عالمي

رسائل ترمب الجمركية… من يرفض الشروط سيدفع الثمن مضاعفا

دخلت الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرحلة جديدة، مع كشفه عن “رسائل الرسوم الجمركية الأميركية” التي أرسلها إلى دول العالم، في وقت هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على كوريا الجنوبية واليابان، وهما من أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.

هذه المرحلة الجديدة للرسوم الجمركية التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس (آب)، تتماشى إلى حد كبير مع ما أعلنه الرئيس في “يوم التحرير” في أبريل (نيسان) الماضي، قبل أن يمنح تأجيلاً لمدة 90 يوماً كان من المفترض أن ينتهي في التاسع من يوليو (تموز).

في أبريل الماضي، أعلن ترمب خططاً لفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على كوريا الجنوبية، و24 في المئة على اليابان.

رسائل لشركاء تجاريين

ونشر ترمب رسائل موجهة إلى نحو 12 شريكاً تجارياً آخر، من بينهم ماليزيا، إذ فرض عليها رسوماً بنسبة 25 في المئة، وجنوب أفريقيا 30 في المئة، وصربيا 35 في المئة.

ويقول محللون إن المعدلات التي أعلنت أمس الإثنين تتطابق، في المجمل، مع ما وعد به ترمب في أبريل، مع بعض الاستثناءات، إذ انخفضت الرسوم الجمركية على كمبوديا من 49 في المئة إلى 36 في المئة، وعلى لاوس من 48 في المئة إلى 40 في المئة، أما ميانمار فانخفضت الرسوم عليها بمقدار أربع نقاط مئوية لتصل إلى 40 في المئة.

وأشاروا إلى أن جميع الرسائل تضمنت تلميحات إلى احتمال إجراء مفاوضات إضافية، إذ أكد ترمب أنه إذا غيرت الدول المستهدفة سياساتها التجارية، “فقد نعيد النظر في تعديل هذه الرسالة”.

هبوط “وول ستريت”

وتراجعت أسواق الأسهم أمس الإثنين على وقع هذا الخبر، على رغم أن المهلة المؤجلة تعني أن أياً من هذه الدول لن يشهد تغييراً فورياً في الرسوم هذا الأسبوع في الأقل.

وأكدت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت، أن المواعيد النهائية للرسوم الجمركية “المتكافئة” التي يفرضها ترمب ستتأجل بأمر تنفيذي، ليعاد تحديد الموعد النهائي لأكثر من 100 دولة من التاسع من يوليو إلى الأول من أغسطس.

وأضافت ليفيت أن دولاً أخرى ستتلقى رسائل مماثلة في الأيام المقبلة، قائلة “ترقبوا تروث سوشيال”.

التركيز على كوريا الجنوبية واليابان

ويرى المراقبون أنه من المؤكد أن تستمر المفاوضات مع كل من كوريا الجنوبية واليابان خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، في ظل سعي الدولتين إلى تفادي دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ، لكن خطوة الرئيس الجديدة أكدت رغبته في التحرك بقوة، بعد أن ثبت أن المفاوضات الثنائية مع الدول أبطأ مما كان يأمل.

ويمثل إعلان ترمب نوعاً من الانتصار لليابان، التي واجهت تهديدات من ترمب قبل أيام فقط بفرض رسوم تصل إلى 35 في المئة، حين وصفها بأنها “مدللة للغاية”.

أما كوريا الجنوبية فكانت تعتبر في السابق من أوائل الدول المرشحة لإبرام صفقة، بل ووردت تقارير عن وجود وفد كوري في واشنطن خلال عطلة نهاية الأسبوع لإجراء محادثات، إلا أن التقدم تباطأ جزئياً بسبب الانتخابات الأخيرة في البلاد.

تأثير محدود

وقال المحلل بول أشوورث، من “كابيتال إيكونوميكس”، أن التأثير في متوسط الرسوم الجمركية الفعلية قد يكون “محدوداً نسبياً”، نظراً إلى اعتماد اقتصادي كوريا واليابان على سلع تخضع لرسوم قطاعية مختلفة.

ويحسب أشوورث أن تنفيذ ترمب لتلك الرسوم سيؤثر في نحو نصف صادرات البلدين، إذ إن الصناعات الأساسية مثل السيارات والإلكترونيات والأدوية تخضع بالفعل لرسوم جمركية أخرى، ويتوقع أن تتجنب هذه الرسوم الجديدة في الأقل.

لغة مشابهة بالرسائل

واحتوت الرسائل الموجهة إلى قادة هذه الدول على لغة متشابهة إلى حد كبير، إذ أشاد ترمب بـ”قوة والتزام علاقتنا التجارية” مع كوريا واليابان، لكنه انتقد أيضاً “عجوزاتنا التجارية الطويلة الأمد والمستمرة بشدة”، التي ألقى اللوم فيها على الدولتين.

وكتب ترمب في رسائله، “إذا قررتم، لأي سبب كان، رفع رسومكم الجمركية، فإن أية نسبة تختارون زيادتها ستضاف إلى نسبة 25 في المئة التي نفرضها”.

وأضاف أن السلع التي يعاد تصديرها عبر دول أخرى، ستخضع أيضاً لرسوم أعلى.

وكانت “إعادة التصدير” من القضايا الرئيسة بالنسبة إلى ترمب، وقد وردت أيضاً في اتفاق الأسبوع الماضي مع فيتنام، في إطار الرد على استخدام المصدرين الصينيين هذه الممارسة للالتفاف على الرسوم الجمركية.

دول أخرى تنتظر

وقد يتجاوز عدد الرسائل التي يجرى إرسالها 100 رسالة خلال الأيام المقبلة، لكن ربما تكون الرسالة الأهم المرتقبة هي التحديث المتوقع في شأن العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان الاتحاد الأوروبي أعرب في السابق عن استعداده لقبول رسوم موحدة بنسبة 10 في المئة، إلا أن ترمب وعد مراراً بفرض رسوم أعلى بكثير، وسط خلافات تتعلق بكيفية معاملة بعض القطاعات مثل السيارات، فضلاً عن ضرائب الخدمات الرقمية المفروضة في أوروبا، وهو ما أدى إلى بطء المفاوضات.

وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إنهم لا يزالون يأملون في التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، لكن ترمب هدد بفرض رسوم تصل إلى 50 في المئة إذا لم يجر التوصل إلى اتفاق.

الهند تحت المجهر

ويقول محللون إن مفاوضات الهند من بين القضايا التي تحظى بمتابعة دقيقة، إذ ذكرت تقارير أنها قدمت عرضها النهائي، وأكدت أن القرار بات في يد ترمب.

ويأتي إعلان الإثنين أيضاً بعد أن أدخل ترمب قضايا أخرى على خط المحادثات التجارية، بما في ذلك إعلان ليلي خططاً لاستخدام رسوم بنسبة 10 في المئة لردع الدول عن الاصطفاف ضده من خلال منظمة حكومية دولية تتألف من 10 دول تعرف باسم مجموعة “بريكس”.

أما بالنسبة إلى رد فعل الأسواق، فأشار تيري هاينز، من “بانجيا بوليسي”، إلى أن التراجع الأولي في الأسواق قد يتلاشى، خصوصاً إذا جرى إعلان صفقات تجارية خلال الأسبوع، إلى جانب تهديدات ترمب الأحادية.

وكتب قائلاً “من المرجح أن يتبع هذا التراجع الطفيف سلسلة من الصفقات التجارية بحلول منتصف الأسبوع، راقبوا بصورة خاصة المرحلة الأولى من اتفاق أميركي – هندي”.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى