عالمي

شركات سيارات تدرس نقل الإنتاج إلى الصين تفاديا لأزمة العناصر النادرة

يتسابق أربعة من كبار صانعي السيارات الزمن لإيجاد حلول بديلة للهيمنة الصينية على مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة، وسط مخاوف من أن تؤدي القيود الصينية إلى توقف خطوط إنتاج بعض السيارات خلال أسابيع.

وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة “وول ستريت جورنال”، عن أن عدداً من شركات السيارات التقليدية والكهربائية ومورديها يدرس حالياً نقل جزء من تصنيع قطع الغيار إلى الصين، لتفادي الإغلاق المحتمل للمصانع.

وتشمل الخطط المقترحة إنتاج المحركات الكهربائية داخل مصانع صينية، أو إرسال المحركات المصنعة في أميركا إلى الصين لتركيب المغناطيسات هناك، في محاولة لتجاوز القيود المفروضة على تصدير المغناطيسات النادرة، التي لا تشمل القطع النهائية، وإذا ما نفذت تلك الخطط، فستكون النتيجة مفارقة لافتة في سياق حرب تجارية أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بهدف إعادة التصنيع للولايات المتحدة.

وفي قطاع السيارات، تعد العناصر الأرضية النادرة مكوناً أساسياً يمكن المحركات الكهربائية من العمل بسرعات عالية، كما تستخدم أيضاً في وظائف أقل تعقيداً ولكنها لا تقل أهمية، مثل مساحات الزجاج الأمامي والمصابيح الأمامية.

وكان من المفترض أن تخفف الصين من قيودها على تصدير مغناطيسات العناصر النادرة بموجب اتفاق هدنة جمركية لـ90 يوماً مع البيت الأبيض، إلا أن بكين تباطأت في إصدار التراخيص اللازمة للتصدير، مما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى اتهامها بخرق الاتفاق.

في المقابل، ردت الصين باتهام واشنطن بفرض “إجراءات تمييزية ومقيدة”، من ضمنها القيود على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي وسحب تأشيرات من طلاب صينيين، ومع شبه توقف صادرات المغناطيسات الصينية تواجه شركات السيارات قرارات صعبة حول مدى قدرتها على مواصلة تشغيل بعض مصانعها، وفقاً لمصادر مطلعة.

وفي مايو (أيار) الماضي، حذرت اتحادات صناعية، تمثل معظم شركات تصنيع السيارات والموردين، من أن إنتاج السيارات قد يتقلص أو يتوقف بالكامل قريباً إذا لم تتوفر مكونات العناصر النادرة من الصين.

وجاء في رسالة موجهة إلى إدارة ترمب، وقعها رؤساء “تحالف ابتكار السيارات” و”جمعية موردي المركبات”، أن الجهود الرامية لتعزيز سلاسل التوريد خارج الصين ما زالت في مراحلها الأولى، ولن تكون كافية لتلبية النقص الفوري في هذه العناصر الحيوية لصناعة السيارات داخل الولايات المتحدة.

حلول طارئة لتفادي شلل في الإنتاج

وتبحث شركات السيارات عن حلول طارئة لتفادي شلل في الإنتاج، من بينها إرسال أجزاء غير مكتملة لتركيب مغناطيسات صغيرة على رغم ما يضيفه ذلك من كلفة وتأخيرات على سلسلة التصنيع، لكن المسؤولين التنفيذيين يرون أن هذا الخيار أفضل من إغلاق خطوط إنتاج بالكامل، وقد يعرض هذا التحول الشركات لرسوم جمركية إضافية، غير أن البديل يبدو أكثر كلفة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الوقت نفسه، تدرس شركات السيارات خيارات بديلة للحصول على المغناطيسات من أوروبا وآسيا بدلاً من مصانع الصين، إلا أن هذه المصادر، بحسب مسؤول في إحدى الشركات، غير قادرة على تلبية الطلب المتزايد في القطاع.

وأشارت مصادر مطلعة على التخطيط إلى أن عدداً كبيراً من السيناريوهات ما زال قيد الدراسة، وقد لا ينفذ أي منها في نهاية المطاف.

صعوبات في تأمين الإمدادات

وتواجه شركات السيارات الأميركية صعوبات في تأمين الإمدادات، شأنها شأن نظيراتها في اليابان والهند، إذ حذرت الأخيرة أيضاً من اضطرابات وشيكة في التصنيع.

أما في أوروبا، فأكدت شركات صناعة السيارات أن وتيرة الموافقات على تراخيص التصدير لا تواكب حجم الطلب، وقالت رئيسة جماعة الضغط الخاصة بصناعة السيارات الألمانية هيلديغارد مولر، “تبرز الحلول المعقدة التي تدرسها شركات السيارات مدى اعتماد الولايات المتحدة الكبير على الصين في تأمين مغناطيسات الأرض النادرة، إذ تسيطر بكين على معظم قدرات التكرير التي تحول المعادن الخام إلى مواد قابلة للاستخدام، وتتمتع بتفوق تقني في فصل هذه العناصر عن الصخور المحيطة”.

وفي الولايات المتحدة، اضطرت “فورد” إلى إيقاف إنتاج طراز “إكسبلورر” في مصنعها بمدينة شيكاغو مدة أسبوع خلال مايو الماضي، بسبب نقص المغناطيسات، ويؤثر هذا النقص بشدة في المركبات الكهربائية والهجينة، التي تحتوي عادة على كمية أكبر من العناصر النادرة مقارنة بالسيارات التقليدية، لكن العودة لإنتاج مزيد من السيارات العاملة بالبنزين لا يعد حلاً، إذ ستواجه الشركات خطر تجاوز معايير الاقتصاد في استهلاك الوقود، مما قد يؤدي إلى فرض غرامات، علماً بأن الاعتمادات التنظيمية التي تشتريها الشركات من مصنعي السيارات الكهربائية مثل “تيسلا” و”ريفيان” للتعويض عن الانبعاثات نفذت حتى عام 2027.

وتشمل الخيارات الأخرى اللجوء إلى تقنيات محركات كهربائية أقدم لا تعتمد على المغناطيسات، على رغم أنها أقل كفاءة.

وتدرس شركات السيارات أيضاً إزالة بعض الميزات الفاخرة مثل المقاعد القابلة للتعديل وأنظمة الصوت عالية الجودة، التي تعتمد على مغناطيسات أرض نادرة.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى