عالمي

الحذر يسيطر على السوق النفطية وسط قلق بشأن نقص الإمدادات العالمية

يواصل المتداولون في سوق النفط مراقبة التطورات في الشرق الأوسط، وسط حذر وقلق بشأن التعطيل المحتمل لإمدادات الخام العالمية.
واستمرت التقلبات السعرية للخام في ظل ترقب المستثمرين تداعيات الصراع بين إسرائيل وحركة حماس على بقية البلدان، الأمر الذي قد يدفع الأسعار إلى الصعود.
وقال لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون “إن الأسواق شهدت مزيدا من التوتر بعد تصريحات جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية التي مفاداها أن الولايات المتحدة لا يمكنها استبعاد فرض مزيد من العقوبات على إيران، ما يزيد من المخاوف بشأن توافر الطاقة”.
وأوضح المحللون أنه بالنظر إلى المستقبل ستتم مراقبة بيانات المعنويات من المصنعين في كندا والولايات المتحدة من كثب إضافة إلى التعليقات من المتحدثين من بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي.
وذكروا أن الأسبوع الماضي كان متقلبا وكانت كل الأنظار موجهة نحو أسعار الذهب والنفط الخام، مشيرين إلى ارتفاع أسعار النفط الخام بنسبة 6 في المائة تقريبا في أفضل مكاسب أسبوعية منذ نهاية أغسطس الماضي.
وفي هذا الإطار، قال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، “إن السوق النفطية تجتاز واحدة من أصعب الفترات في التقلبات ودرجة المخاطر المرتفعة ويرجع ذلك إلى الاضطرابات في الشرق الأوسط، ما كان سببا في تغذية مخاوف انقطاع إمدادات النفط إضافة إلى التقلبات الجيوسياسية المحتملة حول إيران”.
وأضاف أنه “بالنظر إلى الأسبوع الجاري هناك بعض المخاطر الملحوظة، حيث سيتحدث جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس وستكون توجهاته موضع التركيز، كما ستصدر الصين أحدث أرقام الناتج المحلي الإجمالي وستكون كل الأنظار متجهة إلى تباطؤ النمو خاصة بالتزامن مع إعلان المملكة المتحدة أرقام التوظيف”.
من جانبه، أكد ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن الولايات المتحدة تغاضت عن زيادات واسعة في إنتاج النفط الإيراني على الرغم من العقوبات، مشيرا إلى تأكيد بنك ستاندرد تشارترد أن هذا التساهل من جانب الولايات المتحدة دفع إنتاج النفط الإيراني إلى مستوى إنتاج يبلغ ثلاثة ملايين برميل في اليوم أو أعلى.
وأوضح أن هذا الموقف كان السياسة الأكثر ملاءمة للولايات المتحدة بسبب ظروف السوق والمخاطر الجيوسياسية، مبينا أن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط سلطت الضوء على ضرورة العودة إلى تشديد العقوبات وتحجيم صادرات النفط الإيراني بعد أن زاد إنتاج وصادرات النفط الإيراني بشكل حاد في ظل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
من ناحيته، قال ماثيو جونسون المحلل في شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، “إن موارد الطاقة التقليدية ستظل مسيطرة على مزيج الطاقة لأعوام مقبلة خاصة النفط والغاز، سواء في الدول الصناعية أو النامية”، مضيفا “علينا أن نتأكد من أننا نوفر حماية لإمدادات الطاقة في كل بلد بالتوازي مع المضي قدما في برامج الانتقال إلى صافي الصفر والاستفادة من التقنيات النظيفة”.
وأشار إلى تقارير دولية تؤكد أن هناك عددا كبيرا من الفرص التي يتعين على صناعات الطاقة أن تستغلها في العقد المقبل وتوفير مستقبل للطاقة يساعد ملايين في جميع أنحاء العالم، بطريقة تؤدي إلى تنمية الاقتصاد ودعم الوظائف وترسيخ الصناعات الجديدة في المجتمعات. بدورها، ذكرت تيتي أولاور مدير التسويق في شركة سيتا النيجيرية لتجارة النفط، أن تكاليف التمويل المرتفعة مع ارتفاع أسعار الفائدة يحدان من نمو الاستثمارات النفطية الجديدة خاصة مشاريع المنبع وخطوط الأنابيب. وأشارت إلى أنه على الرغم من هذه الصعوبات هناك مشاريع واعدة مثل توسيع خط الأنابيب الكندي ترانس ماونتن الذي سيساعد منتجي الرمال النفطية في كندا على إيصال نفطهم الخام إلى الأسواق الآسيوية من ساحل المحيط الهادئ، بعد أعوام من التأخير والتجاوزات الهائلة في التكاليف، وهو على وشك الدخول في الخدمة في أوائل العام المقبل وسيزيد طاقة خط الأنابيب الأصلي ثلاث مرات إلى 890 ألف برميل يوميا من 300 ألف برميل يوميا.
وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط أمس لتنحسر نسبيا موجة صعود يوم الجمعة في ظل ترقب المستثمرين تداعيات الصراع في الشرق الأوسط على بقية البلدان.
وبحسب “رويترز”، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 90.55 دولار للبرميل، ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 41 سنتا أو 0.5 في المائة إلى 87.28 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس. وصعد الخامان بنحو 6 في المائة يوم الجمعة في أكبر ارتفاع يومي من حيث النسبة المئوية منذ أبريل مع أخذ المستثمرين في الحسبان اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.
وخلال الأسبوع حقق برنت مكاسب قياسية وارتفع 7.5 في المائة فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط 5.9 في المائة.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا رئيس “إن.إس تريدنج”، وهي وحدة تابعة لشركة نيسان سيكيورتيز “يحاول المستثمرون معرفة تأثير الصراع”.
وأضاف “التأثير الذي قد يشمل الدول المنتجة للنفط قد تم أخذه في الحسبان إلى حد ما، لكن إذا حدث اجتياح بري فعلي وكان له تأثير في إمدادات النفط، فإن الأسعار يمكن أن تتجاوز بسهولة 100 دولار للبرميل”.
ولم يكن للصراع في الشرق الأوسط تأثير يذكر في إمدادات النفط والغاز العالمية، وإسرائيل ليست منتجا كبيرا.
لكن الحرب بين حماس وإسرائيل تشكل أحد أهم المخاطر الجيوسياسية على أسواق النفط منذ الحرب الروسية – الأوكرانية العام الماضي، وسط مخاوف بشأن أي تصعيد محتمل يشمل إيران. ويقوم المشاركون في السوق بتقييم ما قد يعنيه صراع أوسع نطاقا بالنسبة إلى الإمدادات من دول في أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 91.62 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 89.43 دولار للبرميل في اليوم السابق. وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاضات سابقة، وأن السلة كسبت أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 87.33 دولار للبرميل.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى