تدخل شروط الدخول الجديدة الصارمة للبريطانيين المسافرين إلى الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ في الخريف المقبل، مما يثير المخاوف من طوابير ضخمة على الحدود.
سيطلب من الركاب تسجيل بصمات أصابعهم والتقاط صورهم بمجرد إطلاق نظام الدخول/ الخروج الجديد (EES) في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ويقدر المسؤولون في نفق القنال الإنجليزي الذي يربط الأراضي الفرنسية بالبريطانية، أن متوسط الوقت اللازم لعبور السيارة عبر الحدود الفرنسية سيرتفع من أقل من دقيقة واحدة إلى ما بين خمس وسبع دقائق، وهناك أيضاً مخاوف في شأن الاختناقات في ميناء دوفر ومحطة يوروستار في لندن.
وكان من المقرر إطلاق النظام الجديد، الذي سينطبق على جميع حاملي جوازات السفر من خارج الاتحاد الأوروبي، في مايو (أيار) القادم، ولكن تم تأجيله بسبب مشكلات في تكنولوجيا المعلومات، وقوبل بضغوط مكثفة من قبل المسؤولين الفرنسيين الذين لم يرغبوا في تطبيق المخطط البيروقراطي خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في العام المقبل.
جرى تحذير المصطافين من توقع تأخيرات طويلة، بخاصة في الموانئ البريطانية ويوروستار، إذ تقترن الضوابط الحدودية بإجراءات الهجرة الفرنسية التي تنفذ على أراضي المملكة المتحدة.
أول زيارة إلى أوروبا
تلتقط القياسات الحيوية للإصبع والصورة في أول زيارة للراكب إلى الكتلة الأوروبية بعد تاريخ المحدد في أكتوبر المقبل، ومن ثم يتم التحقق من واحدة منها في كل إدخال لاحق.
وقالت شركة “جيتلينك” التي تدير نفق القناة، إنها تبني منطقة معالجة جديدة في موقعها بمنطقة كينت لمعالجة حاملي جوازات السفر من خارج الاتحاد الأوروبي.
وسيتعين على الركاب الخروج من سياراتهم واستخدام محطات كمبيوتر جديدة لتسجيل القياسات الحيوية الخاصة بهم، وبمجرد الانتهاء فقط، سيتمكنون من التوجه إلى أكشاك مراقبة الحدود الفرنسية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال رؤساء “جيتلينك”، إن المنشآت الجديدة ستتكلف 67 مليون جنيه استرليني (84.8 مليون دولار) لتركيبها وستكون قادرة على معالجة عبور 500 سيارة في الساعة، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للنفق في الساعة 840 سيارة.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، كريستيان ويغاند، إن الدول الأعضاء تعمل “لضمان أن يكون كل شيء جاهزاً للإطلاق الناجح لخدمة نظام الدخول/ الخروج الجديد EES”.
وعلمت صحيفة “التايمز”، أن الدول الأعضاء أخبرت بالتأكد من أن الأنظمة جاهزة للعمل بحلول نهاية يوليو (تموز) القادم، وسيكون النظام ساري المفعول في جميع دول الاتحاد الأوروبي وأيسلندا والنرويج وسويسرا وليختنشتاين، باستثناء قبرص وإيرلندا.
ويخشى مديرو النقل أن يكون تأثير نظام الدخول/ الخروج الجديد EES، أكبر في دوفر، الميناء الأكثر ازدحاماً في المملكة المتحدة، حيث المساحة محدودة إلى حد كبير.
اضطراب كبير لفترة طويلة
وقال الرئيس التنفيذي لميناء دوفر، دوج بانيستر، في وقت سابق للصحيفة، إن المخطط يمكن أن يسبب “اضطراباً كبيراً ومستمراً لفترة طويلة جداً”، محذراً من خطورة نزول الركاب من سياراتهم في “الممرات الحية” على الحدود الفرنسية.
وتخطط دوفر لتوسيع الميناء إلى البحر لتوفير مساحة لاستيعاب الأكشاك والمحطات الجديدة، على رغم عدم منح الموافقة بعد، وشهدت المدينة أكثر أيامها ازدحاماً منذ ما قبل الوباء، إذ وصلت 800 سيارة كل ساعة خلال أوقات الذروة.
ويصف الاتحاد الأوروبي، نظام الدخول/ الخروج الجديد EES بأن “نظام تكنولوجيا معلومات آلي لتسجيل المواطنين من خارج الاتحاد، الذين يسافرون لإقامة قصيرة، في كل مرة يعبرون فيها الحدود الخارجية للدول الأوروبية”، وهو مصمم لجعل حدود الاتحاد أكثر أمناً في مواجهة التهديدات الإرهابية.
وقال الاتحاد الأوروبي، إن النظام مصمم لتوفير الوقت من طريق استبدال “الختم الرطب” لجوازات السفر، وسيتم تطبيقه على جميع الوافدين من خارج الكتلة. وشارك المسؤولون البريطانيون في محادثات مبكرة حول المخطط عندما كانوا لا يزالون دولة عضواً.
تصريح سفر إلكتروني
لن تكون هناك تغييرات بالنسبة إلى الوافدين من الاتحاد الأوروبي إلى المملكة المتحدة، على رغم أنه لم يعد مسموحاً لهم بالدخول باستخدام بطاقة الهوية أو جواز السفر فقط، فبحلول عام 2025، سيطلب من حاملي جوازات السفر في الاتحاد الأوروبي التقدم بطلب تصريح السفر الإلكتروني الجديد (ETA) في المملكة المتحدة قبل المغادرة، ومن المقرر أيضاً إطلاق خطة جديدة للإعفاء من التأشيرة في العام المقبل. وكانت بروكسل تستعد لتقديم نظام معلومات السفر والترخيص الأوروبي (Etias) اعتباراً من الشهر الماضي، لكن ذلك تأخر أيضاً.
وبموجب المخطط الجديد الثاني، سيطلب من الوافدين من خارج الاتحاد الأوروبي تقديم طلب عبر الإنترنت قبل السفر، وسيكلف سبعة يورو (7.65 دولار) ويستمر لمدة ثلاثة أعوام أو حتى تنتهي صلاحية جواز السفر، أيهما يأتي أولاً.
وسيعمل بشكل مشابه للنظام الأميركي Esta (النظام الإلكتروني لتصريح السفر)، الذي يمنح عديداً من المصطافين الدخول من دون تأشيرة إلى الولايات المتحدة، مع حث المسافرين على التقديم قبل 96 ساعة في الأقل من المغادرة لإتاحة الوقت اللازم.
