عالمي

ديناميكيات المعروض النفطي أكثر تشددا .. توقعات بوصول سريع لأسعار من 3 أرقام

تلقت أسعار النفط الخام دعما قويا بعد أن أبقت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة في “أوبك+” على تخفيضات إنتاج النفط، ما يعني استمرار نقص الإمدادات وسط مخاوف من تراجع وشيك في نمو الاقتصاد العالمي.
وأوضح لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون، أن تقرير المخزون الأخير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة كان الشرارة التي أشعلت الاتجاه الهبوطي مع ارتفاع مخزونات البنزين بمقدار 6.5 مليون برميل وانخفاض الطلب بشكل كبير، إلا أن موافقة تحالف “أوبك+” على الحفاظ على تخفيضات الإنتاج أعاد الاتجاه الصعودي لأسعار النفط.
وأوضح المختصون أن أسعار النفط الخام عادت إلى الزخم الصعودي بعد أن أدى أحدث تقرير للمخزون الصادر عن إدارة معلومات الطاقة إلى انخفاض كبير في كل من خام غرب تكساس الوسيط وبرنت، إضافة إلى تأثير مزيج من جني الأرباح والمخاوف الاقتصادية، حيث إن التقارير عن ضعف بيانات اقتصاد الولايات المتحدة أسهمت في تراجع أسعار النفط.
ونوهوا إلى تأكيد السعودية وروسيا أنهما ستبقيان على تخفيضات الإنتاج والتصدير الطوعية في نوفمبر وستراجعان القرارات الشهر المقبل لتحديد ما إذا كان ينبغي تعميق التخفيضات أو تخفيفها، موضحين أن ارتفاع أسعار النفط دام ثلاثة أشهر واعتمد على ديناميكيات العرض الأكثر تشددا والظروف الاقتصادية العالمية المرنة.
وفي هذا الإطار، يقول هيرويوكي كينوشيتا المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة: إن توقعات مكاسب النفط الخام مستمرة رغم بعض العوامل الكابحة، حيث تحدثت بعض التقارير الدولية عن مقاومة للاتجاه الصعودي عند مستوى 95 دولارا للبرميل، مشيرا إلى تأكيد شركة ساكسو كابيتال ماركتس بأنه لا يزال من الممكن أن نشهد ارتفاعات في أسعار النفط في الربع الرابع وسط مخاوف من العجز في الإمدادات النفطية، لكن مع دخول 2024 قد تتزايد المخاوف من الركود وتكبح المكاسب.
ولفت إلى أن “أوبك+” ستحافظ على مستويات إنتاجها من النفط، لكن العوامل الهبوطية المضادة تتغلب من وقت لآخر، خاصة الارتفاع الكبير في مخزونات البنزين جنبا إلى جنب مع مخاوف الطلب، حيث ارتفعت مخزونات البنزين الآن بنسبة 1 في المائة فوق متوسط الخمسة أعوام لهذا الوقت من العام.
أما أندرو موريس مدير شركة بويري الدولية للاستشارات، فيرى أن أسعار النفط تتعرض بالفعل لضغوط من ارتفاع تكلفة الدولار إلى جانب التوقعات المتشائمة للاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أنه في ظل معطيات السوق الراهنة كان لا بد لتحالف “أوبك+” أن يحافظ على تخفيضات الإنتاج لمواجهة المعنويات الهبوطية.
وعد أن معنويات السوق النفطية ليست في أفضل حال، حيث عدل التجار بالفعل عن توقع الوصول السريع إلى مستوى أسعار النفط المكونة من ثلاثة أرقام خاصة مع استعداد تحالف “أوبك+” لاجتماع وزاري موسع في نهاية الشهر المقبل وقد يسفر عن تعديلات في سياسة إنتاج النفط بحسب متغيرات السوق.
بدوره، قال أندريه جروسي مدير شركة إم إم إيه سي الألمانية: إن تحليلات دولية تشير إلى أنه على مدى العقد المقبل ستنخفض حصة الصين من نمو الطلب على النفط في الأسواق الناشئة من نحو 50 إلى 15 في المائة فقط، بينما ستتضاعف حصة الهند إلى 24 في المائة، لكن في المقابل أفاد بنك جولدمان ساكس بأن طلب الصين على عديد من السلع الأساسية الرئيسة ينمو بالفعل بمعدلات قوية، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى قطاع الطاقة المزدهر.
ونقل عن شركة “أوكسيدنتال فيكي هولوب” أن حوض بيرميان لا يزال لديه قدر كبير من النفط لتطويره، ما يتناقض مع المخاوف بشأن انخفاض إنتاجية الآبار الأمريكية كما تظهر توقعات إنتاج النفط إنتاجا قياسيا من الخام في عامي 2023 و2024 حيث تتولى الولايات المتحدة قيادة نمو الإنتاج من خارج “أوبك+” على الرغم من التحول نحو انضباط رأس المال والتركيز على العائدات للمستثمرين من جانب الشركات الأمريكية الكبرى.
أما ويني إكيللو المحللة الأمريكية في شركة أفريكان إنجنيرينج الدولية، فتقول: “أغلب التوقعات تميل إلى أن ديناميكيات الأسعار، وتطورات السوق لن تحمل جديدا في الربع الرابع مع استمرار موجة من التقلبات في السوق، حيث ستكون التقلبات منخفضة للغاية مع استعادة كثير من التوازن في السوق في نهاية الربع الرابع من العام”.
ورجحت ألا تكون الانخفاضات إلى ما دون 90 دولارا للبرميل مستدامة، بحسب تأكيدات ستاندرد تشارترد، حيث توقع في تقريره الأخير أن متوسط سعر خام برنت سيبلغ 98 دولارا للبرميل في 2024، و109 دولارات للبرميل في 2025، و128 دولارا للبرميل في عام 2026.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة لتعوض جزءا من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في الجلسة السابقة بعد أن أبقت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة في “أوبك+” على تخفيضات إنتاج النفط، ما يعني استمرار نقص الإمدادات وسط مخاوف من تراجع وشيك في نمو الاقتصاد العالمي.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 11 سنتا إلى 85.92 دولار، فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سبعة سنتات إلى 84.29 دولار بحلول الساعة 00:40 بتوقيت جرينتش.
وقال محللو بنك أستراليا الوطني في مذكرة: “ما زلنا نتوقع أن تشهد السوق نقصا في الربع الرابع، كما أن انخفاض الأسعار، يقلل من احتمالية قيام أوبك بتخفيف قيود الإمدادات”.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 92.35 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 93.56 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة، حقق رابع انخفاض على التوالي، وأن السلة خسرت نحو خمسة دولارات، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 97.08 دولار للبرميل.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى