عالمي

أسعار النفط تتلقى دعما من توقعات زيادة قيود المعروض .. رهانات على الطلب الموسمي

تلقت أسعار النفط الخام دعما جيدا من توقعات المستثمرين بقيام المنتجين بزيادة قيود المعروض النفطي في الفترة المقبلة بالتوازي مع زيادة الطلب الصيفي الموسمي بسبب الرحلات الجوية والقيادة، وهو ما تجاوز تأثير القلق حيال تخلف الولايات المتحدة عن سداد التزاماتها.
وقال لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون إن السوق النفطية تترقب بيانات وكالة معلومات الطاقة الأمريكية الأسبوعية اليوم، وذلك في أعقاب قلق السوق بعد القفزة المفاجئة الأسبوع الماضي في مخزون النفط.
وأوضح المحللون أن التوقعات تميل إلى إبطاء وتيرة رفع الفائدة الأمريكية لكن كل الاحتمالات واردة حتى يتم حسم الأمر في الاجتماع المقبل للجنة الفيدرالية في منتصف يونيو المقبل كما يجري متابعة الإعلان عن مؤشرات مديري المشتريات في أوروبا وأمريكا الشمالية.
وأشاروا إلى استمرار مكاسب النفط في ظل عدم السيطرة بعد على حرائق الغابات الكندية التي تخفض الإنتاج هناك وتقلص المعروض النفطي الدولي.
وأضاف المحللون أن مع تسجيل واردات الهند كميات قياسية من النفط الروسي بلغت حصة “أوبك” من جميع واردات النفط الهندية أدنى مستوى لها منذ 22 عاما على الأقل. في هذا الإطار، ذكر سيفين شيميل مدير شركة “في جي إندستري” الألمانية، أن الطلب القوي على المنتجات النفطية يساعد على دفع أسعار النفط للأعلى وذلك رغم أن خطر التخلف عن سداد الديون في الولايات المتحدة واجتماع “أوبك+” المقبل هما العاملان الرئيسان اللذان تراقبهما أسواق النفط.
وأوضح أن السفر الجوي العالمي عاد أخيرا إلى مستويات ما قبل الوباء هذا الشهر وذلك بزيادة 20 في المائة على أساس سنوي، متوقعا أن يظل الطلب العالمي على وقود الطائرات حول مستويات عام 2019 في الوقت الحالي حيث تؤدي مكاسب الكفاءة والانتعاش البطيء في الرحلات الطويلة خاصة في آسيا إلى الحد من ارتفاع استهلاك الوقود.
من ناحيته، قال روبين نوبل مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، إن الطلب على المنتجات النفطية جيد ويدعم أسعار النفط الخام وذلك قبل اجتماع “أوبك+” الوزاري مطلع الشهر المقبل لتقييم وضع السوق حيث أدت قوة العقود الآجلة للبنزين في الولايات المتحدة إلى رفع خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت.
وذكر أنه إذا أدت محادثات سقف الديون الجارية بين كيفين مكارثي رئيس مجلس النواب والرئيس جو بايدن إلى صفقة فقد يحدث ارتفاعا قصيرا في أسعار النفط رغم أن الاهتمام يبدو أنه يتجه تدريجيا نحو اجتماع “أوبك+” المقبل في يونيو المقبل وسط توقعات بإضافة تخفيضات إنتاج جديدة.
من جانبه، قال ماركوس كروج كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، إن مديري المحافظ المالية يراهنون حاليا على هبوط يعد الأعمق في العقود الآجلة والنفط الخام، منذ أكثر من عقد، مبينا أن الأسباب تعود إلى القلق على المدى القريب بشأن الاقتصاد والمخاوف المتزايدة من الركود إلى جانب أزمة سقف الديون الأمريكية.
ولفت إلى أن الأسبوع الماضي شهد بالفعل عديدا من المؤشرات المقلقة بشأن بطء التعافي الاقتصادي في الصين بعد عدة سنوات من أزمة الجائحة، مشيرا إلى توقع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب العالمي على النفط بوتيرة أسرع من المتوقع هذا العام ليصل إلى 102 مليون برميل يوميا.
بدورها، قالت جولميرا رازيفا كبير محللي المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان، إن أساسيات سوق النفط الحالية تواجه ضغوطا هبوطية واسعة بحسب تأكيدات صادرة عن بعض الاقتصاديين وصناديق التحوط والحكومات الغربية، مبينة أن التقلبات الحالية في أسعار النفط قد تكون علامة على ركود اقتصادي محتمل.
وعدت أن الجدل الدائر حول سقف الديون الأمريكية يضيف عاملا آخر إلى حالة عدم اليقين في أسواق النفط وذلك بعد أن تبددت مخاوف الأزمة المصرفية الأمريكية، موضحة أن في المقابل هناك رؤية مغايرة للبعض الآخر والذين يؤكدون أن هناك مؤشرات على أن السوق الصاعدة المحتملة تلوح في الأفق خاصة عند النظر في أحدث أرقام الطلب على النفط التي قدمتها “أوبك”.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس بفضل توقعات تقلص الإمدادات‭ ‬وسط زيادة موسمية في الطلب على البنزين وتراجع إنتاج دول تحالف “أوبك+”، وهو ما تجاوز تأثير قلق المستثمرين حيال تخلف الولايات المتحدة عن سداد التزاماتها. وبحسب “رويترز”، زادت العقود الآجلة لخام برنت 57 سنتا أو 0.8 في المائة إلى 76.56 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 42 سنتا أو 0.6 في المائة إلى 72.47 دولار للبرميل.
وارتفع الخامان أمس الأول إثر صعود بواقع 2.8 في المائة في العقود الآجلة للبنزين في الولايات المتحدة قبل عطلة يوم الذكرى في 29 مايو التي عادة ما تمثل بداية ذروة موسم الطلب على الوقود في الصيف. كما من المتوقع أن تؤدي التخفيضات الطوعية للإنتاج التي أعلنها التحالف المعروف باسم “أوبك+” الذي يضم منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاء من بينهم روسيا، إلى تقلص الإمدادات في أسواق النفط. ودخلت التخفيضات حيز التنفيذ هذا الشهر.
وتجتمع “أوبك+” مجددا في الرابع من يونيو، ويتوقع بعض المحللين مزيدا من التخفيضات.
من جانب آخر، انخفضت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 75.24 دولار للبرميل يوم الإثنين مقابل 75.71 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق ثاني انخفاض على التوالي وأن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 74.45 دولار للبرميل.


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى