المستثمرون يتراجعون عن الرهانات الهبوطية للنفط .. “ريج زون”: تحوط لمزيد من ارتفاعات الأسعار
سجل النفط الخام أعلى وتيرة مكاسب أسبوعية له منذ فبراير الماضي بـ7.5 في المائة لخام برنت و5.9 في المائة للخام الأمريكي، وذلك مع تقدير المستثمرين لاحتمال اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير “ريج زون” النفطي الدولي أن النفط الخام سجل أكبر مكسب أسبوعي له خلال شهر، حيث ارتفعت الأسعار الإثنين الماضي مع المخاطر، التي شهدتها المنطقة، لكن العقود الآجلة قلصت تلك المكاسب في الجلسات القليلة التالية، حيث لم ير التجار أي تهديات فورية على إمدادات النفط الخام في الشرق الأوسط.
ولفت التقرير إلى ارتفاع سعر خام غرب تكساس الوسيط فوق 87 دولارا للبرميل معززا مكاسبه الأسبوعية البالغة خمسة دولارات، منوها إلى أن المتداولين يتحوطون ضد خطر حدوث مزيد من الارتفاعات في الأسعار، إلا أن المتداولين قالوا إن ارتفاع الأسعار يشير إلى أن المستثمرين يتراجعون عن الرهانات الهبوطية.
وعد أن أسعار النفط الخام ترتفع، حيث يتعين على سوق النفط الضيقة بالفعل أن تتعامل الآن مع مزيد من عدم الاستقرار الجيوسياسي ويبدو أن تجار الطاقة مقتنعون بوجود بعض الضغوط على الإمدادات المرتبطة بالصراع في المستقبل القريب.
ونوه التقرير إلى أن الولايات المتحدة اتخذت خطواتها الأولى في تطبيق العقوبات التي فرضتها على تدفقات النفط الروسي وتم فرض عقوبات على سفينتين لخرقهما الحد الأقصى لسعر الخام الروسي وهي خطوة أثارت قلق أسواق الناقلات.
ومن جانبه، ذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي أن العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط لشهر ديسمبر شهدت أسبوعا متقلبا مع تأرجح الأسعار بسبب التوترات الجيوسياسية والتحولات في مقاييس العرض والطلب في السوق، مشيرا إلى أن الأسبوع بدأ قويا مدفوعا بالمخاوف من الصراع في الشرق الأوسط ومع ذلك تلاشت المشاعر الصعودية بسرعة.
وذكر أنه في البداية ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى أسبوعي عند 85.56 دولار بسبب المخاوف من أن الصراع المتصاعد قد يتحول إلى أزمة أوسع نطاقا، ما يؤثر على إمدادات النفط العالمية لكن هذا القلق لم يدم طويلا لتراجع الأسعار بعدها.
إلى ذلك أضافت تقارير وكالة البيئة الدولية وتقييم الأثر البيئي حالة من عدم اليقين على الأسواق، ولا سيما مع تخفيض وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب على النفط لـ 2024، إذ أشار التقرير إلى الظروف الاقتصادية العالمية الأكثر قسوة التي تواجهها الأسواق العالمية.
وفيما أفادت تقارير عالمية بانخفاض مخزونات النفط بسبب تخفيضات الإنتاج الطوعية من السعودية، وتغيير أهداف الإنتاج بين دول “أوبك +”، سلط الضوء على إعادة تأكيد “أوبك” وروسيا التزامهما بالتنسيق من أجل القدرة على ضبط توازن سوق النفط.
ولفت التقرير إلى ترقب السوق النفطية لإعلان الولايات المتحدة عن تكثيف إجراءات العقوبات ضد كل من روسيا وإيران، ما عزز الأسعار، حيث يقترب خام برنت الآن من 90 دولارا، موضحا أن التعهد بتعزيز تطبيق الحد الأقصى لأسعار النفط في روسيا وتوقعات السوق المتزايدة بأنه سيكون هناك مزيد من العقوبات على إيران، إضافة إلى أن زيادة المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط تجلب سعر البرميل إلى 90 دولارا.
أما تقرير “وورلد أويل” النفطي الدولي فذكر أن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفع إلى مستوى قياسي خلال الربع الثالث ومن المتوقع أن يرتفع أكثر من 13 مليون برميل يوميا، حيث تلعب الولايات المتحدة دورا حيويا بشكل متزايد في إمداد الأسواق العالمية.
وأشار إلى أن إنتاج النفط الأمريكي قفز إلى 13.13 مليون برميل يوميا في الربع الأخير، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 13.16 مليون برميل يوميا في الربع الرابع وذلك وفقا لتوقعات الطاقة الشهرية قصيرة المدى الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، مشيرا إلى أن هذا أعلى من تقديرات الربع الرابع السابقة البالغة 12.94 مليون برميل يوميا.
وتوقع التقرير أن يخفض أعضاء “أوبك+” إنتاجهم النفطي بمقدار 0.3 مليون برميل يوميا في 2024 مقارنة بالعام الحالي.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط نحو 6 في المائة في ختام تعاملات الجمعة وسجل خام برنت أعلى مكاسب أسبوعية له منذ فبراير، مع تقدير المستثمرين لاحتمال اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 4.89 دولار، أو 5.7 في المائة، وأغلقت عند 90.89 دولار للبرميل. وقفز خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 4.78 دولار، أو 5.8 في المائة، ليصل إلى 87.69 دولار للبرميل عند التسوية. وحقق برنت مكاسب أسبوعية بنسبة 7.5 في المائة، وهي أكبر زيادة من نوعها منذ فبراير، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 5.9 في المائة خلال الأسبوع. ولم يكن للصراع في الشرق الأوسط تأثير يذكر على إمدادات النفط والغاز العالمية، حيث إن إسرائيل ليست منتجا كبيرا. ومع ذلك، يقوم المستثمرون ومراقبو السوق بتقييم كيفية تصعيد الأمر، وما قد يعنيه بالنسبة للإمدادات من الدول المجاورة في أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم. كما ارتفعت الأسعار أيضا بفعل الخطوة الأمريكية الخميس بفرض عقوبات على مالكي الناقلات، التي تحمل النفط الروسي بسعر أعلى من الحد الأقصى لسعر مجموعة السبع البالغ 60 دولارا للبرميل، في محاولة لسد الثغرات في الآلية المصممة لمعاقبة موسكو. ومن جانب آخر، ارتفع إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار ثلاث هذا الأسبوع بعد انخفاضه بأربع الأسبوع الماضي.
وذكر تقرير شركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد منصات الحفر ارتفع إلى 622 منصة هذا الأسبوع حتى الآن هذا العام قدرت شركة بيكر هيوز خسارة 157 منصة حفر نشطة، كما بلغ عدد منصات الحفر هذا الأسبوع أقل بـ 453 منصة من عدد منصات الحفر في بداية 2019 قبل الوباء.
وأشار إلى ارتفاع عدد منصات النفط بمقدار 4 إلى 501، بانخفاض 120 حتى الآن في 2023 وانخفض عدد منصات الغاز بمقدار منصة واحدة هذا الأسبوع إلى 117 بخسارة 39 منصة للغاز النشط منذ بداية العام، بينما بقيت الحفارات المتنوعة على حالها.
ونوه إلى ارتفاع عدد منصات الحفر في حوض بيرميان بمقدار 2 الأسبوع الماضي، وهو الآن أقل بمقدار 35 منصة من الوقت نفسه من العام الماضي، حيث ارتفع عدد منصات الحفر في Eagle Ford بنسبة 1 للأسبوع الثاني على التوالي وهو أقل بـ 20 منصة، مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.
ولفت إلى ارتفاع مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة إلى 13.2 مليون برميل يوميا للأسبوع المنتهي في 6 أكتوبر، وفقا لأحدث التقديرات الأسبوعية لإدارة معلومات الطاقة ليصل إلى أعلى مستوى إنتاج في الولايات المتحدة على الإطلاق، كما ارتفعت مستويات الإنتاج الأمريكي الآن بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا، وفقا للأرقام الأسبوعية المقدرة.
Source link