حالات إفلاس الشركات ترتفع لأعلى مستوى لها منذ الأزمة المالية العالمية

دفعت أسعار الفائدة المرتفعة وزيادة مستويات الأسعار إلى زيادة حالات إفلاس الشركات إلى أعلى مستوياتها منذ الأزمة المالية في عام 2008.
ففي بريطانيا، أظهرت بيانات من دائرة “خدمة الإعسار” الوكالة التنفيذية التابعة لوزارة الأعمال والتجارة البريطانية ومقرها لندن، أن الربعين الثاني والثالث من هذا العام شهدا أعلى وأكبر حجم من حالات الإفلاس في البلاد منذ عام 2009، إذ تعرضت نحو 6319 و6208 شركة للإفلاس في الربعين الثاني والثالث من العام الحالي على التوالي.
إلى ذلك، قادت وتيرة أسعار الفائدة المرتفعة وارتفاع مستويات الديون والطلب المتشائم بما يعني زيادة كلفة المعيشة إلى تآكل الدخل الحقيقي، وتلك العوامل مجتمعة أجهدت الموارد المالية للشركات.
وأدى الوقف الاختياري لتدابير الإعسار خلال الجائحة إلى إبقاء الإجراءات منخفضة، لكن تدابير الحماية انتهت الآن، مما يعرض الشركات ذات الموازنات العامة الضعيفة إلى إجراءات الدائنين.
عاصفة كاملة من القضايا الاقتصادية
من جانبها، وصفت الرئيسة السابقة لهيئة الإعسار وإعادة الهيكلة التجارية في المملكة المتحدة، كريستينا فيتزغيرالد، ما يحدث بأنه “عاصفة كاملة من القضايا الاقتصادية”.
وتتزايد توقعات المتخصصين بتفاقم معدل النمو الاقتصادي الضعيف في بريطانيا مما يدفع البطالة إلى الارتفاع، فوفقاً لبيانات مكتب الإحصاءات الوطنية، توسع الاقتصاد بنسبة 0.3 في المئة في الربع الأخير من العام الحالي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في غضون ذلك توقع صندوق النقد الدولي أن ينمو اقتصاد البلاد بنسبة 0.5 في المئة و0.6 في المئة هذا العام والعام المقبل على التوالي.
وقالت الشريكة والرئيسة العالمية لإعادة الهيكلة في شركة “آشورست” للمحاماة، أولغا غالازولا لصحيفة “التايمز”، إنه “من الصعب النظر إلى أرقام الإعسار من دون رؤية خطر الركود يلوح في الأفق”.
حالات الإعسار
وتجنبت بريطانيا الركود حتى الآن بسبب الدعم الحكومي واستخدام الأسر للمدخرات التي جمعتها أثناء الإغلاق لتمويل الإنفاق، ومع ذلك، حذر اقتصاديون من أن النمو سيتدهور مع اجتياح تأثيرات رفع أسعار الفائدة من قبل “بنك إنجلترا” البلاد بوتيرة أسرع خلال العام المقبل.
ويعد المعدل المرتفع لحالات الإعسار أحد الأدلة التي يمكن أن تقنع لجنة السياسة النقدية في “بنك إنجلترا” بترك سعر الفائدة الأساس في المملكة المتحدة دون تغيير مرة أخرى غداً عند 5.25 في المئة.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أظهرت البيانات أن تضخم أسعار الغذاء انخفض إلى أدنى مستوى له في 15 شهراً.
وقال شريك استراتيجية التحول وإعادة الهيكلة في المملكة المتحدة في “إي واي- بارثينون” سايمون إيدل، “منذ الوباء كان نشاط الإعسار يتركز بصورة كبيرة بين الشركات الصغيرة، لكننا نشهد الآن نشاطاً متزايداً في السوق المتوسطة بسبب ضغوط الاقتصاد الكلي والتمويل”.
ومن الممكن أن تؤدي فترة التداول الاحتفالية المخيبة للآمال، التي تولد فيها شركات الترفيه والتجزئة والضيافة عادة معظم دخلها، إلى دفع حالات الإعسار إلى مستويات أعلى.
وعن ذلك قالت فيتزغيرالد “يبقى أن نرى ما إذا كانت فترة التداول في عيد الميلاد هذا العام ستكون بمثابة الضربة القاضية لهؤلاء الذين يكافحون”.
وعانت شركات التجزئة والترفيه من حالات الإفلاس أكثر من غيرها في جميع القطاعات في البلاد خلال العام الماضي.