خليجي

كيف تستفيد مصر من مياه الأمطار بالإسكندرية؟

عند السير على الجبهة البحرية لمدينة الإسكندرية أو الكورنيش قد يلفت انتباهك إذا نظرت لأسفل أغطية صرف زرقاء على بعض شواطئ المدينة العريقة، وهي علامة على وجود آبار وخزانات لتجميع مياه الأمطار التي تتسبب في غرق شوارع المدينة وتشل الحركة بها كل شتاء منذ بضعة أعوام.

وبلغت تكلفة المشروع الذي أطلقته جامعة الإسكندرية عام 2022، ومن المتوقع إتمام كل مراحله خلال ثلاثة أعوام، 12 مليار جنيه أو نحو 380 مليون دولار أميركي حسب سعر سوق الصرف الرسمية.

يقول وليد البرقي، أستاذ التخطيط بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية والمختص بالشبكات الصحية للمدن، إن متوسط معدل هطول الأمطار في الإسكندرية يصل إلى نحو 10 مليمترات يومياً، وهي أكثر مدن مصر تعرضاً للمطر، لكن بسبب طبوغرافيا المدينة القديمة التي تتسم بضيق شوارعها وكثرة الأماكن المنخفضة، تتكون مناطق تجميع لمياه الأمطار، ما يتسبب في وصول منسوب المياه في بعض المناطق إلى متر، وهو ما يتسبب في إغراق المدينة وشل الحركة فيها بسبب الأمطار، حسب البرقي.

كيف نستفيد من مياه الأمطار؟

صمم البرقي مشروع الأغطية الزرقاء أو إدارة مياه الأمطار بالإسكندرية، قال البرقي في لقاء مع «CNN الاقتصادية» إن فكرة المشروع بدأت بسبب «غرق بعض مناطق المدينة مع موجة هطول أمطار عارمة منذ عام 2015، فشبكات الصرف القديمة لا تستطيع تحمل أكثر من 10 مليمترات وتصريفها يومياً، جاءت الفكرة بإنشاء بعض الصهاريج في النقاط الساخنة أو المنخفضة على أن تقوم سيارات الشفط بنقل المياه من الخزانات المدفونة تحت الأرض لإعادة استغلالها في ري الحدائق والمساحات الخضراء في المدينة».

ويتراوح متوسط هطول الأمطار في الإسكندرية بين 70 و100 مليمتر في العام، حسب البرقي.

تمويل حكومي

يشدد البرقي على أهمية سرعة جمع هذه الكميات من المياه وعزلها كي لا تكون عرضة للتلوث في الشوارع.

المشروع الذي انتهت مرحلته الأولى الصيف الماضي بإنشاء خزانات في مناطق منخفضة على الجبهة البحرية للإسكندرية وتموله الدولة، ستمتد مراحله إلى عدة سنوات في مناطق أخرى من المدينة وباستخدام تقنيات مختلفة.

زراعة الدلتا الجديدة

تعمل إدارة المشروع منذ نحو ستة أشهر على إنشاء بئر أو خزان كبير أسفل دوران ميدان سموحة تبلغ سعته 1200 متر مكعب، يقول البرقي إن «البئر تستطيع استيعاب وضخ 1.2 مليون متر مكعب من مياه الأمطار يومياً، وتُنقل المياه المجمعة إلى بحيرة مطار النزهة لاستخدامها في زراعة منطقة الدلتا الجديدة».

وتبلغ مساحة الدلتا الجديدة نحو 500 ألف فدان وتقع بالقرب من محور الضبعة، وهو أحد أهم مشاريع الزراعة في مصر.


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى