عالمي

مصر تفلت من تخفيف الأحمال على رغم الاستهلاك القياسي للكهرباء

واصلت الأحمال الكهربائية ارتفاعها، وحققت رقماً قياسياً جديداً لم تصل إليه من قبل في مصر، وتواصل الشبكة الكهربائية الموحدة نجاحها في استيعاب ارتفاع الأحمال والزيادة في الاستهلاك، الذي ارتفع بمعدل 600 ميغاوات مطلع الأسبوع الجاري.

وبلغ الحمل الأقصى للشبكة الكهربائية الموحدة الأحد نحو 39400 ميغاوات، علماً أن الحمل الأقصى بلغ السبت الماضي نحو 38800 ميغاوات، وهو أعلى حمل وأقصى استهلاك جرى تحقيقه على مدار تاريخ الشبكة القومية للكهرباء، طبقاً لتقارير المركز القومي للتحكم في الطاقة.

يأتي نجاح الشبكة الكهربائية في استيعاب الأحمال غير المسبوقة بفضل الالتزام بتنفيذ الخطة العاجلة على مدار العام الماضي، لتحسين معدلات الأداء وتحقيق كفاءة التشغيل وتطبيق برامج الصيانة طبقاً للأكواد العالمية ومعايير الجودة، مما انعكس فى اجتياز اختبارات غير مسبوقة واستيعاب ارتفاع الأحمال الكهربائية والزيادة الكبيرة في الاستهلاك على مدار الأيام الماضية التي بلغت ذروتها الأحد.

ماذا وراء الارتفاعات غير المسبوقة في استهلاك الكهرباء؟

وكشفت تقارير المركز القومي للتحكم عن أن مؤشرات الزيادة اليومية في استهلاك الكهرباء وارتفاع الأحمال غير مسبوقة في هذا التوقيت من العام، ولم ترصد من قبل بهذه الكيفية على مدار السنوات الماضية، إذ سجل أقصى حمل العام الماضى ليوم واحد فقط، الذي بلغ وقتها 38000 ميغاوات، وكان بسبب موجة شديدة الحرارة تعرضت لها البلاد.

وواصلت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة وأجهزتها المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن وسلامة الشبكة الموحدة وتأمين التغذية الكهربائية للاستخدامات، وتتابع وزارة الكهرباء مجريات خطة العمل ورفع درجة الاستعداد على مستوى المنظومة الكهربائية “إنتاجاً ونقلاً وتوزيعاً”، وتكثيف فرق الدعم الفني والطوارئ والمتابعة والصيانة، وأطقم السلامة والصحة المهنية، ولجان المرور والتفتيش من الوزارة والشركة القابضة لكهرباء مصر، بهدف استقرار الشبكة وتأمين التغذية الكهربائية واستمرارية التيار الكهربائي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد وزير الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة محمود عصمت استمرار المتابعة الدقيقة للشبكة الكهربائية على مختلف الجهود، وأهمية الوجود الدائم لرؤساء الشركات ومسؤولي قطاعات التشغيل والصيانة على رأس العمل، والحرص على التواصل مع المشتركين من خلال المنظومة المتكاملة للشكاوى وتلقي البلاغات، وسرعة الاستجابة والمتابعة والتحقق من إزالة سبب الشكوى.

وأوضح أن الالتزام بمعايير الجودة وبرامج الصيانة طبقاً للتوقيتات والخطة الزمنية المحددة وتطبيق أنماط التشغيل الجديدة زاد من قدرة الشبكة الموحدة على استيعاب الأحمال ومعدلات الاستهلاك غير المسبوقة، مشيراً إلى مواصلة العمل على الارتقاء بمستوى الخدمات الكهربائية المقدمة.

مخاوف من تجدد أزمة تخفيف الأحمال

وقبل أيام، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر، تأمين احتياجات قطاع الكهرباء من الوقود والغاز خلال الأيام الماضية، التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة، وذلك نتيجة سيناريوهات تشغيل الشبكة القومية والمناورات التشغيلية التي وضعت لمواجهة حالات الطوارئ.

وخلال الصيف الماضي، واجهت مصر زيادة كبيرة في استهلاك الكهرباء مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ولجأت إلى سياسة تخفيف الأحمال لتقليل الضغط على محطات الكهرباء وتقليص استهلاك الوقود. وكشف وزير البترول المصري المهندس كريم بدوي عن تنسيق وتعاون مستمر بين وزارتي البترول والكهرباء، من خلال فرق عمل مشتركة تعمل على مدار الساعة لتحديد احتياجات قطاع الكهرباء من الغاز وضمان تلبيتها، اعتماداً على شحنات الغاز المسال المستورد التي جرى الاتفاق عليها.

وشدد وزير البترول المصري على أن حكومة بلاده بجميع جهاتها المعنية تواصل جهودها المتكاملة لتأمين احتياجات السوق المحلية من الوقود والغاز الطبيعي، بما يضمن استقرار منظومة الطاقة وخدمة أهداف التنمية الاقتصادية.

وقال إن وزارته تمضي بخطى ثابتة في تنفيذ خطتها لضمان استدامة توفير الغاز الطبيعي لتلبية احتياجات السوق المحلية في مقدمها قطاع الكهرباء والقطاعات الصناعية، خصوصاً مع الارتفاع الملاحظ في الأحمال الكهربائية خلال أشهر الصيف التي تشهد موجات حرارة مرتفعة تصاحبها زيادة كبيرة في معدلات استهلاك الوقود والغاز.

ومنذ الخميس، بدأت مصر تسجيل أكبر أحمال كهربائية في تاريخ البلاد، إذ بلغ الحمل الأقصى 37600 ميغاوات، وفقاً لما أظهرته شاشات المركز القومي للتحكم في الطاقة. جاء ذلك في ظل ارتفاع غير مسبوق في معدلات استهلاك الكهرباء، بزيادة يومية بلغت نحو 500 ميغاوات خلال الفترة الماضية، بالتزامن مع موجة شديدة من ارتفاع درجات الحرارة التي تضرب البلاد.

وعلى رغم هذا الارتفاع القياسي، نجحت الشبكة الكهربائية في استيعاب الأحمال الزائدة، بما يعكس مرونة المنظومة وكفاءتها في التعامل مع الظروف الاستثنائية، بخاصة مع مؤشرات الزيادة اليومية في استهلاك الكهرباء التي جاءت غير معتادة في هذا الوقت من العام.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى