112.8 مليار ريال أرباح أرامكو خلال الربع الثاني .. آلية “الأداء” ترفع التوزيعات النقدية لمستوى تاريخي
تأثرت أرباح شركة الزيت العربية السعودية، أرامكو السعودية، مع استمرار تراجع أسعار النفط، إلا أن الشركة حققت تدفقات نقدية قوية مع تعزيز المركز المالي لها، إضافة إلى توزيع أرباح نقدية تاريخية للمساهمين والتي شملت آلية جديدة للتوزيع تعتمد على الأداء.
وبحسب رصد وحدة التقارير في “الاقتصادية”، استند إلى البيانات المالية للشركة، هبطت أرباح أرامكو الصافية خلال الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 37.9 في المائة، إلى 112.8 مليار ريال، مسجلة أكبر انخفاض ربعي منذ الربع الثالث من 2020، مسجلة بذلك أدنى أرباح فصلية في عامين.
هذه النتائج جاءت بشكل رئيس مع تراجع متوسط أسعار النفط خلال الفترة بنحو 30 في المائة، لتصل إلى 78.8 دولار للبرميل، مقارنة بنحو 113.2 دولار للبرميل خلال الفترة المماثلة من العام السابق.
عوامل أثرت في الأرباح
تأثرت نتائج أعمال أرامكو في المقام الأول بأسعار المواد الهيدروكربونية والمنتجات المكررة إضافة إلى الكميائيات، وحجم الكميات المبيعة.
بحسب بيان الشركة، فإن حالة الغموض التي تحيط بالاقتصاد العالمي أثر في أسعار المنتجات والضغوط على هوامش أرباح منتجات التكرير والكيميائيات.
ورغم تراجع أسعار النفط، إلا أن الشركة ترى أنها تتمتع بمميزات قوية تمكنها من التغلب على تقلبات الأسعار، من خلال التكلفة المنخفضة للإنتاج في قطاع التنقيب والإنتاج والتكامل الاستراتيجي مع قطاع التكرير والكيميائيات.
التدفق النقدي الحر
تراجعت التدفقات النقدية الحرة خلال الربع الثاني 33 في المائة لتصل إلى 86.8 مليار ريال، فيما تجاوزت تلك التدفقات التوزيعات الرئيسة للمساهمين بواقع 119 في المائة.
وأدى استمرار التدفق النقدي إلى انخفاض نسبة مديونية الشركة للفصل العاشر على التوالي لتصل إلى “10.5 في المائة”، مقارنة بنحو 7.9 في المائة للفترة المماثلة من العام السابق.
ونسبة المديونية، هي نسبة إجمالي القروض مخصوما منه النقد وما يماثله، أو إجمالي القروض مخصوما منه النقد وما يماثله مضافا إليه إجمالي حقوق الملكية.
توزيعات تاريخية بفضل الآلية الجديدة
أعلنت أرامكو السعودية في وقت سابق اعتماد آلية لتوزيع الأرباح على مساهميها مرتبطة بالأداء، وذلك إضافة إلى الأرباح الأساسية المستدامة والمتزايدة التي تقوم الشركة بتوزيعها حاليا والتي تنوي المحافظة عليها.
والشركة أعلنت توزيعات أرباح تخص الربع الثاني بقيمة 110.18 مليار ريال شملت 73.16 مليار ريال التوزيعات الأساسية، كذلك 37 مليار ريال التوزيعات المرتبطة بالأداء.
وإجمالي تلك التوزيعات تعد تاريخية للشركة منذ إدراجها في السوق، وهي تزيد 57 في المائة عن توزيعات الفترة المماثلة من العام الماضي.
وبحسب رصد “الاقتصادية” حول الزيادة المتوقعة في توزيعات العام الجاري كاملا، فمن المتوقع أن تزيد بنحو 40 في المائة على العام الماضي بعد الآلية الجديدة.
ووفقا لبيان الشركة، فإنها تستهدف أن تبلغ تلك الأرباح المرتبطة بالأداء ما نسبته 70 في المائة من التدفقات النقدية الحرة لكامل 2022 و2023 مجتمعة، وذلك بعد خصم توزيعات الأرباح الأساسية وأي مبالغ أخرى بما فيها الاستثمارات الخارجية، وتعتزم الشركة توزيع هذه الأرباح على فترة ستة أرباع، تبدأ من الربع الثالث 2023.
وبلغ صافي الدخل خلال النصف الأول من العام الجاري 232.4 مليار ريال.
وأشارت “أرامكو السعودية” إلى أن التدفقات النقدية من أنشطة التشغيل بلغت 126.1 مليار ريال في الربع الثاني، و274.7 مليار ريال في النصف الأول، في حين أن التدفقات النقدية الحرة بلغت 86.8 مليار ريال في الربع الثاني، و202.7 مليار ريال في النصف الأول.
من جهته، قال المهندس أمين الناصر رئيس “أرامكو السعودية” وكبير إدارييها التنفيذيين، “إن نتائجنا المالية القوية تعكس مرونتنا وقدرتنا على التكيف خلال تقلبات السوق، كما نواصل إظهار قدرتنا على المدى البعيد لتلبية احتياجات العملاء في مختلف أنحاء العالم بمستويات عالية من الموثوقية، وبالنسبة إلى مساهمينا، فإننا نعتزم البدء في توزيع أول أرباح مرتبطة بالأداء في الربع الثالث”.
وأضاف الناصر، “تظل نظرتنا على المدى المتوسط إلى البعيد دون تغيير، ومع الانتعاش المتوقع للاقتصاد العالمي على نطاق واسع، إلى جانب النشاط المتزايد في قطاع الطيران، فإن استمرار الاستثمارات في مشاريع الطاقة ستكون ضرورية لحماية أمن الطاقة”.
وأكد رئيس أرامكو السعودية مواصلة العمل في أكبر برنامج إنفاق رأسمالي في تاريخ الشركة، بهدف زيادة القدرة على إنتاج النفط الخام والغاز وتوسيع الأعمال في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق من خلال مشاريع البتروكيميائيات، مثل توسعة مصفاة ساتورب بقيمة 41.3 مليار ريال مع شركة توتال إنيرجيز، وذلك مما يعد ضروريا لتلبية الطلب في المستقبل.
وقال، “لا نزال متفائلين بشأن إمكانات التقنيات الجديدة لتقليل الانبعاثات من أعمالنا التشغيلية، وأن شحنات الأمونيا الزرقاء الأخيرة إلى آسيا تسلط الضوء على اهتمام السوق المتزايد بإمكانات حلول الطاقة البديلة منخفضة الكربون”.
وحدة التقارير الاقتصادية
Source link