بعد عام من رفع أسعار الفائدة .. كيف تأثرت أسواق الأسهم الخليجية؟
بلا شك أن أسعار الفائدة التي ارتفعت بشكل كبير خلال عام، أثرت في الأسهم الخليجية من خلال العوائد المقدمة للمستثمرين أو المكررات الربحية، إلا أن بعض الأسواق أعطت نتائج مختلفة.
وبحسب رصد وحدة التقارير في صحيفة “الاقتصادية” استند إلى بيانات أسواق المال الخليجية، ارتفع متوسط عوائد النقدية لأربعة أسواق خليجية خلال عام، ما بين 100 و200 نقطة أساس.
وجاءت الارتفاعات في العوائد نتيجة تراجع الأسهم أو في بعض الحالات إلى زيادة مقدار التوزيع النقدي.
سوق البحرين الأكثر زيادة في مقدار العائد النقدي منذ بداية رفع أسعار الفائدة خلال آذار (مارس) 2022، ثم بعد ذلك السوق القطرية ثم السعودية.
وتتداول السوق السعودية عند عائد نقدي قرب 3.2 في المائة حاليا، مقارنة بـ2.1 في المائة قبل عام، مع تراجع مكررات الربحية لـ”تاسي” التي وصلت إلى 16 مرة (مكررات جميع الشركات) مقارنة بـمكرر 27.5 مرة قبل عام.
وتحاول الأسواق الخليجية تقديم عوائد نقدية مرتفعة، لتواكب أسعار الفائدة المقدمة على السندات والصكوك أو حتى الودائع البنكية التي سجلت ارتفاعات واسعة.
وتتداول سوق البحرين عند عائد نقدي 5.5 في المائة كأعلى العوائد المقدمة بين أسواق الخليج، تلته سوق قطر 4.7 في المائة، ثم مسقط عند 3.6 في المائة، أما أسواق الإمارات فجاءت في ذيل القائمة عند عائد نقدي بين 2.1 و1.8 في المائة.
وجاءت النتائج مختلفة في أسواق الإمارات وكذلك سوق مسقط، حيث تتداول في الإمارات عند عائد نقدي أقل من المقدمة قبل عام، كذلك سوق مسقط التي تتداول عند عائد نقدي 3.6 في المائة، مقارنة بنحو 3.85 في المائة قبل عام.
إلى ذلك، تراجع مؤشر “إم إس سي آي” الخاص بدول الخليج 25 في المائة تقريبا من أعلى مستوى في عام، جاء نتيجة أسعار الفائدة، إضافة إلى عوامل عدة أخرى كالتضخم والحرب في أوكرانيا التي أثرت في معنويات المستثمرين.
وأدت التراجعت إلى هبوط مكررات الأسواق الخليجية، حيث يتداول مؤشر “إم إس سي آي” للأسواق الخليجية عند مكرر 15 مرة مقارنة بمكررات عند 22 مرة قبل عام، علما أن الأسواق أظهرت بعض الإيجابية مطلع العام، إلا أن معظم الأسواق عادت للتراجع مجددا.
ومكرر الأرباح “السعر للعائد” هو حاصل قسمة سعر السهم على ربحيته، ويعني ذلك عدد الأعوام التي يحتاج إليها مالك السهم ليستعيد ما دفعه عند شراء هذا السهم، وعليه فكلما انخفض مكرر ربحية شركة فهو مؤشر إيجابي، في حين كلما ارتفع كان مؤشرا على تضخم سعر السهم، مقارنة بأرباحه.
والسوق السعودية “تاسي” الأكثر تراجعا في المكررات كما ذكرنا سابقا، وجاء بعد سوق دبي ثم سوق قطر، حيث تتداول الأولى عند مكرر 9 مرات مقارنة بنحو مكرر 18 قبل عام، في حين تتداول القطرية عند مكرر 11.6 مرة مقارنة بـ17.8 مرة قبل عام.
ومكررات الأرباح أو حتى التوزيعات النقدية في الأسواق الخليجية تعد جيدة وأفضل من المتوسط في آخر خمسة أعوام، إلا أن ذلك لم ينعكس على شهية المتعاملين، حيث إن توقعات استمرار رفع أسعار الفائدة ما زالت تلقي بأثرها على الأسواق.
وحدة التقارير الاقتصادية
Source link