عالمي

3 عوامل تضغط على أسعار النفط .. زيادة المخزونات وإطلاق الاحتياطيات وتوترات أسواق الأسهم

توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد تسجيل خسائر أسبوعية حادة في ختام الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من عودة الفيدرالي الأمريكي إلى رفع أسعار الفائدة بشكل حاد لمكافحة التضخم في البلاد، ما يعزز توقعات الركود الاقتصادي وبالتالي ينال من الطلب على النفط الخام.

ولفت المحللون إلى تباطؤ نشاط التصنيع الأمريكي، ما أدى إلى ركود الطلب على الديزل ونواتج التقطير المتوسطة الأخرى في الولايات المتحدة، لكن البيانات الاقتصادية الأخرى أظهرت مرونة الاقتصاد وسوق العمل، ما يشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يكون أكثر تشددا مع رفع أسعار الفائدة لتهدئة التضخم، مرجحين بأن يحد التباطؤ الاقتصادي المتوقع من الزيادات على الطلب على النفط في الولايات المتحدة.

ويتطلع المستهلكون إلى مزيد من الإمدادات النفطية من الشركات الأمريكية، التي ما زالت تتمسك بمستوى انضباط استثماري عال، حيث يخطط قطاع كبير من هذه الشركات لتطوير الأصول الخاصة بها على مدار العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة، دون زيادة مستويات نشاطها الحالية مع الالتزام بالحفاظ على انضباط رأس المال وتعظيم توليد التدفق النقدي الحر.

وذكروا أنه في ضوء الحظر الأوروبي والغربي على صادرات النفط الخام الروسي وفرض سقف سعري من جانب مجموعة السبع تسارع الأسواق الأوروبية إلى زيادة الاعتماد على صادرات النفط الخام الأمريكي، التي زادت بنسبة 39 في المائة إلى 1.48 مليون برميل في اليوم في العام الماضي.

وفى هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش إيه” الدولية لخدمات الطاقة إن التقلبات السعرية هي السمة الأرجح للسوق خلال الأسبوع الجاري، بعد خسائر حادة في نهاية الأسبوع الماضي على أثر توقعات بعودة الفيدرالي الأمريكي لزيادة أسعار الفائدة بوتيرة سريعة لمكافحة التضخم، علاوة على بيانات اقتصادية ضعيفة وزيادة المخزونات النفطية الأمريكية.

ولفت إلى أن التقارير الدولية ترجح أن ترتفع تدفقات خام غرب تكساس الوسيط إلى أوروبا على ناقلات النفط العملاقة في الأعوام المقبلة وذلك كنتيجة واضحة ومباشرة لتغير التدفقات التجارية النفطية التي نتجت عن الحرب الروسية – الأوكرانية، لافتا إلى أن بيانات تتبع التجارة النفطية الدولية تشير إلى ارتفاع مستوى الشحن إلى مستوى 4.3 مليون دولار في ختام الأسبوع الماضي.

من جانبه، يرى، دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة “تكنيك جروب” الدولية، أن كثيرا من أوجه عدم اليقين تحيط بالاقتصاد العالمي، خاصة سوق النفط الخام وهو ما يترجم إلى تسارع وتيرة التذبذبات السعرية، موضحا أنه مع تنفيذ حظر الخام الروسي في 5 كانون الأول (ديسمبر) الماضي أصبحت أوروبا أكثر اعتمادا على شحنات النفط الخام الأمريكية.

ولفت إلى أن ضغوط الركود في الولايات المتحدة أدت إلى انخفاض نسبي في الطلب المحلي على النفط الخام، ما قاد إلى زيادة تعزيز الصادرات عبر المحيط الأطلسي، مع تسارع استهداف الوصول للمشترين الأوروبيين وسط هوامش تكرير قوية في شمال غرب أوروبا، حيث يعد الخام الأمريكي جنبا إلى جنب مع إمدادات الشرق الأوسط خيارا أكثر ملاءمة وأقل تكلفة لمصافي التكرير الأوروبية.

وأوضح بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، أن أسعار النفط الخام تستمر في التقلبات وسط تطلعات للخروج من الخسائر الأسبوعية المتلاحقة التي حدثت بسبب عدة عوامل، أبرزها الزيادة الكبيرة غير المتوقعة في المخزونات التجارية الأمريكية وإطلاق جديد محتمل لاحتياطيات النفط الاستراتيجية وتوترات أسواق الأسهم.

وتقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدرشيب” الدولية إن أسعار النفط الخام تعرضت لضغوط هبوطية واسعة، بعد أن أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية بيعا جديدا للنفط من احتياطيات النفط الاستراتيجية الأمريكية، ما فاجأ كثيرين في السوق الذين توقعوا سابقا أن تبدأ الحكومة في إعادة شراء النفط الخام، الذي كانت تبيعه خلال العام الماضي.

وأشارت إلى أن المخزونات الحالية للنفط في احتياطي البترول الاستراتيجي سجلت أدنى مستوى لها منذ 40 عاما، بينما توقعت وكالة الطاقة الدولية، أن تشهد آسيا أكبر نمو في الاستهلاك في العام الجاري، كما نوهت إلى أنه من السابق لأوانه إجراء تقييم لأي تأثير يمكن أن يحدثه الزلزال في تركيا وسورية على أسواق النفط، حيث يتخوف كثيرون من تضرر البنية التحتية للإنتاج والنقل والتكرير، ما يؤدي إلى أن قطاع طويل الأجل للمواد الأولية والمنتجات المكررة.

من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار النفط عند تسوية تعاملات الجمعة، مسجلة خسائر أسبوعية حادة وسط مخاوف من مستقبل السياسة النقدية لدى الاحتياطي الفيدرالي. وعند التسوية تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 2.5 في المائة، إلى 83 دولارا للبرميل، مسجلة خسائر أسبوعية 3.9 في المائة.

كما انخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنسبة 2.7 في المائة، مسجلة 76.34 دولار للبرميل، ليتكبد الخام خسائر أسبوعية بنحو 4.2 في المائة، وأفاد عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع بأن البنك كان عليه رفع الفائدة بوتيرة أكبر في الشهر الجاري، كما دعم بعضهم زيادة الفائدة 50 نقطة في الاجتماع المقبل.

من جانب آخر.. انخفض العدد الإجمالي لمنصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار 1 هذا الأسبوع حيث تراجع إجمالي عدد الحفارات إلى 760 هذا الأسبوع – 115 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2022 و315 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية 2019 قبل انتشار الوباء.

وأشار تقرير “بيكر هيوز” الأمريكي الأسبوعي عن أنشطة الحفر إلى انخفاض الحفارات النفطية في الولايات المتحدة بمقدار 2 هذا الأسبوع إلى 607 بعد زيادة بمقدار عشرة في الأسبوع السابق، كما زادت حفارات الغاز بمقدار 1 لتصل إلى 151 في حين بقيت الحفارات المتنوعة على حالها عند 2 وظل عدد الحفارات في حوض بيرميان وإيجل فورد كما هو.

ولفت إلى بقاء إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة على حاله عند 12.3 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 10 شباط (فبراير) وذلك وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية حيث زادت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة 700 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى