عالمي

باول على خط المواجهة مع ترمب متشبثا برفض خفض الفائدة الأميركية

خلال جلسة استمرت أكثر من ثلاث ساعات، تشبث رئيس “الاحتياطي الفيدرالي” جيروم باول بموقفه الرافض لخفض أسعار الفائدة خلال شهادته أمام لجنة الخدمات المالية في الكونغرس، إذ جاءت جلسات الاستماع في مجلس النواب الأميركي في أعقاب خلاف ناشئ داخل “الفيدرالي” في شأن خفض أسعار الفائدة وانتقادات حادة من ترمب.

ولم يدل باول بتصريحات تمهد الطريق لخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، من دون أن يستبعد ذلك صراحة، لكن إجاباته على استفسارات المشرعين أشارت إلى أنه من المرجح أن ينتظر المسؤولون حتى اجتماعهم في سبتمبر (أيلول) في الأقل لمعرفة ما إذا كانت زيادات الأسعار الناجمة عن الرسوم الجمركية أقل من المتوقع قبل استئناف خفض أسعار الفائدة.

وقال باول إنه إذا جرى احتواء ضغوط التضخم، فسيصل البنك المركزي إلى مرحلة يستطيع فيها خفض أسعار الفائدة، لكنه أضاف، “لسنا في حاجة إلى التسرع”.

 لا تعليق على الفائدة

ورفض باول التعليق بشكل محدد على إمكان خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل لمجلس “الاحتياطي الفيدرالي” في يوليو (تموز)، لكنه كرر أن صناع السياسات في حاجة إلى مزيد من البيانات حول ما إذا كانت الزيادات في الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تسارع التضخم، وقال إن تجربة ارتفاع كلفة المعيشة التي بدأت عام 2021 جعلت الفيدرالي أكثر حذراً تجاه تكرار مثل هذا السيناريو.

 وأشار رئيس “الفيدرالي” إلى أن بيانات التضخم لشهري يونيو (حزيران) ويوليو ستكون ذات أهمية خاصة، إذ يفترض أن تبدأ آثار الرسوم الجمركية المرتفعة في الظهور خلال هذه الفترة، موضحاً أن “الفيدرالي” “منفتح تماماً” على فكرة أن تأثير تمرير هذه الكلفة قد يكون أقل مما يعتقد، وإذا كان الأمر كذلك، فسيؤثر ذلك على سياسته.

 الدولار قوي

وأكد باول أن الدور الأساس للدولار في النظام المالي العالمي لا يزال قائماً، وذلك رداً على أسئلة متكررة حول هذا الموضوع، وأضاف أن التقلبات التي شهدتها سوق السندات الأميركية في أبريل (نيسان) لم تؤثر في مكانة الدولار، وقال “الحديث عن تراجع مكانة الدولار مبالغ فيه ومبكر جداً”. 

تجنب باول الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالسياسات الضريبية والهجرة، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة تسير على مسار غير مستدام في ما يخص الاقتراض، ولا يمكن تحديد النقطة التي يصبح عندها عبء الدين غير قابل للاستمرار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح رئيس “الفيدرالي” أن التغير في سياسة الهجرة أدى إلى تراجع نمو القوى العاملة في الولايات المتحدة، على رغم أن الطلب على العمالة بدأ أيضاً في الانخفاض، كما كان قطاع الإسكان من الموضوعات التي أثارت كثيراً من الأسئلة، لكن باول أشار إلى أن الفيدرالي ليس له تأثير طويل الأمد على العرض والطلب في هذا القطاع.

 وقال محللون في “إيفركور آي أس آي”، “تستمر شهادة باول في الإشارة إلى سبتمبر كنقطة القرار التالية، وبناء على قراءتنا، فهي تتفق مع خفض سبتمبر كحال مركزية معقولة، لكنها بعيدة جداً من أن تكون مضمونة”. 

مواجهة مع ترمب

ويواجه رئيس “الاحتياطي الفيدرالي” انتقادات لاذعة من ترمب منذ أشهر، ويتهمه الأخير بانتهاج سياسة نقدية تقييدية للغاية، ووصفه بـ”الغبي” و”العنيد”، وقال إن الولايات المتحدة ستدفع ثمن “عدم كفاءته لأعوام مقبلة”.

وكان ترمب كتب “بعد أن تأخر كثيراً. سيحضر جيروم باول من الاحتياطي الفيدرالي إلى الكونغرس ليوضح سبب رفضه خفض معدلات الفائدة من بين أمور أخرى”. 

وقال الرئيس الأميركي “خفضت أوروبا 10 مرات، ونحن البتة. لا يوجد تضخم، واقتصادنا رائع. يجب أن نخفض معدلات الفائدة بمقدار نقطتين أو ثلاث نقاط مئوية في الأقل”، مؤكداً أن هذا سيوفر للولايات المتحدة “أكثر من 800 مليار دولار سنوياً”.

ودخل نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس على خط المواجهة مع “الفيدرالي” عندما أعلن أنه يود سماع حجة باول حول سبب خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس مباشرة قبل الانتخابات لكن لا يمكنه فعل ذلك الآن مع انخفاض التضخم.

ويري محللون أن انقساماً نشب داخل “الفيدرالي” خلال الفترة الأخيرة في شأن خفض أسعار الفائدة من بعض زملاء باول مثل ميشيل بومان وكريس والر المرشح الأقوى لخلافة باول الذين قالوا في الأيام الأخيرة إنهم باتوا يرون أن خفض الفائدة قد يحدث في اجتماع السياسة النقدية المقبل في يوليو، نظراً إلى القراءات الضعيفة الأخيرة للتضخم.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى