شركات الصناعة العسكرية الأميركية الرابح الأكبر من الحرب في أوكرانيا وغزة
مع استمرار الصراعات التي يشهدها العالم مؤخراً، سواء الغزو الروسي لأوكرانيا أو الحرب الإسرائيلية على غزة، فإن ذلك عزز من إيرادات مقاولي الدفاع خاصة في الولايات المتحدة الأميركية، ورفع من أسهم شركات الصناعات العسكرية.
عندما تندلع الحروب فإنها تحتاج إلى الإمدادات، وبالتالي تصبح شركات الصناعات العسكرية الرابح الأكبر وتميل إلى جني الأموال، وهذا يعني أن أسهم الطيران والدفاع تميل إلى الارتفاع خلال الاضطرابات الجيوسياسية.
من أبرز التداعيات الاقتصادية للحروب، ارتفاع نسبة الأدوات المستخدمة في الحرب الحديثة، والتي تكون في الأغلب باهظة الثمن، ونتيجة لذلك فإن اندلاع الحرب، سواء في أوكرانيا أو إسرائيل وقطاع غزة، يؤدي بشكل عام إلى ارتفاع أسعار الصناعات العسكرية.
ويتوقع مقاولو الدفاع الأميركيون مثل لوكهيد مارتن وجنرال دايناميكس وغيرهما ارتفاع طلبيات قذائف المدفعيات وصواريخ باتريوت، على أن تعزز أرباحها في العام المقبل.
وشهد العام الماضي، توقيع عقود جديدة لتزويد أوكرانيا بطريقة مباشرة بالأسلحة، أو إعادة تعبئة الأسلحة الأميركية المرسلة إلى أوكرانيا، والآن أصبح مقاولو الدفاع الكبار هم الرابح الأكبر.
وأعلنت كل من لوكهيد وجنرال دايناميكس وآر تي إكس عن نتائج أفضل من المتوقع خلال الأيام القليلة الماضية، ويتوقع المسؤولون التنفيذيون أن يؤدي الصراع في أوكرانيا والحرب الإسرائيلية مع حركة حماس إلى زيادة الطلب على المدى القريب.
وقال جيسون أيكن، المدير المالي في جنرال دايناميكس، في اتصال هاتفي مع محللي وول ستريت «لقد انتقلنا من 14 ألف طلقة مدفعية شهرياً إلى 20 ألف طلقة بسرعة كبيرة، نحن نعمل قبل الموعد المحدد لتسريع تلك الطاقة الإنتاجية حتى 100 ألف طلقة شهرياً».
وأضاف «أعتقد أن الحرب التي تشنها إسرائيل ستؤدي إلى فرض ضغوط تصاعدية على حجم الطلب».
وشهدت وحدة الأنظمة القتالية التابعة لشركة جنرال دايناميكس، التي تصنع المركبات المدرعة والدبابات والمدفعية التي تستخدمها أوكرانيا، ارتفاعاً في إيراداتها بنسبة 25 في المئة تقريباً مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
قالت شركة آر تي إكس، في مكالمة أرباح يوم الثلاثاء مع محللي وول ستريت، إنها تلقت طلبات بقيمة 3 مليارات دولار منذ الغزو الروسي في فبراير شباط 2022.
كما ارتفعت مبيعات الربع الثالث لقطاع أنظمة الدفاع التابع لشركة نورثروب غرومان بنسبة 6 في المئة بسبب ارتفاع الطلب على الذخيرة ومحركات الصواريخ المستخدمة في أنظمة الصواريخ الموجهة متعددة الإطلاق، التي تلعب دوراً حاسماً في دعم جهود الدفاع الأوكرانية ضد روسيا.
من جهتها، رفعت شركة ساب السويدية توقعاتها للمبيعات للعام بأكمله على خلفية الطلب القوي على الدفاع، بينما قالت شركة راينميتال الألمانية إن أرباح الربع الثالث قفزت بسبب الطلب القوي على الأسلحة والذخيرة.
وفي الوقت الذي تواجه فيه ميزانية الولايات المتحدة أكبر عجز سنوي منذ الجائحة، تقدّم الرئيس الأميركي جو بايدن بطلب إلى الكونغرس لتقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل وأوكرانيا بنحو 106 مليارات دولار.
وعلى الرغم من ضخامة المساعدات العسكرية المطلوبة فإنها لا تزال أقل من نصف مبيعات الولايات المتحدة من الأسلحة والذخيرة؛ ففي العام المالي 2022 بلغت مبيعات المعدات العسكرية الأميركية 205.6 مليار دولار بزيادة قدرها 49 في المئة على العام الذي سبقه.
ووفقاً لبيانات وزارة الخارجية، ارتفعت المبيعات العسكرية المباشرة للشركات الأميركية بنسبة 48.6 في المئة إلى 153.7 مليار دولار في السنة المالية 2022 من 103 مليارات دولار في السنة السابقة.
(رويترز)
Source link