عالمي

منتدى “دافوس” يستعد للانطلاق وسط عالم يموج بالأزمات

ينطلق الاجتماع السنوي الـ54 للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا في الفترة بين الـ15 والـ19 من يناير (كانون الثاني) الجاري.

وهذا العام اتخذ الحدث العالمي شعاراً رئيساً هو “إعادة بناء الثقة” لتسليط الضوء على أهمية العمل الدولي المشترك في مجابهة التحديات الإنسانية والمناخية والاجتماعية والاقتصادية.

وتهدف اجتماعات دافوس إلى استعادة القدرة الجماعية وتعزيز المبادئ الأساسية للشفافية والاتساق والمساءلة بين القادة، ويحث على روح “العودة للأساسات” المتمثلة في الحوار المفتوح والبناء بين قادة الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني.

والهدف الرئيس هو المساعدة في ربط النقاط داخل بيئة متزايدة التعقيد وتوفير البصيرة من خلال تقديم أحدث التطورات في العلوم والصناعة والمجتمع.

وسيرحب الاجتماع السنوي هذا العام بأكثر من 100 حكومة وجميع المنظمات الدولية الكبرى وشركاء المنتدى الـ1000، إضافة إلى قادة المجتمع المدني والخبراء وممثلي الشباب وأصحاب المشاريع الاجتماعية.

مشاركة سعودية رفيعة

وتشارك السعودية بوفد رفيع المستوى في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2024، يترأسه وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان.

وسيناقش الوفد السعودي خلال مشاركته في المنتدى أبرز التحديات الراهنة وأهمية معالجتها عبر تعزيز التعاون الدولي ودعم التكامل الاقتصادي واستدامة الموارد والاستفادة من الابتكار والحلول التقنية، إلى جانب ضرورة استكشاف الفرص التي تتيحها التقنية الناشئة وتأثيرها في عملية صنع السياسات والقرارات في المجتمع الدولي.

وسيسلط الوفد الضوء على التقدم الذي تم إنجازه في إطار “رؤية السعودية 2030” ومسيرة التحول والتنمية التي تشهدها الرياض في مختلف المجالات والفرص الاستثمارية المتاحة في عدد من القطاعات التي تستهدف الوصول إلى اقتصاد مزدهر ومتنوع ومنفتح على فرص التعاون المشترك.

ويشارك الوفد خلال المنتدى بخبراته في تحسين القدرة التنافسية وتعزيز جاذبية الرياض كوجهة للاستثمار الخاص والأجنبي، ويستعرض كذلك أفضل الحلول والممارسات التي طورتها البلاد لتعزيز مرونة الاقتصاد وتحقيق الاستدامة المالية بما يتلاءم مع طموحاتها للتنويع الاقتصادي والنمو المستدام.

4 قضايا ملحة تتصدر أجندة دافوس

ويركز الاجتماع السنوي في دافوس هذا العام على أربع قضايا رئيسة وهي تحقيق الأمن والتعاون في عالم ممزق، وخلق النمو وفرص العمل لعصر جديد، والذكاء الاصطناعي كقوة دافعة للاقتصاد والمجتمع واستراتيجية طويلة المدى للمناخ والطبيعة والطاقة.

أما بالنسبة إلى قضية تحقيق الأمن والتعاون في عالم ممزق، فسيناقش المنتدى الاقتصادي العالمي كيفية التعامل بفاعلية مع الأزمات الأمنية مثل الوضع الحالي في الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه وضع الأرضية تحت قوى التجزئة البنيوية، وكيف يمكن تحديد المجالات التي يكون فيها التعاون ضرورياً لضمان سيناريو مربح لجميع الأطراف المعنية.

والعام الماضي في دافوس، كانت كلمة “تعدد الأزمات” تتردد على شفاه الجميع بينما كان الزعماء يتداولون الأزمات المتتالية والمترابطة في تلك اللحظة. واليوم، يوجه دافوس انتباهه إلى الأزمات الجديدة مع أن الأزمات القديمة لا تزال قائمة.

قضايا موضع تركيز حاد

ويقول القائمون على المنتدى الاقتصادي العالمي إن الصدوع الجيوسياسية وأزمة كلف المعيشة المنتشرة وهشاشة الطاقة والأمن الغذائي، وبالطبع حال الطوارئ المناخية المتزايدة الشدة، لا تزال موضع تركيز حاد. ومع أن الصراعات المدمرة ظلت معزولة نسبياً، إلا أنها لا تزال تشتعل ولا تزال الاضطرابات المالية تشكل مصدر قلق على رغم تمكن الاقتصاد العالمي من تجنب الركود، متسائلين إن كان عام 2024 سيكون في فترة “أزمة دائمة”؟ أم أنه سيكون وقت الحل والتعافي؟

خلق النمو وفرص العمل لعصر جديد

أيضاً ستتناول الاجتماعات السنوية في دافوس السويسرية كيفية جمع الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني حول إطار اقتصادي جديد لتجنب عقد من النمو المنخفض ووضع الناس في قلب مسار أكثر ازدهاراً، إلى جانب كيفية تعظيم أوجه التآزر، إذ يبدو أن التدابير التقليدية تفشل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة للاقتصاد والمجتمع

وسيركز المنتدى الاقتصادي العالمي هذا العام أيضاً على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق الفائدة للجميع وكيفية إيجاد توازن في المشهد التنظيمي المتباين بين الابتكار والأخطار المجتمعية وكذلك كيفية تفاعل الذكاء الاصطناعي مع التقنيات التحويلية الأخرى، بما في ذلك الجيل الخامس والسادس للتقنيات والحوسبة الكمومية والتكنولوجيا الحيوية.

استراتيجية طويلة المدى للمناخ والطبيعة والطاقة

ويضع دافوس هذا العام السؤال الأبرز أمام قادة العالم عن كيفية تطوير نهج نظامي طويل الأجل لتحقيق أهداف عالم محايد للكربون وإيجابي للطبيعة بحلول عام 2050 مع توفير إمكان الحصول على الطاقة والغذاء والمياه بأسعار معقولة وآمنة وشاملة، وكيفية الموازنة بين هذه المقايضات لتحقيق الإجماع الاجتماعي.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى