“ستاربكس” تغوص في الخسائر… الأرباح تهوى 50 في المئة

أعلنت شركة “ستاربكس” أمس الثلاثاء، عن تحقيقها أرباحاً أقل من المتوقع، وتراجع آخر في مبيعات متاجرها خلال الربع الماضي.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة الأميركية برايان نيكول، في فيديو نشر على موقع الشركة الإلكتروني “نتائجنا المالية لا تعكس تقدمنا بعد، لكننا نشهد زخماً حقيقياً في خطتنا”، مضيفاً “نختبر ونتعلم بسرعة، ونشهد تغييرات في مقاهينا”.
انخفاض بمقدار النصف
وأعلنت الشركة أن صافي دخلها للربع الثاني من السنة المالية الحالية بلغ 384.2 مليون دولار، أو 34 سنتاً للسهم، بانخفاض قدره النصف مقارنة بـ772.4 مليون دولار، أو 68 سنتاً للسهم في الفترة نفسها من العام السابق.
وانخفض هامش الربح التشغيلي للشركة من 12.8 في المئة إلى 6.9 في المئة على أساس سنوي، حيث أنفقت “ستاربكس” المزيد من الأموال لتحفيز عودتها إلى السوق، وارتفعت كلف العمالة مع زيادة عدد موظفيها في مقاهيها بالولايات المتحدة.
في حين أن الشركة تنفق المزيد على العمالة، فإن الشركة تقلل من حجم إنفاقها على المعدات، إذ قال نيكول بأنها لم تعد تخطط لنشر نظام القهوة الباردة المضغوطة، وأوقفت الشركة طرح المعدات المستخدمة في تسخين الطعام.
وقال “نعتقد أن هذا النهج المتطور، الذي يركز على العمالة، لديه إمكانات أكبر لتحسين الإنتاجية والاتصال مع تقليل النفقات الرأسمالية المستقبلية على المعدات”.
تراكم كلف إعادة الهيكلة
على المستوى الدولي، أنفقت الشركة الأميركية المزيد على العروض الترويجية لجذب الزوار إلى متاجرها، وتراكمت كلف إعادة الهيكلة نتيجة للخطوات التي اتخذتها لتبسيط هيكلها المؤسسي العالمي.
وارتفع صافي المبيعات بنسبة 2 في المئة ليصل إلى 8.76 مليار دولار، إلا أن مبيعات من المتاجر المماثلة انخفضت للربع الخامس، وتراجعت مبيعات الشركة مع بحث المستهلكين في الولايات المتحدة والصين، أكبر سوقين لها، عن خيارات قهوة أرخص.
محاولة تحسين أعمال الشركة
في عهد نيكول، الذي تولى زمام الأمور في سبتمبر (أيلول) 2024، تسعى الشركة إلى تحسين أعمالها في الولايات المتحدة من خلال “العودة إلى ستاربكس” والتركيز على القهوة وتجربة العملاء.
في حين أن المراحل الأولى من عملية التحول لم تسفر عن تحسينات في نتائجها المالية. وقال نيكول إن “التسويق الجديد للشركة يجد صدى لدى العملاء، وإن سرعة الخدمة آخذة في التحسن”.
مع ذلك، انخفضت مبيعات الشركة العالمية من المتاجر المماثلة بنسبة واحد في المئة في الربع الثاني، مدفوعة بانخفاض في المعاملات بنسبة 2 في المئة.
شهدت مواقع الشركة في الولايات المتحدة انخفاضاً في المعاملات بنسبة 4 في المئة، مما أدى إلى تراجع مبيعاتها من المتاجر المماثلة بنسبة 2 في المئة.
في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 علقت الشركة توقعاتها للسنة المالية 2025 مع الكشف عن خطتها في المراحل الأولى والتي شملت تسريح عمال ذوي الياقات البيضاء.
وعلى مدار العام الماضي، انخفض سهم ستاربكس بنحو 4 في المئة مقارنة بارتفاع مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” بنسبة 8.7 في المئة، وانخفض صافي أرباح سلسلة القهوة بأكثر من 50 في المئة مقارنة بالعام الماضي إلى 384 مليون دولار خلال مارس (آذار) الماضي، إذ تراجع مبيعات متاجرها على مستوى العالم للربع الخامس بحسب “بلومبيرغ”.
يأتي ذلك تزامناً مع إشارة منصة “إنفستنغ برو” إلى أن هناك 17 محللاً راجعوا توقعاتهم للأرباح وخفضوها للفترة المقبلة، فعندما يقلل عدد ملحوظ من المحللين الماليين من توقعاتهم لأرباح مستقبلية لشركة ما، يشير هذا عادة إلى أنهم يتوقعون أن تحقق الشركة أرباحاً أقل مما كان متوقعاً سابقاً، وقد يكون هذا الانخفاض في الأرباح المتوقعة نتيجة لعوامل متعددة مثل انخفاض المبيعات، أو زيادة الكلف، أو تغير ظروف السوق، وهذه غالباً ما تكون علامة على زيادة الأخطار ويمكن أن تؤثر سلباً في سعر سهم الشركة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في يناير (كانون الثاني) الماضي، قررت شركة ستاربكس الأميركية، إلغاء 1100 وظيفة مكتبية لديها في خطوة تهدف إلى زيادة الكفاءة وإحداث تغييرات سريعة لتنشيط الشركة.
وتمثل الوظائف المراد خفضها 7 في المئة من قاعدة الموظفين الذين يعملون خارج المتاجر المملوكة للشركة، والتي تتضمن أيضاً أدواراً مثل التخزين التي لا تتأثر بإعادة الهيكلة.
وكان الرئيس التنفيذي للشركة الذي تولى منصبه في سبتمبر الماضي قد أعلن عن خطة لإعادة هيكلة الشركة في يناير بهدف زيادة الكفاءة وخفض النفقات بخاصة مع تراجع مبيعات الشركة عالمياً.
أما في فبراير الماضي، أكد نيكول أن “حملة المقاطعة التي واجهتها الشركة العام الماضي في منطقة الشرق الأوسط كان لها أثر كبير في حركة المبيعات وإيرادات الشركة”.
وكانت هذه المقاطعة انطلقت في أعقاب اتهامات واسعة لـ”ستاربكس” بدعمها لإسرائيل التي تشن حرباً مدمرة على قطاع غزة، وهو ما وصفه نيكول بأنه “غير دقيق وغير صحيح”.
وفي مقابلة مع “بلومبيرغ” في فبراير الماضي صرح نيكول قائلاً “لم ندعم أية عمليات عسكرية على الإطلاق”، مضيفاً أن التأثير السلبي لحملات المقاطعة لم يقتصر على الشرق الأوسط فحسب بل امتد ليؤثر أيضاً في الأعمال في الولايات المتحدة”.
خلفية حملات المقاطعة
تعود جذور حملة المقاطعة إلى اتهامات موجهة ضد “ستاربكس” بدعم إسرائيل، وعدم اتخاذ موقف ضاغط عليها خلال حربها الوحشية في غزة.
ولقيت هذه الحملة دعماً واسعاً من المستهلكين في المنطقة، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في المبيعات وحركة العملاء داخل المتاجر.
وعلى رغم محاولات “ستاربكس” للرد على هذه الاتهامات، إلا أن الآثار السلبية كانت واضحة في الأداء المالي والإداري.