خليجي

رموز الإيداع: تقنية بلوكتشين تسهّل التجارة العابرة للحدود.. وتدعمها الإمارات

تستغرق معالجة المدفوعات وتحويلات الأصول عدة أيام، وتتم تسويتها من خلال وسطاء ماليين متعددين، هذا كان الحال في الماضي. أمّا اليوم فباتت التسويات المالية بين المصارف التجارية قابلة أن تتم بشكل مباشر وفوري وعلى مدار الساعة دون أي نوع من الوساطة وذلك من خلال تقنية إيداع الرموز.

وتعتبر هذه التقنية التي تقوم على البلوكتشين من أحدث التقنيات الحديثة المتبعة في مجال تكنولوجيا التجارة وخلق ممرات رقمية مهمة للموردين والمستوردين لتسهيل التجارة عبر الحدود.

مشروع الجسر الاقتصادي السلس

أعلنت وزارة الاقتصاد الإماراتية أخيراً انضمام شركة فلوينت فاينانس (Fluent Finance) الأميركية المتخصصة في تقنيات التمويل عبر ويب 3، إلى برنامج نكست جين (Next Gen) للاستثمار الأجنبي المباشر، الذي يهدف إلى تمكين عمليات التأسيس السريعة لشركات التكنولوجيا التي تسعى للانتقال إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويتماشى هذا الانضمام مع مبادرة تريد تك (TradeTech) التابعة لوزارة الاقتصاد الإماراتية، والتي اشتركت فيها مع المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) لتعزيز استخدام أدوات التكنولوجيا المتقدمة في سلاسل التوريد العالمية.

وأكد ثاني الزيودي، وزير الدولة للتجارة الخارجية في الإمارات، مناصرة الإمارات تحديث النظام التجاري المتعدد الأطراف، فضلاً عن توفير مكان داعم لتطوير الأدوات والتطبيقات التي يمكنها تحقيق ذلك.

وقال «أنا متفائل بشأن إمكانات الجسر الاقتصادي السلس، وإمكانات العملات الرقمية لتحسين كفاءة سلاسل التوريد العالمية وإمكانية الوصول إليها، وفي الفترة التي تسبق انعقاد المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي في فبراير من العام المقبل».

عرقلة أميركية ودعم إماراتي

وقال برادلي ألجود، الرئيس التنفيذي لشركة فلوينت فاينانس لـ«CNN الاقتصادية» عن سبب انتقاله إلى الإمارات «لقد قمنا في أميركا بعمل سيئ للغاية في بناء وإنشاء وتنظيم آمن لاعتماد العملات المشفرة، وقد قررت هذه الإدارة اتخاذ موقف يركّز حقاً على السماح لهيئة الأوراق المالية والبورصة بمقاضاة الجميع إلى حد كبير لإبطاء نمو العملات المشفرة حتى يتمكنوا من الظهور وكأنهم يحاولون فرض سلطتهم، في حين اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة نهجاً مختلفاً ومبتكراً وسبّاقاً في استخدام مناطقها الاقتصادية الخاصة كوسيلة لوضع الحماية وفتح بيئة اختبار تجريبية للأشياء.. ولذلك أصبحت موطناً رائعاً للعديد من شركات العملات المشفرة».

وقال «إن البيئة الإماراتية الداعمة هي المكان الأمثل لإطلاق مشروع فلوينت إيكونوميك بريدج وإن الجمع بين التنظيم المدروس والرؤية الاستشرافية والطموحات التكنولوجية المتقدمة يعني أن لدينا الأسس الصحيحة لتطوير منتجاتنا وتنمية مؤسستنا».

التقنية.. فوائد وقيمة

تقوم هذه التقنية على ترميز أموال البنوك التجارية لتكون أداة قابلة للبرمجة تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ويمكن تحويلها على الفور دون الاعتماد على وسطاء.

وتعتبر رموز الإيداع وسيلة لعمليات الدفع المتطورة وتعمل كضامنة رقمية للأموال المستقرة والموثوقة والمنظمة وفق تقنيات البلوكتشين.

ورموز الإيداع هي رموز قابلة للتحويل تثبت مطالبات الودائع ضد بنك تجاري وهي المطالبات نفسها التي تثبتها أرصدة حسابات الودائع.

نظراً لأن البنوك المنظمة العاملة في تلقي الودائع تُصدر رموز الإيداع، فإنها توفّر حلاً نقدياً رقمياً يوسّع الخدمات المصرفية القائمة لتشمل أسواق الأصول الرقمية المتزايدة التعقيد، كما أنها توضح مزايا تقنية البلوكتشين، التي يمكن استخدامها لتحقيق أوقات تسوية أقصر للمعاملات، ومدفوعات أرخص وإدارة سيولة أكثر كفاءة.

وفي هذا السياق يقول برادلي «كلما زاد عدد الوسطاء زادت التكلفة، وزادت فرصة تعرض الطرف المقابل لمخاطر أو إفلاس، كما أن رموز الإيداع من شأنها أن تفتح إمكانية الوصول عالمياً إلى أداة تسوية بلا حدود مثل العملات المستقرة (Stablecoins)، يمكن لرموز الإيداع أن تذهب إلى أي مكان في العالم بضغطة زر واحدة».

وأوضح «أن أحد أكبر المشاريع التي نركّز عليها هو تقديم المساعدات العالمية إذ بات باستطاعتنا الحصول على سجل شفاف للمساعدات من أي مكان في العالم ومباشرة إلى الطبقة الأقل دخلاً والسماح لهم بتلقيها فقط على أجهزتهم المحمولة».

وأضاف برادلي أن هذه التقنية مهمة لأنها توفّر الشمولية في المناطق التي لا تسجّل نسباً عالية في انتشار وتبني الخدمات المصرفية.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى