مقالات

أفظع تجارة في التاريخ | صحيفة الاقتصادية

[ad_1]

خلال تاريخها الطويل مرت البشرية بمآس تم فيها التعامل مع جسد الإنسان كمادة خـام. حدث ذلك خلال المجاعات الكبرى حين كان الأطفال يختطفون ويباعون بالوزن.

وخلال الحرب الأفغانية – الروسية حين كانت عظام الموتى تباع لاستخراج الكلس. وفي ألمانيا النازية حين كانت جثث المعتقلين تباع لمصانع الفوسفور.

وفي أوروبا الوسطى حين كانت أجساد المتوفين تباع لطلاب التشريح والسحر والشعوذة. وخلال بناء سور الصين العظيم حين كانت جثث العمال تخلط مع الطين والأتربة لحشو الجدران!

ورغـم أن تلك الممارسات اخـتفـت، أو ظـلت نـادرة مقارنة بتاريخ البشرية الطويل، لا ننسى في المقابل أن عصرنا الحالي تميز بظاهرة جديدة لا تقـل عنها بشاعة. فـالتقدم الطبي الحديث أتاح إمكانية استبدال وزراعة الأعضاء التالفة في جسم الإنسان كالقلب والكبد والقرنية والخلايا الجذعية.

وبسبب الطلب الكبير على هذه الأعضاء تبلورت سوق سوداء تسرق أعضاء الفقراء أو تشتريها بثمن بخـس. ظهرت في الدول الأشد فقرا عصابات متخصصة في شراء أعضاء المحتاجين بالقطعة أو سرقتها قسرا. أصبح الإنترنت ذاته أكبر سوق “ليس فقط للنخاسة والرقيق الأبيض” بل تجارة الأعضاء المسروقة ومن يقبل بيعها مضطرا.

وفي هذا العالم الأسود، العضو الأغلى ثمنا ليس القلب أو الكلية، بل الخلايا الجذعية المستخلصة من المشيمة الجنينية.

فـالخلايا الجذعية تعـد “أم الخلايا” والأصل الذي تتشكل منه جميع الأعضاء الكبيرة لاحقا. كما تعـد خلايا نقية “لم تتبلور بصمتها الوراثية” وبالتالي يمكن زرعها في أي جسد بشري دون رفضها كما يحدث مع بقية الأعضاء المتخصصة كالقلب والكلية.

غير أن المصدر الأساس للخلايا الجذعية المستعملة لاستنبات بقية الأعضاء هي “مشيمة الجنين”. وهذه الحقيقة بلورت سوقا خفية وعصابات دولية تستغل الأمهات الفقيرات لكي يحملن “من أجل الإجهاض” واستخلاص المشيمة فقط!

أنا شخصيا لا أتوقع انتهاء تجارة بيع الأعضاء ومشيمات الأجنة، إلا حين تفلح المختبرات في استنبات أعضاء المريض نفسه بسعر زهيد. أتوقع في المستقبل القريب أن يمتلك كل إنسان “رموزا وراثية شخصية” تتيح للـمختبرات المتخصصة صنع أعضاء “مفصلة على مقاسه” تتطـابق مع بصمته الوراثية.

وحـينها فقط يمكننا القضاء على ثلاثة مظاهر مأساوية رافـقت التقدم في زراعة الأعضاء البشرية، وهي: القضاء على حالة الانتظار والشح التي يواجهها من يحتاجون إلى زراعة الأعضاء، والقضاء على من يتاجرون فـي أعضاء البشر ويستغلون حاجة الفقراء لبيعها، وضمان عـدم رفض جهاز المناعة للعضو المزروع “لكونه مستنسخا من الرموز الوراثية للمريض نفسه”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى