أميركا وأوروبا تكافحان لتجاوز تعريفات ترمب الجمركية
فشلت الولايات المتحدة وأوروبا في الاتفاق على مسار لإلغاء التعريفات الجمركية على الصلب والألمنيوم قبل قمة انعقدت، يوم الجمعة الماضي، في واشنطن، مما ترك نزاعاً تجارياً دون حل يهدد بأن يصبح مصدر إزعاج متزايد بين الاقتصادات المتحالفة قبل الانتخابات الأميركية العام المقبل، ويسعى المسؤولون إلى تجاوز الخلاف حول التعريفات الجمركية على المعادن التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترمب في عام 2018 لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وكان الرئيس الأميركي بايدن أوقف الرسوم الجمركية على معظم الصلب والألمنيوم الأوروبي قبل عامين كجزء من محاولة لإعادة ضبط العلاقات بين الاقتصادين، وقالت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إنهما سيسعيان إلى ترتيب جديد لاستبدال الرسوم ومعالجة المخاوف في شأن زيادة المعروض من النفط والصلب في الأسواق العالمية، لكن الجانبين ظلا متباعدين في وجهات نظرهما خلال المحادثات التي استمرت، حتى يوم الخميس السابق للقمة، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر لصحيفة “وول ستريت جورنال”، وقال مسؤولون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الجمعة الماضي، إنهم سيواصلون مناقشاتهم خلال الشهرين المقبلين.
وكان المسؤولون قد حددوا في السابق، الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي، باعتباره التاريخ الذي كان من المقرر أن يتم فيه استئناف الرسوم الجمركية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد.
وقال شخص مطلع على المحادثات، إن إدارة بايدن أشارت في المفاوضات إلى أنها لا تعتزم إعادة فرض تعريفات وستنظر في تمديد التجميد الحالي في النزاع إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول يناير المقبل.
وقالت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إنهما أحرزا تقدماً وسيواصلان العمل في شأن هذه القضية خلال الأسابيع المقبلة.
تشكيل جبهة موحدة
وفي بيان صدر بعد القمة، سعى الزعماء الأميركيون والأوروبيون إلى تشكيل جبهة موحدة، وتسليط الضوء على تعاونهم في شأن أوكرانيا والتعهد بمواصلة مناقشاتهم في شأن الصلب والألومنيوم، وجاء في البيان، “نحن متحدون أكثر من أي وقت مضى”.
والولايات المتحدة وأوروبا حليفان جيوسياسيان وثيقان، وقد تقاربت سياساتهما في بعض المجالات في السنوات الأخيرة، بما في ذلك طريقة تعاملهما مع العقوبات المفروضة على روسيا والمخاوف في شأن التطلعات الاقتصادية للصين، لكن المسؤولين يكافحون من أجل حل القضايا الثنائية الشائكة بما في ذلك التعريفات الجمركية على الصلب والألومنيوم في عهد ترمب وإعانات التكنولوجيا النظيفة الأميركية، التي يعتبرها بعض المسؤولين الأوروبيين تمييزية.
ويخشى الاتحاد الأوروبي أنه إذا لم يحل الجانبان قضايا التجارة الثنائية قبل الانتخابات الأميركية المقبلة فقد تتفاقم هذه المشكلات، كما هدد ترمب الذي يقود حالياً السباق للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، بفرض رسوم جمركية جديدة إذا انتخب مرة أخرى.
ومع ذلك، قال مسؤولون أوروبيون إنهم لا يرون أن الجمود سبب للذعر، وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي، إن الجانبين ما زالا يعملان معاً لحل المشكلة.
وكان المسؤولون حذروا قبل القمة من أن التوصل إلى اتفاق نهائي في شأن الصلب والألمنيوم غير مرجح، لكنهم قالوا في ذلك الوقت إنهم ما زالوا يهدفون إلى التوصل إلى تفاهم سياسي يمكن أن يرسي الأساس لحل النزاع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح بعض قادة الأعمال في أوروبا إن عدم قدرة الاقتصاديين على المضي قدماً في التجارة يعني أنهما يخاطران بالتخلي عن ميزة رئيسة، وقال رئيس مجموعة الضغط “بزنس يوروب”، فريدريك بيرسون، للصحيفة، “نأمل أن نتمكن من استبعاد هذه الأنواع من المهيجات”، وأضاف “بدلاً من الاقتتال الداخلي داخل الأسرة، ينبغي للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التركيز على كيفية العمل بشكل أوثق ليصبحا قادة عالميين في التحول الأخضر”.
تحديات قائمة
في حين أن أحد التحديات التي تواجه التوصل إلى اتفاق في شأن التعريفات الجمركية على الصلب والألومنيوم هو ما إذا كان الاتفاق من شأنه أن يمدد هدنة التعريفات الحالية بدلاً من تسويتها بشكل نهائي. من جانبهم يسعى المسؤولون الأوروبيون إلى سحب التعريفات الأميركية بالكامل قبل الانتخابات الأميركية المقبلة، في حين اقترح المسؤولون الأميركيون صفقة من شأنها تمديد التعليق الحالي، مع إمكان التعهد بإنهاء التعريفات في المستقبل.
واليوم تشعر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أيضاً بالقلق في شأن ضمان امتثال أي صفقة لقواعد منظمة التجارة العالمية، وعدم وجود تعارض مع آلية تعديل حدود الكربون الخاصة بالكتلة، التي ستفرض ضريبة على واردات معينة من البلدان التي ليس لديها بالفعل سعر على الكربون مماثل لسعر الاتحاد الأوروبي، ولطالما أعرب المسؤولون الأوروبيون عن إحباطهم من الرسوم الجمركية الأميركية، التي فرضتها إدارة ترمب على معظم الدول.
وكان الاتحاد الأوروبي علق تعريفاته الانتقامية، التي استهدفت المنتجات الأميركية بما في ذلك الدراجات النارية “هارلي ديفيدسون” و”ويسكي بوربون”، عندما استبدلت الولايات المتحدة تعريفاتها الشاملة على المعادن بنظام يسمح للصلب والألومنيوم الأوروبيين بدخول الولايات المتحدة من دون رسوم جمركية إذا ظلت دون المستويات التاريخية.