، وتتبع نهجا قائما على الطبيعة، لإعادة التأهيل البيئي، بينما ستبدأ المرحلة الثانية في 2030، وسيتم خلالها العمل على استحداث نهج شامل يعتمد على الجهود البشرية وتطبيق الدروس المستفادة من المرحلة الأولى.

وستسهم جهود إعادة تأهيل البيئات الطبيعية بالمملكة في توفير فرص العمل ضمن مجموعة واسعة من القطاعات، ومكافحة التصحر وزحف الرمال، والحد من التأثيرات السلبية للعواصف الرملية، وتحسين جودة الحياة لسكان المملكة، كما ستستفيد مراكز المدن من زيادة الكثافة الشجرية التي ستسهم في خفض درجات الحرارة وتحسن جودة الهواء.

في الوقت الراهن، تبلغ نسبة المناطق البرية المحمية 18.1 في المائة ونسبة المناطق البحرية المحمية 6.49 في المائة من إجمالي مساحة المملكة. ويجري العمل على تنفيذ خمس مبادرات ستسهم في زيادة نسبة المناطق البرية المحمية إلى 21 في المائة وزيادة نسبة المناطق البحرية المحمية إلى 26 في المائة بحلول 2030.

ومن خلال الجهود المستمرة لحماية المناطق البرية والبحرية، ستعمل مبادرة السعودية الخضراء على استعادة وحماية النظم البيئية والطبيعية، ودعم ازدهار الأنواع النباتية والحيوانية، بما يسهم في تعزيز جمال الطبيعية في مختلف أنحاء المملكة.

ومنذ إطلاق مبادرة السعودية الخضراء، تمت إعادة توطين 1,669 حيوان مهددا بالإنقراض مثل: المها العربي، وغزال الرمل، والوعل في المحميات الطبيعية بالمملكة حيث تساعد هذه الحيوانات على تعزيز التنوع البيولوجي، كما أنها تسهم بشكل كبير في تسهيل جهود إعادة إطلاق النمر العربي المهدد بالانقراض في الحياة البرية.

وشهدت المملكة في 2023 ولادة سبعة من صغار النمر العربي في إطار برنامج إكثار وحماية الأنواع المهددة بالإنقراض في الطائف، الذي نجح بشكل كبير منذ انطلاقه في 2020 في مضاعفة أعداد النمور العربية في المحميات الطبيعية.

يذكر أن سلسلة حوارات مبادرة السعودية الخضراء التي انطلقت في نسختها الأولى يوم 30 نوفمبر، ستستمر حتى اليوم الختامي لمؤتمر “كوب 28” 12 ديسمبر. وتتيح هذه الحوارات التي تقام يوميا في الـ 3 عصرا، منصة جديدة لمناقشة أحدث الاتجاهات المستقبلية في مجال الاستدامة، وكفاءة الطاقة، وغيرها من المواضيع.

كما سيكون معرض مبادرة السعودية الخضراء مفتوحا للزوار يوميا حتى 12 من ديسمبر الجاري من الـ 10 صباحا ولغاية الـ 9 مساء، حيث يمكن للزوار الاطلاع على مجموعة واسعة من مبادرات العمل المناخي التي يتم تنفيذها في أنحاء المملكة، بجانب تسليط الضوء على التزام المملكة الراسخ ببناء مستقبل أكثر استدامة.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى