عالمي

سوق النفط .. التجار يخفضون رهاناتهم الصعودية وسط مخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي

ارتفعت أسعار النفط الخام، بعد التعافي من عمليات البيع المكثفة، التي شهدتها السوق الأسبوع الماضي، حيث سجل خلالها الخام الأمريكي تحديدا أدنى مستوى له منذ أواخر 2021.
وتترقب السوق التقرير الشهري لمنظمة “أوبك”، الذي من المقرر أن يصدر غدا الخميس، كما يظل مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي اليوم هو محور التركيز الأوسع من السوق النفطية.
وقال لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون إن التجار يترقبون صدور بيانات التضخم الأمريكية لأبريل، التي تعطي مؤشرات للتجار حول احتمالات رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة.
ولفت المحللون إلى أن المخاوف بشأن الاقتصاد وتوتر القطاع المصرفي الأمريكي أديا إلى خفض تجار النفط رهاناتهم الصعودية على النفط الخام.
وأكدوا أن بيانات الاقتصاد في الولايات المتحدة ووتيرة التعافي الصيني واجتماع “أوبك +” المقبل في أوائل يونيو ستحدد مصير أسواق النفط خلال الفترة المقبلة، في حين أن عمليات التشغيل البنكية الجديدة قد تفسد المعنويات سريعا مرة أخرى في الأسابيع المقبلة.
وقال سيفين شيميل، مدير شركة “في جي آندستري” الألمانية، إن وضع السوق النفطية متأرجح ويصعب رصد اتجاهات صعودية أو هبوطية على المدى الطويل، مبينا أنه على الرغم من المخاوف الاقتصادية بدأ بعض المحللين في تحديد قاع أسعار النفط الخام مع استمرار انخفاض المخزونات الأمريكية.
وأضاف أن البيانات والتقارير الاقتصادية، التى ستصدر هذا الأسبوع ستعطي المتداولين تلميحا حول ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيأتي بمزيد من رفع أسعار الفائدة بعد قرار الأسبوع الماضي برفع المؤشر بمقدار 25 نقطة أساس أخرى.
من جانبه، أوضح روبين نوبل، مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، أن معنويات السوق النفطية ليست في أفضل حالة، لافتا إلى تراكم المخزونات النفطية كثيرا خلال الشهرين الأول والثاني من العام الجاري ثم تراجعت عقب ذلك، وفي الوقت نفسه تستعد سوق النفط لمزيد من التقلبات، حيث يندفع التجار إلى الخارج وسط مخاوف مستمرة بشأن حالة الاقتصاد الأمريكي واتجاهات التضخم العالمية.
وذكر أن كثيرا من المضاربين اختار الابتعاد بسبب غياب اليقين في السوق النفطية، مبينا أن رفع الفائدة المستمر ونقص السيولة في السوق قد يؤدي إلى تقلبات الأسعار بشكل أكثر تطرفا، وذلك بعد تراجع الأسعار الأسبوع الماضي.
من ناحيته، قال ماركوس كروج، كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، إن بعض التقارير الاقتصادية ترى أن سوق النفط في منطقة ذروة البيع للغاية ومن المحتمل أن تستمر في هذا النهج طالما أن “وول ستريت” لا تزال واثقة من أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.
وأشار إلى تسبب المخاوف الاقتصادية المتزايدة في مغادرة المضاربين لسوق النفط مع زيادة الاهتمام بالعقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي، التي سجلت بالفعل أدنى مستوى في ثلاثة أعوام.
بدورها، ذكرت نايلا هنجستلر، مدير إدارة الشرق الأوسط سابقا في الغرفة الفيدرالية النمساوية، أن توقعات السوق في المرحلة الراهنة تصب في مصلحة احتمالية تسجيل تقلبات في الأسعار بشكل أكثر حدة، ما يتطلب تدخلات مستمرة وفعالة وحاسمة من جانب تحالف “أوبك +” الذي يستعد لاجتماع مهم مطلع الشهر المقبل.
ولفتت إلى انتشار حالة عدم اليقين الاقتصادي في الولايات المتحدة، كما أن انتعاش الطلب جاء أبطأ من المتوقع في الصين، مشيرة إلى ترقب السوق اجتماع “أوبك” الجديد الذي يلوح في الأفق.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط عند التسوية أمس، ليواصل مكاسبه على مدار الجلستين السابقتين في ظل حذر الأسواق قبل إعلان بيانات التضخم الأمريكية لأبريل، ما سيلعب دورا في قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) القادم إزاء أسعار الفائدة.
وبحسب “رويترز”، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 43 سنتا أو 0.56 في المائة لتبلغ عند التسوية أمس 77.44 دولار للبرميل.
بينما العقود الآجلة للخام الأمريكي ارتفعت 55 سنتا بنسبة 0.75 في المائة لتبلغ عند التسوية 73.71 دولار للبرميل.وعلى الرغم من تراجع أسواق النفط كثيرا الأسبوع الماضي، فإن الأسعار ارتفعت يومي الجمعة والإثنين مع هدوء المخاوف من ركود في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم ورأى بعض المتعاملين أن تراجع النفط الخام لأدنى مستوى في ثلاثة أسابيع بسبب مخاوف الطلب أمر مبالغ فيه.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 76.54 دولار للبرميل الإثنين مقابل 74.29 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس، أن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء، حقق ثاني ارتفاع على التوالي عقب انخفاضات سابقة، وأن السلة خسرت نحو أربعة دولارات، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 80.05 دولار للبرميل.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى