عالمي

ساعة ترمب للرسوم الجمركية تدق بعد فشل مجموعة السبع في التوصل إلى اتفاقات

غادر زعماء من أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة قمة مجموعة السبع التي استضافتها كندا هذا الأسبوع، من دون التوصل إلى أي اتفاق مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على رغم حضورهم على أمل إبرام صفقات تجارية جديدة.

اللقاء مع رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا انتهى بوعد بعقد مزيد من المحادثات، فيما عبر ترمب بعد لقائه برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن اعتقاده أن العرض الأوروبي “غير عادل”.

أما رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، فحدد مهلة جديدة مدتها 30 يوماً للتوصل إلى اتفاق، لكنه غادر القمة من دون توقيع أي صفقة.

وقال نائب رئيس ديوان رئيس الوزراء الكندي السابق جاستن ترودو براين كلاو إلى صحيفة “وول ستريت جورنال”، إن “فشل الأميركيين في إبرام أي اتفاق خلال القمة يشير إلى أن ما تطالب به واشنطن من الدول الأخرى يفوق قدرتها على تحمله”.

ويواجه عدد من أقرب حلفاء أميركا الآن سباقاً مع الزمن قبل حلول مهلة 9 يوليو (تموز) المقبل، التي تعتزم واشنطن عندها فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، وهي ما يسميه ترمب “الرسوم المتبادلة”.

وقد اعتبرت قمة مجموعة السبع فرصة لكسر الجمود في المفاوضات التجارية، لكن الرئيس الأميركي تمسك بموقفه، مشيداً بالإيرادات التي تحققها تلك الرسوم وواصفاً نفسه بـ”رجل الرسوم”.

وكان ترمب قد وافق رسمياً الإثنين الماضي على اتفاق تجاري أعلن عنه سابقاً مع المملكة المتحدة، إلا أن واشنطن لم تعلن عن أي اتفاقات جديدة، على رغم تصريحات متفائلة من بعض مسؤولي الإدارة الأميركية في الأيام الماضية.

وحضر زعماء من المكسيك والهند وكوريا الجنوبية القمة أول من أمس الثلاثاء لإجراء لقاءات مع ترمب، لكنهم لم يلتقوه بسبب مغادرته المبكرة لحضور تطورات أزمة الشرق الأوسط.

وقالت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إنها تحدثت مع ترمب هاتفياً، وإن الجانبين اتفقا على التعاون لحل عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وهو ما أكدته أيضاً مصادر في البيت الأبيض.

كندا عرضت صفقة لرفع الرسوم

وقال مسؤول كندي إن الوفد الكندي حضر إلى قمة مجموعة السبع حاملاً عرضاً لمقايضة زيادة الإنفاق العسكري الكندي برفع 50 في المئة من الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على واردات الصلب والألومنيوم، إضافة إلى إلغاء الرسوم على واردات السيارات الكندية، التي تضغط على هذا القطاع الحيوي في البلاد.

وخلال اجتماعه الثنائي مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أوضح رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن هذه الرسوم أضرت بالصناعة الكندية، إلا أن ترمب (بحسب مسؤول أميركي كبير) تجاهل هذه المخاوف، قائلاً إنه يبحث عن “أفضل صفقة للشعب الأميركي”.

في المقابل، اقترح كارني تحديد مهلة زمنية مدتها 30 يوماً لتسريع وتيرة المفاوضات، في حين قال ترمب لاحقاً “لدي مفهوم خاص بالرسوم الجمركية، ومارك لديه مفهوم مختلف”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المقرر أن تستمر المحادثات بين المسؤولين الكنديين والأميركيين هذا الأسبوع، إذ بقي الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير، في كندا بعد مغادرة ترمب إلى واشنطن.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الإدارة الأميركية تفضل إبرام اتفاقات ثنائية، مشيراً إلى استمرار المحادثات مع كل من اليابان والهند والاتحاد الأوروبي كدليل على جدية واشنطن في التفاوض، لكن مسؤولين أجانب أعربوا عن انزعاجهم مما وصفوه بـ”الرسائل المتضاربة” الصادرة عن إدارة ترمب.

ويبدو أن التصريحات الأخيرة لترمب، التي أوحى فيها بأن الرسوم تستخدم كمصدر دخل أساس، قللت من حماسة الشركاء للتفاوض في شأن إزالتها، فقد قال أمس الثلاثاء “نحن نحقق الكثير من المال من هذه الرسوم”.

المسافة لا تزال واسعة بين الطرفين

وفي أعقاب القمة، صرح ترمب بأن الاتحاد الأوروبي لا يزال لا يقدم “صفقة عادلة”، مضيفاً أن الكتلة الأوروبية “كانت صعبة جداً على مدى سنوات”، مضيفاً بلهجة حاسمة “إما أن نبرم صفقة جيدة، أو أنهم سيدفعون الثمن”.

وكان مفوض التجارة الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش قد التقى مع غرير على هامش قمة مجموعة السبع الإثنين الماضي، ومن المقرر أن يسافر إلى واشنطن هذا الأسبوع، بحسب مصادر مطلعة على خططه.

وترى دوائر القرار في بروكسل أن المسافة لا تزال واسعة بين الطرفين، غير أن هناك رغبة متبادلة في إحراز تقدم.

وبعد اجتماعها المنفصل مع ترمب الإثنين، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الجانبين طلبا من فرقهما “تسريع العمل للتوصل إلى اتفاق جيد وعادل”.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى