عالمي

الرسوم الجمركية تأكل أرباح “أبل” وتكلفها 900 مليون دولار

لا تزال نتائج أعمال الشركات الكبرى في العالم متأثرة جراء الحرب التجارية والرسوم الجمركية بين الدول المتناحرة على رأسهما الولايات المتحدة والصين إلى جانب دول الاتحاد الأوروبي.

أمس الخميس، أعلنت شركة “أبل” نتائج أفضل من المتوقع للأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، بفضل انتعاش مبيعات منتجها الرئيس “آي فون”، لكنها توقعت أن ترتفع الكلف في الربع الثاني من 2025، بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

تأثير التعرفات الجمركية

وخلال مؤتمر عبر الهاتف للإعلان عن النتائج المالية للمجموعة، قدر رئيسها التنفيذي تيم كوك تأثير التعرفات الجمركية الجديدة المحتمل في المجموعة في الربع الحالي بنحو 900 مليون دولار.

وبلغ صافي الربح 24.8 مليار دولار، بزيادة قدرها 4.8 في المئة على أساس سنوي، في ما يشكل الربع الثاني من السنة المالية التي تعتمدها الشركة.

وشهدت المجموعة التي يقع مقرها في كوبيرتينو بولاية كاليفورنيا زيادة بنسبة 1.9 في المئة في مبيعات “آي فون”، بعد انخفاض طفيف في الربع السابق (-0.8 في المئة)، متجاوزة بذلك توقعات السوق.

وكان المستثمرون يراقبون أداء مبيعات “آي فون 16″، وهو الطراز الأحدث من “آي فون”، بعدما تعرض لانتقادات بسبب افتقاره إلى عدد من ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي أعلنت “أبل” اعتمادها في يونيو (حزيران) وسبتمبر (أيلول) الماضيين.

الهند ستكون مصدر غالبية أجهزة “آي فون”

وأشار تيم كوك إلى أن الهند ستكون مصدر غالبية أجهزة “آي فون” التي ستباع في الولايات المتحدة خلال الربع الحالي، ما سيتيح للشركة تجنب الرسوم الجمركية البالغة 145 في المئة التي تفرضها الولايات المتحدة على المنتجات الواردة من الصين، وهي المركز الأساس تقليداً لتصنيع هذه الهواتف الذكية الشهيرة، أما أجهزة “آي باد” و”ماك” والساعات الذكية وسماعات “إير بودز” فستأتي كلها من فيتنام.

إلا أن كوك أوضح أن منتجات “أبل” الواردة من الصين معفاة في الوقت الراهن من القدر الأكبر من الرسوم الجمركية الجديدة (125 في المئة من 145 في المئة، في انتظار إعادة الحكومة الأميركية النظر فيها.

ومع أن أداء “آي فون” كان جيداً في بداية السنة، فإن قطاع الخدمات ظل الأكثر نشاطاً، كما في الأرباع السابقة، وشهد زيادة بنسبة 11.7 في المئة.

وتشمل الخدمات متجر التطبيقات “أب ستور” ومنصات البث التدفقي للموسيقى “أب ميوزيك” وللفيديو “أبل تي في”، إضافة إلى تخزين البيانات من بعد “آي كلاود”.

وباتت الخدمات توفر 28 في المئة من إيرادات الشركة التي كان نشاطها الأساس لمدة طويلة يقتصر تقريباً على الأجهزة، من أجهزة الكمبيوتر إلى الهواتف والأجهزة اللوحية.

من الناحية الجغرافية، سجلت مبيعات “أبل” في الولايات المتحدة زيادة بنسبة 8 في المئة، في حين تراجعت في أوروبا لتقتصر على واحد في المئة، وانكمشت في الصين بنسبة 2 في المئة. وفي المجمل، بلغت الإيرادات 95.4 مليار دولار، بزيادة 5.1 في المئة، متجاوزة توقعات المحللين.

وفي الربع الثاني من السنة المالية العادية، أي الربع الثالث لدى “أبل”، توقعت المجموعة هامش ربح إجمالي يراوح ما بين 45.5 في المئة و46.5 في المئة، مع الأخذ في الاعتبار تأثير الرسوم الجمركية، ما يعني تراجعاً مقارنة بالفترات السابقة، إذ بلغ 47 في المئة في الربع الأخير من عام 2024.

خيبة أمل للمستثمرين بـ”أمازون”

على النهج نفسه، أعلنت شركة “أمازون كوم” أول من أمس الخميس نمو إيراداتها السحابية بأقل من المتوقع في الربع الأول، وتوقعت أن يكون دخلها التشغيلي أقل من التقديرات، مما تسبب في خيبة أمل للمستثمرين، وانخفضت أسهم الشركة بـ5 في المئة في تداولات ما بعد الساعات الرسمية.

وأظهرت “أمازون ويب سيرفيسز” (وحدة الحوسبة السحابية التابعة للشركة)، علامات ضعف وبلغ نمو العائدات 16.9 في المئة إلى 29.27 مليار دولار دون التوقعات التي كانت تشير إلى نمو عند 17.4 في المئة، وفقاً لـ”رويترز”.

وتخلفت الوحدة عن منافستها في “مايكروسوفت” التي أعلنت عن نتائج سحابية ضخمة الأربعاء الماضي.

وسجلت “أمازون” إجمالي عائدات بلغ 155.7 مليار دولار للربع الأول المنتهي في 31 مارس (آذار) الماضي، مقارنة بتقديرات المحللين عند 155.04 مليار دولار وفقاً لبيانات جمعتها مجموعة بورصات لندن.

وجاء في البيانات أيضاً أن الشركة تتوقع أن يتراوح صافي مبيعاتها ما بين 159.0 مليار دولار و164.0 مليار دولار للربع الثاني، مقارنة بمتوسط تقديرات المحللين البالغ 160.91 مليار دولار.

وذكرت الشركة أن الدخل التشغيلي للربع الحالي سيتراوح ما بين 13 مليار دولار و17.5 مليار دولار، مقارنة مع متوسط تقديرات عند 17.7 مليار دولار وفقاً لبيانات مجموعة بورصات لندن.

وبصورة عامة، تواجه “أبل” التكنولوجية العملاقة تحديات كبيرة نتيجة للرسوم الجمركية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي قد تؤثر بصورة ملحوظة في أسعار هواتف “آيفون”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ففي ظل هذه التطورات اللحظية، من المتوقع أن تشهد أسعار بعض الطرز زيادات كبيرة قد تتجاوز التوقعات السابقة، خصوصاً أن هذه الرسوم من شأنها أن تحدث تأثيرات غير مسبوقة في كلفة الأجهزة.

ووفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال”، سترتفع كلفة مكونات “آيفون 16 برو” من 580 دولاراً إلى 850 دولاراً بسبب التعرفات الجمركية الجديدة.

ويصل سعر هاتف “آيفون 16 إي” 599 دولاراً، إلا أن التداعيات السلبية للرسوم الجمركية قد تدفع السعر بنحو لا يقل عن 40 في المئة، مما يعني أن يصل سعر الهاتف “آيفون 16” إلى 856 دولاراً.

وفيما يعتقد بعض المحللين بأن النماذج الأخرى قد تصبح أغلى بكثير، فإن آخرين يرون أن الأمور قد لا تكون بهذا السوء، أو أن “أبل” قد تتخذ إجراءات للتخفيف من هذه المشكلات.

على أي حال، تتحمل “أبل” الشركة الأميركية قدراً كبيراً من الضرر إثر الرسوم الجمركية على الصين، لسبب بسيط إذ إنها تصنع غالبية هواتفها في الصين، وقد تصل كلفة الرسوم الجمركية على الشركة التكنولوجية بنحو 40 مليار دولار وفقاً لبيانات شركة “روسينبالت”.

ووفقاً لتقرير لـ”فوربس” فإن سعر هاتف “آيفون ماكس برو” قد يرتفع إلى أكثر من ألفي دولار من 1599 دولاراً إذا نقلت “أبل” إجمالي كلفة الرسوم إلى المستهلك النهائي.

وعن ذلك، قال المحلل لدى “ودباش” دان آيفس إن “الأسعار قد ترتفع بصورة كبيرة عن ذلك”، مضيفاً “إذا صنّع الهاتف في الولايات المتحدة فسيتخطى سعره حاجز 2000 دولار فوراً بمجرد تطبيق الرسوم الجمركية”، متوقعاً أن يتجاوز سعر هاتف “آيفون ماكس برو” بعد 26 مايو الجاري حاجز الـ 2000 دولار”، موضحاً “لن تستطيع الشركة امتصاص الزيادة”.

مصنعان جديدان لهواتف “آيفون” في الهند يبدآن الإنتاج

قبل نهاية أبريل (نيسان) الماضي، نقلت “رويترز” عن مصادر أن منشأة جديد لتصنيع هواتف “آيفون” في جنوب الهند بدأت الإنتاج، بينما ستبدأ أخرى إرسال الشحنات في الشهر الجاري.

يأتي ذلك في وقت تتطلع “أبل” إلى تعزيز عمليات التصنيع خارج مركزها الرئيس في الصين التي تأثرت بالرسوم الجمركية.

وتسعى “أبل” إلى التحول نحو الهند وجعلها قاعدة تصنيع بديلة للصين مع اشتعال الحرب التجارية ما بين واشنطن وبكين، إذ تهدد الرسوم الجمركية الأميركية التي تجاوزت 100 في المئة بتعطيل سلاسل التوريد وتثير مخاوف من ارتفاع أسعار هواتف “آيفون”.

وعلى رغم أن ترمب استثنى الأجهزة الإلكترونية المصنعة في الصين من الرسوم، لكن واشنطن أشارت إلى احتمال فرض بعض الرسوم في الأسابيع المقبلة.

في الوقت نفسه، أفاد مصدر بأن مصنعاً جديداً لشركة “تاتا إلكترونيكس” في هوسور بولاية تاميل نادو جنوب الهند بدأ عملياته في الآونة الأخيرة لإنتاج طرازات “آيفون” القديمة على خط تجميع واحد، بينما ذكرت أربعة مصادر من بينها مسؤول حكومي أن مصنعاً آخر بقيمة 2.6 مليار دولار تديره شركة “فوكسكون” التايوانية وهو قيد الإنشاء في بنغالورو بولاية كارناتاكا، سيبدأ عملياته بخط

تجميع واحد في غضون أيام وفقاً لـ”رويترز”، التي أضافت أن شركة “تاتا” أحجمت عن التعليق، بينما لم ترد “أبل” و”فوكسكون” على طلبات للتعليق بعد.

وتقدر شركة “كاونتربوينت” للأبحاث أن الصين تمثل أكثر من 75 في المئة من إنتاج “آيفون” عالمياً، بينما تسهم الهند بنحو 18 في المئة. وذكرت “رويترز” في وقت سابق أن “أبل” تتخذ خطوات سريعة لنقل إنتاج معظم هواتف “آيفون” التي تباع في الولايات المتحدة إلى مصانعها في الهند بحلول نهاية 2026.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى