خليجي

في الحروب.. كيف تعرف إذا كنت تعاني من ارتجاج في المخ؟

مع دخول التصعيد المسلح بين إسرائيل وغزة يومه الثامن، بلغت أعداد المصابين ما يزيد على 8700 مصاب فلسطيني، وأكثر من 3500 مصاب إسرائيلي، وطالت الإصابات الناجمة عن الحرب صفوف الصحفيين أيضاً، مع قصف مواقع تغطية أو مقرات المؤسسات الإعلامية، فكيف تتجنب الإصابة بارتجاج المخ؟ وكيف تعالجه في حالة الإصابة؟

إصابات الدماغ الرضحية

على الرغم من تعدد أنواع الإصابات، فإن إصابات الرأس والدماغ تعدُّ مصدر قلق خاص، وتنطوي الأسباب الشائعة لإصابات الرأس على السقوط وحوادث السيارات والاعتداءات وحوادث السير أو خلال ممارسة الرياضة.

ويحدث ارتجاج المخ بعد تلقي خبطة أو هزة أو السقوط على الرأس أو حدوث إصابة في الجسم تتسبب في تحرك الرأس والدماغ بسرعة ذهاباً وإياباً، وفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.

يمكن أن تتسبب أي من هذه الحركات المفاجئة في «ارتداد الدماغ أو التفافه في الجمجمة، ما قد يؤدي إلى تغيرات كيميائية في الدماغ وتمدد وتلف لخلايا الدماغ»، بحسب المركز.

ويمكن أن تؤدي التغييرات الكيميائية إلى أعراض مثل الشعور بالدوار أو الارتباك اللحظي أو مشكلات طويلة الأمد مع النوم والذاكرة والتعلم وحتى تغييرات الشخصية.

وعلى الرغم من عدم ظهور أعراضها خارجياً، فإن الارتجاجات تُصنف على أنها إصابات مؤلمة في الدماغ، كما وصفتها جولي ستام، مؤلفة كتاب «أدمغة الرياضيين الشباب بين العلم والخرافة والمستقبل».

وقالت ستام، وهي أيضاً أستاذ مساعد سريري في قسم علم الحركة في جامعة ويسكونسن ماديسون، في مقابلة لشبكة «CNN»، إن مدى خطورة الإصابة لا تكمن في حدوث نزيف ما في الدماغ، ما يجعلها أمراً مهدداً للحياة، لكن الارتجاج ممكن أن يكون له عواقب كبيرة جداً وأعراض دائمة، ويمكن أن يعطل حياة الناس؛ لذا فهو إصابة خطيرة.

كيف تحدد ارتجاجات المخ وتعالجها؟

يمكن أن تزيد إصابات الرأس المتكررة من خطر الإصابة بالاعتلال الدماغي المزمن، أو (سي تي إي) وهي حالة مرتبطة بفقدان الذاكرة والارتباك ومشكلات التحكم في رد الفعل، والعدوانية والاكتئاب والسلوك الانتحاري، وكذلك الخرف المبكر.

لذلك، ما الذي يمكنك فعله لحماية نفسك من الارتجاج وتحدده وتعالجه؟

1. لا يشترط فقدان الوعي عند الإصابة بالارتجاج

فقدان الوعي ليس شرطاً لتحديد الإصابة بالارتجاج، فأقل من عشرة في المئة من الارتجاجات تؤدي إلى فقدان الوعي، وفقاً لنصائح ستام.

2. يمكن أن تصاب بالارتجاج وأنت مرتدي خوذة

يمكن أن يحدث ارتجاج المخ في حالة عدم وجود إصابة مباشرة في الرأس، بل بمجرد تعرض الجسد للضربات أو الاهتزاز، ولهذا من الضروري معرفة أنه حتى وإن ارتدى المصاب خوذة أثناء الإصابة، لا تستطيع الخوذة أن تمنع جميع الارتجاجات.

3. لا تتجاهل أعراض الارتجاج الأقل وضوحاً

قالت ستام إن لاحظت مشكلات في النظر، أو الارتباك الذهني، أو الدوخة، أو الاتزان وعدم القدرة على المشي، قد تكون كلها علامات وأعراض ارتجاج، ومن ضمن الأعراض الأقل وضوحاً، ولكنها مهمة لتشخيص الارتجاج، صعوبة في النوم أو عدم النوم بما يكفي، أو اللامبالاة أو أن يصبح الشخص عاطفياً للغاية، وقد تأخذ تلك الأعراض وقتاً حتى تظهر.

4. قم باتباع البروتوكول العلاجي بعد التشخيص

بينما تكون الراحة التامة هي الأفضل بعد الارتجاج، إلا أن ممارسة بعض التمارين الخفيفة مفيدة في علاج الارتجاج أيضاً، تلك التمارين، مثل المشي الخفيف أو ركوب دراجة ثابتة، إن مورست بعد 24 إلى 48 ساعة من الارتجاج، فهي تهدف إلى الحد من تفاقم الأعراض، إذ ستزيد من تدفق الدم إلى الدماغ ما يساعد الدماغ على التعافي بشكل أسرع.

تشخيص ارتجاج المخ بالذكاء الاصطناعي

ظهر استخدام حركات العين لتشخيص الارتجاج كتقنية واعدة منذ عام 2010 تقريباً، وقد جمعت شركة أوكولوجيكا بين حركات العين و الذكاء الاصطناعي لتطوير جهاز آي بوكس لتطوير أداة تشخيصية موضوعية.

وتقول أوزما ساماداني من مركز لانغون الطبي بجامعة نيويورك إن تلك التقنية تشبه ما يقوم به الطبيب عندما يحرك أصبعه أمام عينَي الشخص بعد أي إصابة في الرأس، لكن هذه الحركة ستكون آلية.

التعامل مع إصابات الرأس
جهاز آي بوكس لتشخيص حالات ارتجاج المخ

وأضافت أنه يمكن تكرار هذا الفحص، في حين أن طريقة تتبع إصبع الطبيب ستعتمد دوماً على اختلاف الأطباء في تقييم مدى تحسن المريض؛ ولهذا طورت ساماداني التقنية الجديدة؛ لأنها كانت بحاجة لوسيلة يُعتد بها لتقييم ارتجاجات المخ، وقالت إن التشخيص الدقيق سيحسن رعاية المريض وسيوفر تقييمات أكثر دقة بشأن وقت العودة لأعمالهم بعد الإصابة في الرأس.

وقام فريق الدراسة بفحص 75 شخصاً تعرضوا لحوادث، ليس في الرأس بالضرورة، بالإضافة إلى 64 متطوعاً أصحاء، وقاموا جميعاً بمشاهدة شريط فيديو لمدة أربع دقائق، بينما كان جهاز كمبيوتر يتتبع حركة أعينهم.

ويوضح الكمبيوتر متى تتحرك عيونهم في اتجاهين معاكسين، وترتبط حركة العيون في اتجاهين معاكسين منذ قرون بوجود إصابة في المخ، كما يرصد جهاز الكمبيوتر علامات الارتجاج في بعض المرضى لم تكشف عنها الأشعة المقطعية.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى