خليجي

600 ألف لاجئ يفاقمون أعباء اقتصاد تشاد وسط مخاوف أمنية


تفاقمت أزمة الفقر والجوع في تشاد جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وإمدادات السوق الأقل من المتوسطة، واستمرار تعطيل التجارة عبر الحدود في الشرق، بسبب الصراع في السودان، وتأثير الصدمات المناخية.

وتوقع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن يعاني 3.4 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال موسم العجاف من يونيو حزيران إلى أغسطس آب المقبل، وهو أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي الشديد الذي سجلته البلاد في 2020، بزيادة تقدر بنسبة 240 في المئة.

ومع ذلك، فمن المرجح أن تؤدي الإجراءات الحكومية لمكافحة انعدام الأمن الغذائي إلى تخفيف التضخم الغذائي، ما يؤدي إلى انخفاض التضخم إلى 3.9 في المئة خلال العام الجاري، قبل أن يبلغ متوسطه 3.3 في المئة خلال الفترة بين عامي 2025 و2026، وفقاً للبنك الدولي.

وتواجه تشاد التي تقع في وسط إفريقيا، تحديات أمنية مرتبطة بالصراعات في البلدان المجاورة، فضلاً عن آثار تغيّر المناخ، لا سيما التصحر والجفاف.

ومع استمرار أزمة السودان والتدفق المستمر للاجئين والعائدين الجدد، تُقدّر حكومة تشاد بأن نحو 600 ألف شخص وصلوا إلى تشاد بحلول نهاية عام 2023، وفقاً لما نقله البنك الدولي.

نمو اقتصاد تشاد

ينتشر الفقر في تشاد، إذ يعيش 42.3 في المئة من السكان، أي نحو 5.4 مليون شخص، تحت خط الفقر.

ويظل الفقر المدقع مرتفعاً في البلاد، إذ ارتفع بشكل ملحوظ من 31.2 في المئة في عام 2018 إلى 34.9 في المئة في عام 2021، و35.4 في المئة خلال 2023، وفقاً للبنك الدولي.

وعلى الرغم من ذلك، أشار البنك إلى إمكانية نمو اقتصاد البلاد بنسبة 4.1 في المئة خلال العام الماضي، بما يعادل زيادة واحد في المئة لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.

ويعتمد اقتصاد تشاد إلى حد كبير على قطاع النفط، علماً أنه بدأ الإنتاج في عام 2003، بعد أن كان يعتمد بالأساس على الزراعة.

وفي عام 2020، أسهم قطاع النفط بنسبة 14.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وأكثر من 70.9 في المئة من صادراتها.

أما قطاع التعدين في تشاد، فهو قطاع حرفي يعتمد في الغالب على استغلال مواد البناء مثل الحصى والطين والرمل والحجر الجيري، وكذلك الملح الصخري والذهب.

وعلى الرغم من ذلك، فقد أسهم قطاع التعدين بما يقرب من 3.28 في المئة من فرص العمل في البلاد في عام 2020.

وحددت حكومة تشاد قطاع التعدين باعتباره قطاعاً استثمارياً ذا أولوية، وتسعى إلى تطوير صناعة التعدين الحرفي في تشاد حتى الآن باستخدام استثمار إكسون موبيل التحويلي كمثال تحتذيه شركات التعدين الأميركية.

ومنذ عام 2010، فقد أفاد مسح جيولوجي أجرته حكومة تشاد، بأن البلاد قد تحتوي على رواسب من الذهب والفضة والألماس والكوارتز والبوكسيت والغرانيت والقصدير والتنغستن واليورانيوم والحجر الجيري والرمل والحصى والكاولين والملح.

وبحلول عام 2018، بلغت صادرات الذهب وحده نحو 137 مليون دولار من تشاد، وفقاً لبيانات إدارة التجارة الدولية.

وتظهر معدات وآلات التعدين إمكانات تصدير واعدة، على الرغم من أن الطلب الكبير على هذه المنتجات يعتمد على بدء مشاريع التعدين الصناعية.

توقعات بتباطؤ النمو

مع عدم الاستقرار الأمني، وزيادة الاعتماد على عائدات النفط، توقع البنك تباطؤ هذا النمو، إلى 2.7 في المئة خلال العام الجاري، على أن يصل الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي إلى 3.4 في المئة.

ويعود هذا التباطؤ إلى الانخفاض المتوقع بنسبة 2 في المئة تقريباً في أسعار النفط العالمية، فضلاً عن انخفاض الاستثمار العام.

وخلال الفترة بين عامي 2025 و2026، توقع البنك أن يبلغ متوسط النمو 3.1 في المئة، على أن يصل نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي إلى 3.5 في المئة خلال الفترة ذاتها.

ويشكّل النفط 56 في المئة من إيرادات تشاد، لكن مع استمرارية الديون وتبعية البلاد للمساعدات الخارجية فقد أصبح اقتصاد تشاد هشاً ويشكّل خطورة كبيرة.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى