النفط يقفز بأكثر من 13 في المئة بعد ساعات من الهجوم الإسرائيلي على إيران

مع تفاقم حدة التوترات في الشرق الأوسط وعلى خلفية الهجوم الإسرائيلي على مواقع نووية في إيران، قفزت أسعار النفط بنسب قياسية في التعاملات المبكرة من الجمعة وذلك بعد الإعلان عن تنفيذ الهجوم، مما أثار مخاوف من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط التي قد تؤثر في إمدادات النفط، إذ ارتفع النفط بنسبة وصلت إلى 13 في المئة مع صعود خام “برنت” متجاوزاً 78 دولاراً للبرميل، مسجلاً أكبر مكاسب يومية منذ مارس (آذار) 2022 عندما شنت روسيا حربها على أوكرانيا، كذلك صعد خام “غرب تكساس” الوسيط بقوة.
وفي مذكرة بحثية حديثة، قال رئيس استراتيجية السلع في “آي أن جي غروب” وارن باترسون “لقد عدنا إلى بيئة من عدم اليقين الجيوسياسي المتصاعد، مما يترك سوق النفط في حال تأهب قصوى، ويدفعها إلى تسعير علاوة أخطار أعلى لأي تعطل محتمل في الإمدادات”.
وفي مؤشر إلى المخاوف من شح الإمدادات في الأجل القريب، تعمقت الفجوة الزمنية الفورية لعقود “برنت” (الفرق بين أقرب عقدين آجلين) في حال “باكورديشن”، وبلغ الفارق 2.08 دولار للبرميل، ارتفاعاً من 92 سنتاً الخميس. كما قفز الفارق بين عقد ديسمبر (كانون الأول) المقبل ونظيره لعام 2026 إلى أكثر من 2.35 دولار، من 50 سنتاً في وقت سابق، وقفزت تقلبات خيارات النفط إلى أعلى مستوى في ثلاثة أعوام.
كيف تتحرك أسعار النفط حال إغلاق مضيق هرمز؟
وفيما تواجه جميع الاقتصادات سواء المتقدمة أو الناشئة سلسلة من الأزمات بسبب حرب الرسوم والتعريفات الجمركية التي توسع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في فرضها، لكن ومع الهجوم الإسرائيلي على إيران، فمن المرجح أن تدخل اقتصادات المنطقة في عدد جديد من الأزمات الاقتصادية.
وفي أكثر من مرة، كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد هدد بشن ضربات على إيران إذا فشلت المحادثات النووية في التوصل إلى اتفاق. وقالت طهران، التي تؤكد أن نشاطها النووي لأغراض سلمية، إنها سترد على الهجمات بضرب قواعد أميركية في المنطقة. وزاد تصاعد التوتر مع إيران احتمالات اضطراب إمدادات النفط.
والأربعاء حذرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية من أن التوتر المتزايد في الشرق الأوسط ربما يصعد النشاط العسكري، مما قد يؤثر في حركة الملاحة في الممرات المائية الرئيسة.
وفي مذكرة بحثية حديثة، أشار بنك “جيه بي مورغان” إلى أن أسعار النفط قد ترتفع إلى ما بين 120 و130 دولاراً للبرميل في حال إغلاق مضيق هرمز، وهو سيناريو اعتبره البنك خطراً لكن احتمالاته منخفضة.
وقال المحلل في بنك “يو بي أس” جيوفاني ستونوفو “لا نزال أعلى مما كنا عليه قبل يومين، إذ يفضل بعض المضاربين البقاء على الحياد في ظل حال الضبابية”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مكاسب قوية للذهب وخسائر قاسية للعملات المشفرة
ومع هرب المستثمرين إلى الملاذات الآمنة ارتفعت أسعار الذهب وتستعد لتحقيق مكاسب أسبوعية، مستفيدة من التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط التي عززت الطلب على الأصول الآمنة.
وزاد الذهب في المعاملات الفورية بنحو 0.8 في المئة إلى مستوى 3412.29 دولار للأونصة، وصعد المعدن النفيس بنحو 3.1 في المئة حتى الآن هذا الأسبوع. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة بنحو 1.2 في المئة إلى 3384.40 دولار.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، فقد ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3 في المئة إلى 36.25 دولار للأونصة، وزاد البلاتين بنسبة 0.2 في المئة إلى مستوى 1297.72 دولار، في حين ارتفع البلاديوم بنسبة 0.6 في المئة إلى نحو 1062.35 دولار.
فيما ارتفع مؤشر الدولار الأميركي – الذي يقيس قيمته مقابل سلة من العملات الرئيسة – بنسبة 0.15 في المئة، إلى 98.05 نقطة.
وعلى صعيد العملات المشفرة، فقد انخفضت العملة الأقوى في سوق الكريبتو “بيتكوين” بنسبة 4.70 في المئة لتخسر أكثر من 5 آلاف دولار من قيمتها ليجري تداولها في صباح تعاملات الجمعة عند مستوى 103 آلاف دولار.
في السياق فقد انخفضت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية عقب الإعلان عن الهجوم الإسرائيلي على إيران. وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر “داو جونز” بنسبة 1.55 في المئة أو بمقدار 662 نقطة إلى 42336 نقطة.
فيما هبطت عقود مؤشر “أس أند بي 500” بنسبة 1.75 في المئة أو 104 نقاط إلى 5945 نقطة، وانخفضت عقود مؤشر “ناسداك 100” بنسبة اثنين في المئة أو 439 نقطة إلى 21493 نقطة.