نفط

طارق الوزان: إغلاق مضيق هرمز يرفع اسعار النفط إلى 200 دولار للبرميل

*إلاغلاق ليس تطور إقليمي، بل أزمة عالمية لأمن الطاقة والتجارة والاقتصاد

  • إلاغلاق يؤدي لارتفاع تكاليف التأمين والنقل وضغوط على الموازنات العامة
  • اضطرابات حادة في أسواق الطاقة وتضخم في أسعار السلع والنقل والإمداد حال تنفيذ الاغلاق

عبدالله المملوك :
تزامناً مع تصاعد المواجهات بين إيران وإسرائيل، برزت احتمالية إغلاق مضيق هرمز كأحد الخيارات الإستراتيجية التي قد تلجأ إليها طهران للرد على الهجمات الإسرائيلية ، وتصاعدت فكرة إغلاق مضيق هرمز الممر الملاحي الأوحد والشريان الرئسيي لتدفق النفط الخام من منطقة الخليج الى دول العالم ، الذي يمر عبره حوالي 20 مليون برميل نفط يومياً (ما يعادل ثلث التجارة العالمية للنفط).
وتظهر فكرة اغلاق المضيق كل حين واخر حال نشوب صراع او مواجهات بالمنطقة ، حيث سيكون لإغلاق مضيق هرمز تأثير هائل وسريع على الأسواق العالمية للنفط، نظرًا لأهمية المضيق في تجارة الطاقة العالمية.

وقال الباحث في الشؤون النفطية طارق الوزان إن إغلاق مضيق هرمز ليس مجرد تطور إقليمي، بل أزمة عالمية تمس أمن الطاقة والتجارة والاقتصاد الدولي ، مشيرا الى ان اغلاق المضيق سيكون له آثار بعيدة المدى على توجهات الدول في تأمين مصادر الطاقة وهندسة التحالفات الجيوسياسية ،بالإضافة الى إعادة توزيع الاستثمارات والبنى التحتية للنفط والغاز حول العالم .

وَاضاف الوزان ان مضيق هرمز يُعد أحد أبرز الممرات البحرية الاستراتيجية عالميًا، حيث تمر عبره ما يزيد عن 20% من تجارة النفط العالمية، إلى جانب كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال (LNG)، خصوصًا من قطر. ويشكّل أي تعطيل لحركة الملاحة في هذا الممر سواء كان مؤقتًا أو طويل الأمد تهديدًا بالغًا للاقتصاد العالمي وأمن الطاقة الدولي.

وأوضح أن مضيق هرمز يلعب اهمية حيوية ويؤثر على دول الخليج حيث تعتمد تعتمد معظم دول الخليج، بما في ذلك الكويت والسعودية وقطر والعراق، على المضيق لتصدير نفطها وغازها للأسواق العالمية وأي إغلاق أو اضطراب في المرور البحري يؤدي إلى تعطل الصادرات الحيوية ، ارتفاع تكاليف التأمين والنقل ، ضغوط مباشرة على الموازنات العامة .

وذكر الوزان أن إغلاق المضيق يُفضي إلى اضطرابات حادة في أسواق الطاقة، ويتسبب في ارتفاع أسعار النفط والغاز عالميًا، تضخم في أسعار السلع والنقل وسلاسل الإمداد ، وتأثر قطاعات حساسة مثل الكيماويات والبتروكيماويات ، صناعة الطيران والسيارات ، الصناعات الغذائية والزراعية والطاقة الكهربائية في الدول المستوردة للغاز .
ولفت الى ان سيناريوهات الإغلاق وتأثيرها المحتمل على أسعار الطاقة في حال إغلاق مؤقت (يوم إلى أسبوع) ستودي الى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 10–15% وارتفاع الغاز الطبيعي المسال بنسبة 15–20%، وكذلك سيؤدي الى اضطرابات سريعة ومؤقتة في الأسواق.

واشار الى ان إغلاق المضيق جزئيا لمدة (أسبوع إلى شهر) سيؤدي الى ارتفاع اسعار النفط بنسبة 20–35% و ارتفاع الغاز بنسبة 30–50%، منوها الى ان الاغلاق شامل لأكثر من شهر سيؤدي الي ارتفاع أسعار النفط إلى 150–200 دولار للبرميل وتضاعف أسعار الغاز وكذلك الى ركود تضخمي عالمي وكساد اقتصادي محتمل .
ونوة الوزان الى ان اغلاق المضيق تجاريا وعالميا سيتسبب في انعكاسات استراتيجية بعيدة المدى ما يدفع إلى تحولات جذرية في السياسات العالمية للطاقة والأمن التي من شانها ستؤدي تسريع بناء خطوط أنابيب بديلة (مثل خط شرق السعودية إلى البحر الأحمر، وخطوط الغاز القطرية عبر إيران أو تركيا) وتوسيع الاستثمارات في الطاقة المتجددة والهيدروجين وتشكيل تحالفات بحرية متعددة الجنسيات لحماية الممرات الدولية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى