عالمي

“ميتا” تحلم بمساعد شخصي يفهمك ويعيش معك

يواصل الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا” مارك زوكربيرغ، ضخ مليارات الدولارات في جهود الشركة لتوسيع قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، بهدف تطوير ما يعرف بـ”الذكاء الفائق” أي الذكاء الاصطناعي الذي يتجاوز القدرات البشرية.

في منشور عبر منصة “ثريدز”، كشف زوكربيرغ عن خطط لإنفاق مئات المليارات من الدولارات لبناء عدد من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي الضخمة في أنحاء الولايات المتحدة، من بينها مركز سيبدأ العمل فيه اعتباراً من العام المقبل.

وأحد هذه المراكز، والذي يطلق عليه اسم “هايبريون”، سيصل لاحقاً إلى قدرة تشغيلية تبلغ 5 غيغاواط (أي 5 مليارات واط) وهي كمية كافية من الطاقة لتشغيل نحو 800 ألف منزل.

مواهب الذكاء الاصطناعي

لكن الأمر لا يقتصر على مراكز البيانات فحسب، إذ يقوم زوكربيرغ أيضاً بإنفاق مبالغ ضخمة على استقطاب نخبة من مواهب الذكاء الاصطناعي، ففي يونيو (حزيران) الماضي، استثمرت “ميتا” 14.3 مليار دولار في شركة “سكيل أي آي”، وعينت مديرها التنفيذي ألكسندر وانغ.

واستعانت بالشخصيات البارزة مثل الرئيس التنفيذي السابق لـ”جيت هاب” نات فريدمان، والرئيس التنفيذي لشركة “ساف سوبر انتيليجنت” دانييل غروس، إضافة إلى استقطاب رئيس وحدة نماذج الذكاء الاصطناعي في شركة “أبل” روومينغ بانغ.

ووفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال”، تمكنت “ميتا” أيضاً من جذب باحثين من شركة “أوبن أي آي”، وهم لوكاس باير، وألكسندر كوليسنيكوف، وشياوخوا زهاي.

إيقاف نموذج عملها

كل هذه التحركات تأتي في ظل سعي ميتا إلى استعادة ريادتها في سباق الذكاء الاصطناعي، بعد أن اضطرت إلى إيقاف العمل موقتاً على نموذجها Llama 4 الضخم، بينما تسعى لتحسين أدائه ليتماشى مع النماذج المتقدمة التي تقدمها شركات مثل “أوبن أي آي” و”غوغل”.

ويقول  رئيس قسم أبحاث التكنولوجيا في شركة “دافيسون” جيل لوريا “يعتقد زوكربيرغ أنه من الضروري جداً امتلاك أحد النماذج الرائدة، لقد أعاد بناء الفريق ليستقطب المواهب اللازمة، وسيمضي قدماً في الاستثمار في البنية التحتية الحاسوبية اللازمة لتحقيق ذلك، وبالنسبة لميتا، فإنها مقامرة لا يمكن أن تخسرها”.

ذكاء فائق… لكن شخصي

يختلف توجه “ميتا” في الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة عن منافسيها مثل “أوبن أي آي” و”أنثورابك” و”بريكسبيليتي” و”إكس أي آي”، وحتى “مايكروسوفت” و”غوغل”.

فبدلاً من استخدام التكنولوجيا للإجابة عن أسئلة كونية أو دعم تطبيقات المؤسسات والخدمات السحابية، يقول زوكربيرغ إن الشركة تهدف إلى بناء ما يسميه “الذكاء الفائق الشخصي”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي مقابلة مع منصة “ذي إنفورميشن” خلال برنامج “تي آي تي في”، أوضح زوكربيرغ أن هذا الذكاء الفائق سيكون مصمماً لحل مشكلات يومية بسيطة للمستخدمين، قائلاً

“مهمتنا في المختبر هي إيصال الذكاء الفائق الشخصي إلى كل فرد في العالم، حتى نضع هذه القوة بين يدي كل شخص، هذا مختلف عما تفعله المختبرات الأخرى، إنها التقنية الأهم في حياتنا مستقبلاً”.

غموض الرؤية

وعلى رغم أن هذا التصور يبدو غامضاً ويخلو من أمثلة واقعية عن كيفية تأثير هذا الذكاء في حياتنا اليومية أو كيفية استخدامه، فقد أشار زوكربيرغ إلى أن هذه التكنولوجيا ستدعم خوارزميات التوصية في “ميتا”، وقدرات الإعلان، والأهم من ذلك، برنامج النظارات الذكية التابعة للشركة.

وأضاف “ما زلت أعتقد أن النظارات الذكية ستكون الصورة الأمثل لتجربة الذكاء الاصطناعي، فهي ترى ما تراه وتسمع ما تسمعه، ويمكنك التحدث إليها طوال اليوم”.

وتراهن “ميتا” على أن النظارات الذكية ستكون الجيل القادم من الأجهزة الاستهلاكية بعد الهواتف الذكية، وتعمل الشركة حالياً على تطوير نظارات ذكية مستقلة لا تحتاج إلى الاتصال بهاتف ذكي لتشغيل التطبيقات أو البرامج. وهو ما من شأنه أن يمنح “ميتا” استقلالية عن متاجر التطبيقات التابعة لشركتي “أبل” و”غوغل”، ويمنحها سيطرة أكبر على منتجاتها وهو هدف طويل الأمد بالنسبة إلى الشركة.

الإنفاق الهائل جزء من الخطة

لتحقيق هذه الرؤية، تحتاج “ميتا” إلى إنفاق مبالغ طائلة وهو ما تقوم به حالياً من دون تردد، ويقول المحلل في شركة “كرييتيف استراتيجيز” بن جاجارين “بصورة عامة، هذا يعكس مدى الطلب الكبير على مهندسي الذكاء الاصطناعي وصعوبة الاحتفاظ بالمواهب الجيدة”، مضيفاً “حرب المواهب في الذكاء الاصطناعي معركة شرسة، ومن الصعب رؤية تباطؤها قريباً، والحقيقة، حتى المال قد لا يكون كافياً للاحتفاظ بالمواهب، لذا قد نشهد أيضاً معدلات دوران عالية”.

ويأتي هذا الإنفاق الكبير في وقت تسعى “ميتا” إلى تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة جديدة.

ويقول لوريا “في العام الماضي، عندما قدموا نموذج Llama 3، كان من بين أقوى النماذج المتقدمة آنذاك، لكن بحلول الوقت الذي طرحوا فيه Llama 4، لم يكن على المستوى المطلوب، ولم يكن من بين الأفضل، ولهذا قرر زوكربيرغ مضاعفة جهوده وإعادة تشكيل الفريق المسؤول عن الذكاء الاصطناعي في ميتا وهو ما فعله بشكل غير مسبوق خلال الأسابيع القليلة الماضية”.

والآن، يبقى على زوكربيرغ أن يثبت أن كل هذا الإنفاق سيؤتي ثماره، وأن رؤيته نحو “ذكاء فائق شخصي” ستتحقق.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى