عالمي

“غوغل” تفلت من أسوأ سيناريو في قضية الاحتكار بفضل الذكاء الاصطناعي

تجنبت شركة “غوغل”، التابعة لشركة “ألفابت”، التي وجدت الحكومة الأميركية العام الماضي أنها تحتكر البحث عبر الإنترنت، أسوأ النتائج الممكنة، لأن القاضي خلص إلى أن أعمالها كانت بالفعل تحت تهديد متزايد من الذكاء الاصطناعي.

كتب القاضي أميت ميهتا في حكمه المؤلف من 223 صفحة، “لقد غير ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي مجرى هذه القضية”، وبينما لم تصل روبوتات الدردشة التوليدية مثل شات جي بي تي وبيربلكسيتي وكلود بعد إلى مستوى استبدال بحث “غوغل”، إلا أنها “قد تثبت لاحقاً أنها تغير قواعد اللعبة”، مما يعني أن المحكمة يجب أن تترك السوق يعمل بحرية، بحسب ما أوضح.

ما حجم مشاركة البيانات التي أمر بها القاضي؟

ستضطر “غوغل”، التي كان مكتب المدعي العام يسعى إلى تفكيكها، فقط إلى مشاركة لقطة واحدة ولمرة واحدة من بيانات بحثها مع بعض المنافسين. وتعد هذه النتيجة مخيبة لآمال الحكومة ومنافسي “غوغل” والجهات الرقابية المستقلة، الذين كانوا يأملون في مساءلة شركات التكنولوجيا الكبرى في قضية بارزة.

كيف كانت ردود فعل الجهات المختلفة؟

قالت مجموعة الدفاع عن الصناعة “تحالف الأخبار والإعلام” إنها “محبطة”، وقال غابرييل وينبرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “دك دك جو”، إن التدابير لن “تفرض التغييرات اللازمة لمعالجة سلوك غوغل غير القانوني بصورة كافية”.

وقالت السيناتورة الديمقراطية إيمي كلوبوشار والمحامي المحافظ وحليف البيت الأبيض مايك ديفيس إن الحكم يوضح الحاجة إلى تحديث قوانين مكافحة الاحتكار، لمراقبة قطاع التكنولوجيا بصورة أفضل.

لماذا لم يكن القاضي صارماً مع “غوغل”؟

كان بعض المتابعين يتوقع أن يكون ميهتا صارماً مع “غوغل”، نظراً إلى استنتاجه الأولي والحاسم بالمسؤولية، أي أن “غوغل” بالفعل تحتكر البحث، ولكن بحسب تقييمه الشخصي، قال ميهتا إنه يفتقر إلى المعرفة المتخصصة اللازمة للتعامل مع تعقيدات صناعة محركات البحث والذكاء الاصطناعي.

وكتب في حكمه “على عكس القضية النموذجية، إذ يكون دور المحكمة حل النزاعات بناء على الوقائع التاريخية، هنا يطلب من المحكمة النظر في المستقبل كما لو كانت تتأمل في كرة بلورية، وهذا ليس بالضبط ما يجيده القاضي”، لذلك لم يتصرف بالقسوة المتوقعة.

هل ستفيد مشاركة البيانات المنافسين؟

حتى فكرة مشاركة البيانات جرى تخفيفها إلى درجة أنها من غير المرجح أن تساعد المنافسين بصورة ملموسة، بحسب ما قال النقاد. وقال يوري ورمرسر، محلل في “إيماركتير”، “ستكون لقطة من فهرس بحث غوغل وبعض بيانات الاستعلام مفيدة للمنافسين، بما في ذلك أوبن إيه آي، لأنها توفر لهم بيانات تحسن نتائجهم”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولكن لم يجبر “غوغل” على الكشف عن بياناته الأكثر حساسية المتعلقة بالمستخدمين، التي تمكنه من تقديم استجابات مخصصة وتشغيل أعماله الإعلانية الضخمة. وأضاف “لذلك، قد تمنح المنافسين الأصغر دفعة ضرورية، لكنها ربما لن تقوض غوغل كثيراً”.

ما هي تفاصيل أمر المحكمة في شأن مشاركة البيانات؟

توضح تفاصيل أمر المحكمة كيف ضيق القاضي بشدة فكرة مشاركة البيانات لمساعدة المنافسين، ورفض طلب الحكومة لإجبار “غوغل” على مشاركة قاعدة بيانات رسم المعرفة، التي تربط بين الأشخاص والأماكن والأشياء لتقديم نتائج بحث دقيقة.

كما رفض طلب وزارة العدل الحصول على الوصول إلى مجموعة واسعة من البيانات المستخدمة في استهداف الإعلانات والمزايدات ونماذج المزادات، وألزمت المحكمة “غوغل” فقط بمشاركة بيانات النقر والاستعلام مرة واحدة لكل منافس مؤهل، من دون الكشف عن إشارات الترتيب الأساسية في فهرس البحث.

هل يمثل الحكم انتصاراً لـ”غوغل”؟

قال رايان ساندروك، محام سابق في وزارة العدل يعمل الآن في القطاع الخاص، “الحكم يمثل انتصاراً كبيراً لغوغل”، وأضاف “النظرة المتفائلة أكثر هي أن كثيراً من الأشخاص في مجال الذكاء الاصطناعي سيسعون إلى إيجاد فرص تجارية في هذا القرار”.

وأشار ساندروك إلى أن “غوغل” قد لا تعرف حتى حدود ما يسمح لها فعله، وأنها ستضغط قدر الإمكان، وكذلك المنافسون المستفيدون من البيانات.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى