شركات أميركية تبحث عن موظفين يتقنون استخدام “الذكاء الاصطناعي”

تسعى شركات عدة إلى توظيف أشخاص “متمكنين من الذكاء الاصطناعي”، لكن هذا المصطلح الغامض قد يكون مربكاً للأشخاص الباحثين عن فرص عمل في سوق عمل تتطور تكنولوجياً.
وفي المقابل، تتزايد شعبية الذكاء الاصطناعي فيما تعمل شركات تلك التكنولوجيا على صنع نماذج يتزايد تطوّرها وتعقيدها وارتفاع مستوياتها. والآن، بات باستطاعة الناس ببساطة استعمال روبوتات الدردشة للحصول على وصفة لإعداد وجبة العشاء، أو الاستفسار عن أفضل أمكنة قضاء العطلات، أو الحصول على مساعدة تلك التقنية في حسم النقاش عن مدى صحة تصنيف الهوت دوغ (النقانق) ضمن فئة السندويشات.
وعلى رغم أن الذكاء الاصطناعي قد أحدث نقلة في طريقة تفاعل الناس مع أجهزة الكمبيوتر في حياتهم الشخصية، فإنه حقق اختراقات أيضاً في قطاع الأعمال.
قال راندي بين، وهو مستشار طويل الأمد للشركات في مجال القيادة في البيانات والذكاء الاصطناعي، إن استطلاعاً صناعياً نُشر هذا العام أشار إلى أننا “نعيش لحظة تحول تحدث مرة واحدة في الجيل، تشبه تأسيس الإنترنت في التسعينيات”، وذلك في مقال نُشر في مجلة “هارفارد بزنس ريفيو” في يناير (كانون الثاني) الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكشف استطلاع “القيادة التنفيذية في الذكاء الاصطناعي والبيانات” لعام 2025، الذي أطلقه راندي بين لأول مرة قبل أكثر من عقد، أن أكثر من 98 في المئة من المؤسسات قالت إنها تزيد من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي والبيانات، وأن ما يقارب 94 في المئة منها أفادت بأنها رصدت قيمة تجارية إضافية لاستثمارها في الذكاء الاصطناعي.
ومع إدراك المزيد من الشركات لقيمة الذكاء الاصطناعي، أصبح من الشائع أن تبحث عن مرشحين للوظائف يمتلكون مهارات معينة في استخدام الذكاء الاصطناعي، حتى لو كانوا يتقدمون لوظائف غير تقنية.
هانا كالهون، نائبة الرئيس في قسم الذكاء الاصطناعي في شركة “إنديد” Indeed المتخصصة في البحث عن الوظائف قالت في مقال حديث لصحيفة “واشنطن بوست”، “للأسف، لا يوجد معيار عالمي لمستوى الإلمام بالذكاء الاصطناعي”، مضيفة “ستستمر وتيرة بحث أصحاب العمل عن مهارات الذكاء الاصطناعي في التسارع”.
وكذلك نقلت “واشنطن بوست” عن وايد فوستر، المدير التنفيذي في شركة “زابيير” Zapier [المتخصصة في برامج منصات التكامل الرقمي المؤتمت بالذكاء الاصطناعي]، قوله “بالنسبة إلينا، الاقتدار يشكل المعيار. يتوجب عليك أن تمتلك ذلك الاقتدار كحد أدنى للتوظيف”.
وقد ضرب فوستر مثلاً على ذلك النوع من الاقتدار بموظف قسم التسويق الذي يسخر التكنولوجيا في كتابة تدوينات على منصات السوشيال ميديا، ولكنه يحررها بيده.
وقدّمت جوليا تشيك، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة “إيفرلي ويل” Everlywell للرعاية الصحية الرقمية ومقرها أوستن، مثالاً على كيفية استخدام المرشح للوظيفة لتجاربه الشخصية مع الذكاء الاصطناعي وتطبيقها على الدور الذي يسعى إليه.
قالت تشيك لصحيفة “واشنطن بوست” إن مرشحاً لوظيفة مدير وسائل التواصل الاجتماعي يمكنه أن يذكر كيف استخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في “كانفا” Canva أو “فوتوشوب” Photoshop لإنشاء صور ساخرة (ميمز)، ثم يشرح كيف يمكن للتكنولوجيا تسريع تطوير المحتوى لهذا المنصب.
وثمة أمل بالنسبة إلى الساعين للوظائف ممن تأخروا عن اللحاق بركب الذكاء الاصطناعي. إذ يقول بعض أصحاب العمل إنهم لن يستبعدوا المرشحين فقط بسبب نقص الخبرة في هذه التكنولوجيا، وفقاً لما ذكرته الصحيفة.
وكذلك نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن بلير سيسيل، المشاركة في قيادة مجموعة جذب المواهب العالمية في شركة الاستشارات الإدارية “ماكينزي وشركاه” McKinsey & Co، قولها “الأمر الأكثر أهمية يتمثل في الصفات المتصلة بالقدرة على التأقلم وذهنية التعلم. يتعلق الأمر بأناس مستعدين للفشل والنهوض من جديد”.