خليجي

توماس إديسون.. صاحب الألف اختراع الذي مهّد الطريق لإضاءة العالم

ساحر مينلو بارك.. كان هذا اللقب الذي أطلقته الصحف الأميركية على العالِم ورجل الأعمال توماس إديسون بعدما كشف عن اختراعه الفونوغراف في عام 1877، فتسجيل وإعادة إنتاج الأصوات كان بمثابة السحر في هذا الوقت.

كان الفونوغراف الذي ابتكره إديسون يعتمد على أسطوانة من القصدير تنتج صوتاً ضعيف الجودة ثم جاء التطوير على يد كل من ألكسندر غرهام بيل وتشارلز سومنر اللذين قدما أسطوانات من الكرتون المغلف بالشمع ليعود إديسون ويبهر العالم بالفونوغراف الكامل في وقت لاحق.

بدايات إديسون

كانت بداية معرفة الناس الحقيقية بإديسون في عام 1874 بعد تقديمه التلغراف الرباعي وهو جهاز تلغراف يمكنه تلقي أربع إشارات في الوقت نفسه، باع إديسون اختراعه لإحدى الشركات مقابل نحو 30 ألف دولار ما يساوي 776 ألف دولار في عام 2022.

واستغل إديسون المال ليبدأ حلمه وهو إنشاء مختبر البحوث الصناعية في مينلو بارك، كانت رؤية إديسون أنه قد حان الوقت لخروج الاختراعات من أروقة المعامل والمختبرات وصياغتها في شكل منتجات تنفع العالم وتحقق أرباحاً.

مصباح إديسون

يبقى المصباح الكهربائي المتوهج أبرز إنجازات إديسون، فبعد 999 محاولة فاشلة نجح إديسون في الوصول إلى مصباح كهربائي مستقر، والحقيقة أن إديسون لم يخترع المصباح لكنه نجح في تحويله إلى منتج عملي، وكانت المصابيح قبل إديسون تستهلك الكثير من الطاقة ولا تدوم لأكثر من ساعتين وكثيراً ما انتهت بانفجار صغير.

لكن مصباح إديسون الذي ظهر في عام 1879 كان ذا مقاومة عالية ويدوم لمئات الساعات، وأنشأ إديسون نظاماً متكاملاً لتوليد وتوزيع الكهرباء ليمهد الطريق أمام إضاءة العالم.

في البداية اعتمد إديسون على أسلاك الكربون الملفوفة داخل المصباح ثم بعد تجربة القطن والكتان ومواد أخرى اهتدى العالم الأميركي إلى أسلاك الخيزران المتفحمة التي يمكنها أن تستمر لنحو 1200 ساعة.

إديسون وتوزيع الكهرباء

حصل إديسون على براءة اختراع نظام توزيع الكهرباء في عام 1880، وفي ديسمبر كانون الأول من العام نفسه أسس شركة إديسون للإضاءة.

في سبتمبر أيلول 1882 استطاعت إديسون عبر محطة بيرل ستريت توفير الكهرباء بشكل منتظم لنحو 59 عميلاً لتكون خطوة البداية لتوليد وتوزيع الكهرباء بطريقة عملية ومربحة تجارياً، ثم أصبحت مدينة روزيل بولاية نيو جيرسي تستخدم نظاماً موحداً للإضاءة قدمته شركة إديسون في يناير كانون الثاني من عام 1883.

حرب التيارات وصراع إديسون وتسلا

نجح العالِم الصربي نيكولا تسلا في اختراع طريقة أخرى لتوزيع الكهرباء أطلق عليها التيار المتردد، بينما كان إديسون يدعم نظامه المسمى التيار المستمر، الفارق بين الاثنين أن التيار المستمر يوزع الكهرباء في نطاق ضيق يصل إلى نحو 2.5 كم من محطة التوليد بينما التيار المتردد يمكن أن يصل إلى مسافات أطول بكثير وهو أقل تكلفة.

اندلعت حرب التيارات بين إديسون وشريكه هنري فورد من جهة وتسلا وداعمها رجل الأعمال جورج ويستينجهاوس من جهة أخرى، وشن إديسون حملة دعائية مكثفة وعنيفة ضد التيار المتردد لدرجة تنفيذه عمليات إعدام بالكهرباء لعدد من الحيوانات مثل القطط والكلاب والأحصنة للتدليل على خطورة التيار المتردد.

وعلى الرغم من الاستخدام الواسع للتيار المستمر في ذلك الوقت فإنه خسر المعركة في النهاية لصالح التيار المتردد الذي أسهم في تحسين كفاءة توزيع الطاقة وتوسيع مداها.

إديسون والسيارات الكهربائية

وفي أوائل القرن العشرين كاد إديسون يجعل السيارات الكهربائية تسود العالم بعدما نجح في اختراع بطارية من النيكل والحديد سريعة الشحن، واتفق إديسون بالفعل مع شركة فورد موتورز لإنتاج السيارة الكهربائية، لكن السيارات العاملة بالوقود والتي يمكنها قطع مسافات أطول من السيارات الكهربائية هيمنت على السوق.

أطلقت مجلة لايف على إديسون لقب «رجل الألفية»، وتقدر مؤسسة (توماس إديسون موكيرز) القيمة الاقتصادية لاختراعات إديسون بنحو 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ما يعني أن قيمتها تصل إلى 6 تريليونات دولار.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى