عالمي

ستارمر يستضيف أول قمة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي منذ “بريكست”

قال مسؤولون بالاتحاد الأوروبي إن مفاوضين من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا توصلوا إلى اتفاق مبدئي في قطاعات من بينها الدفاع والأمن والثروة السمكية، قبيل انعقاد قمة بين الجانبين اليوم الإثنين، مما يمهد الطريق أمام الشركات البريطانية للمشاركة في عقود كبيرة بقطاع الدفاع في التكتل.

وأكد المسؤولون أن ممثلين لحكومات دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل تلقوا نص تفاهم مشترك بين بريطانيا والتكتل، وأن الوثيقة يجري اعتمادها من جميع حكومات الدول الأعضاء التي يبلغ عددها 27 دولة.

ويستقبل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم قادة الاتحاد الأوروبي في قمة تاريخية تهدف إلى تمهيد الطريق لعلاقة أوثق بين بريطانيا والتكتل بعد خمسة أعوام على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

ويتوقع أن يسفر الاجتماع في لندن عن النتائج الأولى لـ”إعادة ضبط” ستارمر لعلاقات المملكة المتحدة مع جيرانها الأوروبيين، بعد استياء هيمن في الأعوام التي تلت “بريكست”.

“شراكة معززة تتطلع إلى الأمام”

وأعلنت رئاسة الوزراء البريطانية السبت الماضي أن زعيم حزب العمال سيبرم اتفاقاً في شأن “شراكة معززة تتطلع إلى الأمام” مع الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد، في حين قال ستارمر إن ذلك سيكون “جيداً لوظائفنا، وجيداً لفواتيرنا، وجيداً لحدودنا”.

وتواصلت المحادثات حتى اللحظات الأخيرة لحل خلافات في شأن قضايا عالقة منذ فترة طويلة، من بينها حقوق الصيد وبرنامج تنقل الشباب، لكن المفاوضين كانوا يأملون في توقيع شراكة في مجالي الدفاع والأمن في الأقل.

ومن شأن ذلك أن يشكل خطوة رمزية نحو طي صفحة التوتر الذي أعقب “بريكست” في يناير (كانون الثاني) 2020.

وقال دبلوماسي أوروبي طلب عدم الكشف عن هويته “لا تزال هناك بعض التفاصيل التي تحتاج إلى حل، لكن الأمر إيجابي، وسنصل إلى هناك” مضيفاً “هناك رغبة حقيقية من الجانب البريطاني في الاقتراب من الاتحاد الأوروبي في شأن القضايا الاقتصادية”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويريد ستارمر الذي تولى الحكم في يوليو (تموز) 2024 علاقة أعمق مع الاتحاد الأوروبي من تلك التي أرساها المحافظون إثر مفاوضات شاقة مع بروكسل، لكنه يتمسك بخطوط حمراء قال إنه لن يتجاوزها.

ولا تزال هناك نقاط شائكة حول بعض مطالب الاتحاد الأوروبي، فيما بدأ المحافظون في انتقاد خطوة إعادة ضبط العلاقات باعتبارها “استسلاماً”.

“الشراكة الأمنية والدفاعية”

وإذا تمكن المفاوضون من تجاوز العقبات النهائية، فإن التوقيع على “الشراكة الأمنية والدفاعية” سيكون أبرز ما ينتج من اجتماع اليوم بين ستارمر، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا ومسؤولة السياسة الخارجية كايا كالاس.

ومن المتوقع صدور وثيقتين أخريين اليوم: بيان مشترك في شأن التضامن الأوروبي، وتفاهم مشترك يتضمن بعض التدابير لتخفيف بعض الحواجز التجارية المرتبطة بـ”بريكست”.

وتأتي المحادثات في وقت يسعى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إلى تعزيز الإنفاق الدفاعي في مواجهة التهديد من روسيا والمخاوف من تراجع الولايات المتحدة عن المساهمة في حماية أوروبا في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

ومن المفترض أن تؤدي شراكة الدفاع إلى إجراء محادثات أمنية بصورة أكثر انتظاماً، واحتمال انضمام بريطانيا إلى بعثات عسكرية تابعة للاتحاد الأوروبي، فضلاً عن إمكان استفادة لندن الكاملة من صندوق دفاع بقيمة 150 مليار يورو (167 مليار دولار) يعمل الاتحاد على إنشائه.

لكن كثيراً من التفاصيل قد تترك لتنجز لاحقاً، فعلى سبيل المثال يتطلب السماح لبريطانيا وصناعتها الدفاعية بالنفاذ غير المقيد إلى برامج الاتحاد الأوروبي، مزيداً من التوافق.

وترتبط بريطانيا بعلاقات دفاعية متشابكة مع 23 من دول الاتحاد الأوروبي من خلال حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لذا كثيراً ما اعتبرت شراكة الدفاع الجزء الأسهل من الاتفاقات المطروحة.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى