“دوري الأثرياء”… ماسك يستعيد عرش الأغنى في العالم من إليسون

في سباق الأثرياء الذي تحركه تقلبات الأسواق والذكاء الاصطناعي، استعاد الملياردير إيلون ماسك صدارة قائمة أغنى رجال العالم بثروة بلغت 399 مليار دولار، متجاوزاً مؤسس “أوراكل” لاري إليسون بفارق 36 ملياراً.
جاء ذلك بعد صعود طفيف في أسهم “تيسلا” في مقابل تراجع سهم “أوراكل” على رغم قفزاته القياسية سابقاً. تعكس هذه التحولات الدور المحوري للتكنولوجيا والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في تغيير موازين الثروات العالمية، وسط منافسة شرسة بين عمالقة القطاع.
إلى ذلك، استعاد إيلون ماسك مجدداً لقبه كأغنى رجل في العالم، بعدما خسره موقتاً لمصلحة لاري إليسون المؤسس المشارك لشركة “أوراكل” في وقت سابق من هذا الأسبوع.
جاء هذا التغير الدرامي، بعدما قفز سهم “أوراكل” بقوة عقب إعلان أرباح قوية وتوقعات متفائلة مدفوعة بتزايد الطلب على خدمات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
وارتفعت ثروة إليسون بصورة هائلة موقتاً، إذ ذكرت وكالة “بلومبيرغ” أنها سجلت زيادة يومية بلغت 101 مليار دولار، إلا أن ماسك تمكن مع إغلاق جلسة أمس الخميس من التفوق مجدداً ليستعيد الصدارة بثروة تقدر بـ399 مليار دولار.
وبحلول نهاية جلسة التداول أمس، استعاد ماسك عرش الأغنى متقدماً على إليسون بـ36 مليار دولار، وذلك بعدما قفزت ثروة ماسك أمس بنحو 15 ملياراً، فيما خسر إليسون ما يقارب من 20 مليار دولار بعد القفزة الهائلة التي شهدته ثروته.
وتعود ثروة ماسك حالياً بصورة رئيسة إلى حصصه في “تيسلا” و”سبايس إكس”، بعدما ارتفعت أسهم “تيسلا” بنسبة 60 في المئة خلال الـ12 شهراً الماضية على رغم تراجع مبيعات المركبات وتأجيل إطلاق مشروع التاكسي الذاتي، أما “سبايس إكس”، التي بلغت قيمتها 400 مليار دولار، فقد أسهمت بصورة رئيسة في تعزيز ثروته.
وعلى صعيد الذكاء الاصطناعي، فإن دمج شركته “xAI” مع “إكس” أنتج ثروة تقدر بـ60 مليار دولار، مع طموحات لتجاوز 200 مليار دولار في جولات تمويل مستقبلية، أما مشاريعه الأخرى مثل “نيورالينك” و”ذا بورينغ كومباني” فلا تزال تجذب الأنظار، إذ إن قدرة ماسك على الحفاظ على موقعه الأول تعكس مرونة محفظته الاستثمارية المتنوعة وثقة المستثمرين في مشاريعه.
وتظهر محفظة ماسك كيف أن الابتكار التكنولوجي والتحركات الاستراتيجية في الأسواق يمكن أن يقودا إلى بناء ثروات مليارية، حتى وسط اضطرابات سياسية وتجارية، كما يبرز اعتماده على مجالات الذكاء الاصطناعي واستكشاف الفضاء كوسيلة لتأمين ثروته ضد تقلبات الأسواق، مما يعزز موقعه في قمة هرم الأثرياء.
صعود مؤقت
أما لاري إليسون فقد تمكن من تجاوز ماسك موقتاً بفضل القفزة الكبيرة في سهم “أوراكل”، فعقب إعلان نتائج الشركة، ارتفع السهم بنسبة وصلت إلى 43 في المئة خلال الجلسة، ليغلق على ارتفاع 36 في المئة وهو أكبر مكسب يومي منذ عام 1992، وارتفعت القيمة السوقية للشركة بما يقارب 244 مليار دولار، لتقفز “أوراكل” من المرتبة 13 إلى المرتبة 10 بين أكبر الشركات المدرجة على مؤشر “أس أند بي 500” في البورصة الأميركية، وبصفته أكبر مساهم فردي، قفزت ثروة إليسون إلى 383.2 مليار دولار، متجاوزة ماسك لفترة وجيزة. ويرى المحللون أن هذا الارتفاع يعكس زيادة الطلب على حلول الذكاء الاصطناعي وأداءً مالياً قوياً، في دلالة على التأثير الهائل لمعنويات السوق في ترتيب المليارديرات.
من جانبه، أكد إليسون أن الذكاء الاصطناعي يعيد رسم ملامح قطاعات متعددة، بدءاً من إدارة مراكز البيانات، مروراً بتشغيل الروبوتات الصناعية وتصميم الأدوية، وصولاً إلى الأتمتة في الأسواق المالية والأعمال القانونية.
وتوقعت “أوراكل” أن تقفز إيراداتها من أعمال الحوسبة السحابية إلى 18 مليار دولار هذا العام، ثم إلى 144 مليار دولار خلال أربع سنوات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
على الجانب الآخر، يواجه ماسك ضغوطاً متزايدة على مبيعات “تيسلا”، التي تراجعت في أوروبا بنسبة 40 في المئة خلال الصيف للشهر السابع، وسط منافسة محتدمة وانتقادات مرتبطة بتصريحاته السياسية عبر منصة “إكس”.
وعلى رغم ذلك، صعد سهم “تيسلا” بصورة طفيفة عند الإغلاق ليسجل 347.79 دولار، مقابل 328.33 دولار لسهم “أوراكل” بارتفاع بلغ 36 في المئة، وبهذا، استعاد ماسك موقعه في صدارة قائمة الأثرياء.
تعويضات جديدة لماسك
قبل أسبوع، اقترح مجلس إدارة شركة “تيسلا” خطة تعويضات جديدة للرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك تقدر قيمتها بنحو تريليون دولار عند تحقيق بعض الأهداف الكبيرة.
وتؤكد الحزمة المقترحة على رهان “تيسلا” على ماسك لقيادة تحولها من شركة لصناعة السيارات إلى قوة تكنولوجية.
ووفقاً لوكالة “رويترز” من المتوقع أن تكون الخطة مرتبطة بإنجازات طموحة في الأداء، منها النمو في المنتجات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وأنظمة القيادة الذاتية.
يشار إلى أن مجلس إدارة “تيسلا” وافق في وقت سابق من هذا العام على حزمة تعويضات موقتة لماسك بقيمة 29 مليار دولار في صورة أسهم مقيدة، تهدف إلى إبقائه على رأس الشركة حتى عام 2030 في الأقل مع انتقال الشركة إلى استراتيجية تعتمد على الذكاء الاصطناعي في المقام الأول.
وتراجعت مبيعات “تيسلا” مرة أخرى في السوق الأوروبية خلال يوليو (تموز) 2025، وسط تزايد الإقبال على العلامة التجارية الصينية المنافسة BYD، ووفقاً لبيانات رابطة مصنعي السيارات الأوروبية “ACEA”، فقد بلغت مبيعات الشركة المملوكة للملياردير إيلون ماسك في الاتحاد الأوروبي 6600 سيارة خلال يوليو 2025، مسجلة انخفاضاً حاداً بنسبة 42.4 في المئة مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024.
وفي المقابل تواصل BYD الصينية تحقيق نمو غير مسبوق في السوق الأوروبية، بعدما ارتفعت مبيعاتها بـ206.4 في المئة خلال يوليو الماضي مقارنة بالعام الماضي بإجمال 9698 سيارة مبيعة في ذلك الشهر، متفوقة بذلك على “تيسلا” في عدد الوحدات المبيعة، وفقاً لتقرير نشرته شبكة “سي أن أن” الأميركية.