عالمي

مقترحات ضريبية جديدة قد تحول بريطانيا إلى مكان خطر للأثرياء

حذر المتخصصون في شؤون الضرائب من المقترحات الجديدة التي تدرسها وزارة الخزانة البريطانية التي قد تحد من قدرة الآباء على تقديم هدايا مالية غير خاضعة للضرائب بلا حدود لأبنائهم، وهو ما قد يجعل المملكة المتحدة “مكاناً خطراً” لعيش الأثرياء.

وتشير تقارير إلى أن مسؤولين حكوميين يدرسون تشديد القواعد المتعلقة بمنح الأموال والأصول، في محاولة لسد العجز الكبير في المالية العامة ضمن موازنة الخريف.

إلى ذلك، هاجمت زعيمة حزب “المحافظين” كيمي بادنوك تلك الخطوة، متهمة وزيرة الخزانة راشيل ريفز، بأنها تسعى إلى فرض ضرائب على “ما يتركه الآباء لأطفالهم لسداد ثمن إخفاقاتها”.

من جانبه، تعهد نائب رئيس حزب “UK Reform” ريتشارد تايس بإلغاء الضريبة المشار إليها، قائلاً “تسببت في ألم غير ضروري للأسر المكلومة وتثبط العمل الجاد والطموح وروح المجازفة”.

وقال مؤسس مؤسسة “تاكس بوليسي أسوشيتس” دان نيدل، لصحيفة الـ”تايمز”، إنه “على رغم أن الهجوم على ضريبة الميراث قد يبدو فكرة جيدة نظرياً، فإن من غير المرجح أن تتبناه ريفز في ظل المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى مزيد من إحجام الأثرياء عن الإقامة في بريطانيا”. وأضاف “التغييرات التي طاولت قواعد ضريبة الميراث ووضعية غير المقيمين في الموازنة الأخيرة أرسلت بالفعل رسالة سلبية للأثرياء، وهناك خطر كبير أن يتعرض حزب العمال لما يشبه الموت بألف جرح على يد الأثرياء القادرين على مغادرة بريطانيا”.

وقال نيدل “ستكون الرسالة الموجهة إلى غير المقيمين مفادها أنه ليس عليكم وحسب دفع ضريبة الميراث، بل لن تتمكنوا حتى من التحايل عليها عبر الهبات”، موضحاً “هذا سيجعل من بريطانيا مكاناً بالغ الخطورة بالنسبة إلى الأثرياء”.

لا أحد يعرف حجم الهبات

وأضاف أن “هذه الخطوة قد لا تساعد بالضرورة ريفز في تحقيق التوازن المالي، إذ سيكون من شبه المستحيل على مكتب مسؤولية الموازنة تقدير حجم العائدات التي قد يوفرها مثل هذا النوع الجديد من الضرائب”.

وتابع “لا أحد يعرف حجم الهبات التي يقدمها الناس حالياً، لذا لا توجد أية طريقة لحساب الإيرادات التي يمكن أن تحققها الضريبة نظرياً”، قائلاً “إذا كان هناك أمر واحد تكرهه الخزانة، فهو عدم معرفة أثر التغييرات الضريبية”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبه، قال المتخصص من معهد الدراسات المالية ديفيد ستورروك، إن “ريفز من غير المرجح أن تتمكن من جمع مبالغ كبيرة من ضريبة الميراث من دون أن تطاول الهبات الصغيرة التي يقدمها أصحاب الدخل المتوسط”.

لماذا تحتاج وزيرة الخزانة البريطانية إلى ضريبة الموت؟

وتدرس الخزانة إمكان تشديد القواعد التي تقلص تدرجاً الالتزامات الضريبية على الهبات الممنوحة في غضون سبعة أعوام قبل الوفاة، لكن ستورروك أشار إلى أن “الإيرادات المحصلة من الهبات في هذه الفترة ليست كبيرة، ولا أعتقد أنها ستكون مصدراً رئيساً للعوائد”.

ويقال أيضاً إن هناك تفكيراً بفرض حد أقصى مدى الحياة للهبات المعفاة من الضرائب، وأشار ستورروك إلى أن هذا الحد سيكون عليه أن يكون منخفضاً للغاية لتحقيق عوائد كبيرة، مشيراً إلى أن البيانات تظهر أن 90 في المئة من إجمال 14 مليار جنيه إسترليني (19 مليار دولار) من الهبات المقدمة سنوياً تقل قيمتها عن 20 ألف جنيه إسترليني (27.1 مليار دولار).

وأضاف “سيتعين أن يكون الرقم في حدود بضعة آلاف فقط إذا كنتم تريدون البدء في تحقيق إيرادات كبيرة”.

وقال ستورروك “الغالبية العظمى من الحالات تستخدم هذه الهبات لشراء منازل، وتحديداً للمساعدة في دفع الدفعة الأولى، وغالباً ما يحصل عليها أبناء الآباء الأكثر ثراء”، مستدركاً “لكنها تصل أيضاً إلى بعض الأشخاص العاديين، لذا فإن فرض حد أقصى قد يكون وسيلة لمنع الهبات مدى الحياة لتفادي بعض عناصر ضريبة الميراث، لكنه لا يبدو أنه سيحقق عوائد ضخمة ما لم يتم توسيع نطاق الهبات الخاضعة للضريبة بصورة كبيرة”.

من جانبها، قالت كيمي بادنوك إن “حزب (العمال) يريد مدخراتكم، ومعاشاتكم التقاعدية، ومنزلكم، والآن ما تتركونه لأبنائكم”، داعية إلى خفض الإنفاق بدلاً من زيادة الضرائب.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى