عالمي

متى أصبح عمر 57 سنة أكبر من أن يوظف وأصغر من أن يتقاعد؟

تقدمت بطلب للحصول على وظيفة في الأسبوع الماضي. كنت أعتقد بأنها مثالية تماماً لي وأن مهاراتي ستتناسب بشكل طبيعي مع الدور. لكن وأنا أوشك على النقر على زر “الإرسال”، طرأت في بالي الفكرة المعتادة لدى أي شخص يفوق سنه الـ50 ويبحث عن وظيفة: “لن أحصل على هذه الوظيفة– أنا أكبر سناً مما ينبغي”.

لذلك ارتحت حين اكتشفت أنني لست وحدي المصابة ببارانويا العمر، إذ تبين في تقرير نشره موقع التوظيف الإلكتروني “توتال جوبز” أن التمييز على أساس العمر منتشر في قطاع التوظيف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد أجري استطلاع شمل 750 إدارة من إدارات الموارد البشرية و4 آلاف عامل، وجاءت بعض النتائج تمييزية على أساس العمر في صورة صادمة – أبرزها أن متوسط العمر الذي يعد فيه العاملون “أكبر ما يجب” للحصول على وظيفة هو 57 سنة، إذ أقر ثلثا المسؤولين في إدارات متخصصة بالموارد البشرية بأنهم يبلورون افتراضات حول العاملين الأكبر سناً، وبأن كثيراً منهم يتعرضون إلى ضغوط لتوظيف أشخاص أصغر سناً.

إنه “هرب لوغان” – فيلم الخيال العلمي الذي يقتل فيه أي شخص يتجاوز الـ30 – يصبح حقيقة. لكن بما أن الفيلم أنتج عام 1976، فاتت هذه الملاحظة مسؤولين كثراً في إدارات الموارد البشرية، ربما يعدون موسيقى منتصف العقد الأول من القرن الـ21 “كلاسيكية”.

إنني أمزح، لكنني أشعر بالرعب إزاء هذه الإحصاءات – بيد أنني لست مدهوشة فعلاً.

أنا وأصدقائي نعلم أن عالم التوظيف يعتبرنا أشخاصاً يرتدون سراويل مرنة ويتناولون حلوى “ويرذرز أوريجينال”، إذ رأيت إعلانات عن وظائف تحدد أنها تريد “شخصاً ضليعاً رقمياً” سيعجبه وجود طاولة بلياردو في المكتب وتوزيع بيرة مجانية أيام الجمعة. هذا بالفعل تمييز على أساس العمر وغير قانوني – لكنني أشك في أن كثيراً من المسؤولين عن التوظيف يعدونه كذلك. لا يعني مجرد أنني تعلمت الكتابة (الكتابة!) على آلة كاتبة ضخمة تنبثق من مكتب خشبي كبير أنني أصبحت عديمة الجدوى.

لم يكن مفيداً أيضاً أن محكمة عمل أمرت في وقت سابق من هذا العام “آيج يو كاي”، المؤسسة الخيرية التي تعنى بكبار السن، بدفع تعويض إلى طالب عمل لديها يبلغ عمره 58 سنة بعد تعرضه لمضايقة على أساس العمر. إذا كانت مؤسسة كهذه لا تستطيع التعامل مع الأمر كما يجب، فأي أمل يعلق على ترحيب مؤسسات أخرى بعاملين أكبر سناً؟

على رغم أن متوسط عمر الكتلة السكانية في المملكة المتحدة يزداد، يبدو أن الحكومة لا تملك خططاً لمساعدة العاملين الأكبر سناً في العثور على وظائف مرضية من خلال تشجيع الشركات على توظيفنا، لكن من الواضح أن أصحاب العمل لن يفعلوا ذلك بأنفسهم. أشعر بالتأكيد بأن كثيراً من الأشخاص الأصغر سناً يرون أن أي شخص يبلغ ما يقرب الـ60 يملك أموالاً كثيرة، وقد سدد رهنه العقاري، ويستمتع برحلات بحرية تنظمها شركة “ساغا” ويستعد للاستمتاع بالمزايا الخاصة بمعاش تقاعدي ضخم.

لسنا جميعاً كذلك. لا تزال أمامي سنوات لأستكمل دفع رهني العقاري، وليس لدي شريك يشاركني الكلفة المترتبة على تمضية ثلاثة أيام في روما، ولن يبدأ صرف معاشي الحكومي قبل ثماني سنوات أخرى. إن عملي حتى النهاية ضرورة مالية.

كذلك أرغب في العمل. لا أزال مليئة بالأفكار والحماسة كما كنت دائماً، وأتعلم كثيراً من العمل مع زملاء أصغر سناً، لكنني أخشى أن مكان العمل أصبح منطقة مخصصة لمن هم دون الـ40، ولا سيما مع كشف تقرير “توتال جوبز” أن ما يقارب نصف من شملهم الاستطلاع يعتقدون أن العاملين الأكبر سناً قد لا يكونون مناسبين “ثقافياً” لشركاتهم. حسناً، عذراً لأنني امتلكت يوماً ما قميصاً لفرقة “باي سيتي رولرز”.

في الوقت الحالي، سأستمر في استثناء عمري من سيرتي الذاتية، وأحاول تلخيص ثلاثة عقود من الوظائف المثيرة في استمارة التقدم إلى عمل، وآمل في أن يدرك أصحاب العمل في النهاية أن بلوغ الـ57 لا يعني “الموت”.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى