عالمي

تفاؤل مشوب بالحذر.. كيف يرى صندوق النقد مستقبل اقتصادات الشرق الأوسط؟

بتفاؤل مشوب بالحذر يرى مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور، أنه على رغم بلوغ التضخم ذروته في عديد من البلدان وتصاعد النمو الاقتصادي لدى بعضها العام الماضي، وعلى رغم سلسلة من الصدمات العالمية إلا أن ذلك لا يمنع من التوقعات بتباطؤ نمو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العام الحالي.

ويتوقع جهاد أزعور تسجيل 3.1 في المئة نمواً اقتصادياً خلال العام الحالي من 5.3 في المئة العام الماضي، مما يعكس السياسات الصارمة لاستعادة استقرار الاقتصاد الكلي، وخفض الإنتاج المتفق عليه في “أوبك+”، وتداعيات التدهور الأخير في الأوضاع المالية.

الحرب تضرب النمو

من المتوقع أيضاً بحسب الصندوق أن يتباطأ النمو الاقتصادي في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، من 4.8 في المئة في العام الماضي إلى 4.2 في المئة في عام 2023، إذ لا تزال الحرب الروسية في أوكرانيا مصدراً رئيساً لعدم اليقين.

ويشير تقرير “الآفاق الاقتصادية الإقليمية” للصندوق الذي ناقش الآفاق الاقتصادية الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحت عنوان “الحفاظ على استقرار الاقتصاد الجزئي وسط استمرار حال عدم اليقين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، إلى أن المخاطر على التوقعات تميل إلى الجانب السلبي، إذ يمكن أن يؤدي عدم استقرار القطاع المالي العالمي في الاقتصادات المتقدمة إلى التأثير سلباً في المنطقة من خلال قنوات عدة، بما في ذلك احتمالات خفض النمو العالمي وخفض أسعار النفط، وتفاقم تقلبات الأسواق المالية، مما سيزيد من الضغوط على تكاليف الاقتراض، ويؤدي إلى تفاقم مخاطر الاستقرار المالي المحلي.

الديون في خطر

يعتقد أزعور أن الظروف المالية العالمية الأكثر صرامة لفترة أطول من شأنها أن تدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم القدرة على تحمل الديون، ودفع الاقتصادات الأكثر ضعفاً إلى حافة ضائقة الديون، وقد يؤدي ذلك على حد قوله إلى “الهرب إلى التدفقات الآمنة ورأس المال الخارجة، مما يؤجج ضغوط انخفاض سعر الصرف ويؤدي إلى ضغوط مالية”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعاد أزعور ليحذر في التقرير، من أن تصعيد الحرب الروسية في أوكرانيا قد يؤدي إلى تقلبات عالية في أسواق السلع الأساسية، وتجدد الزيادات في أسعار الطاقة والأغذية والأسمدة، مما يؤدي إلى زيادة الضغوط التضخمية عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

بحسب التقرير فقد أثبتت اقتصادات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى صلابتها في عام 2022 على رغم وقوع سلسلة من الصدمات العالمية، غير أنه من المتوقع تباطؤ النمو في العام الحالي وربما العام المقبل في المنطقة مع بدء السياسات التقييدية الرامية إلى مكافحة التضخم والحد من مواطن الضعف وإعادة بناء الاحتياطيات الوقائية.

سعر برميل النفط

توقعات تقرير الصندوق الدولي تشير إلى متوسط سعر برميل النفط عند مستوى 73.13 دولار في العام الحالي، و68.9 دولار العام المقبل، وأن يتراوح متوسط سعر الفائدة السائد بين بنوك لندن “ليبور” على الودائع بالدولار الأميركي لستة أشهر بين 5.4 في المئة في عام 2023 و4.9 في المئة في العام المقبل.

ويؤكد الصندوق أن النشـاط الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ظل محتفظاً بصلابته العام الماضي، على رغم انعدام الأمن الغذائي وتشديد أوضاع التمويل، ومواطن الضعف المتعقلة بالديون في معظم اقتصادات السوق الناشئة والاقتصادات متوسطة الدخل، مع زيادة التقلبات في أسعار الطاقة.

قوة دول الخليج

قوة النمو التي فاقت التوقعات في كثير من اقتصادات المنطقة المصدرة للنفط، مثل السعودية والإمارات والبحرين وليبيا وقطر كانت دافعاً لتقديرات صندوق النقد بمواصلة نمو إجمالي الناتج الإجمالي الحقيقي بنسبة 5.3 في المئة العام الماضي من 4.3 في المئة العام السابق له، وهو أمر يعزز من قوة الأداء الاقتصادي في الدول المصدرة للنفط، خصوصاً اقتصادات مجلس التعاون الخليجي ومصر.

تعافي ما قبل الجائحة

السعودية والأردن وقطر والمغرب، مما يذكر صندوق النقد، من دول تعافت لديها معدلات الإشغار الفندقي وانتعشت السياحة بها لتفوق مستويات ما قبل الجائحة، إضافة إلى بقاء تدفقات المغتربين خارج أوطانهم حيوية منتصف العام الماضي في معظم اقتصادات الأسواق الناشئة ومتوسطة الدخل مثل مصر والأردن والمغرب وباكستان، واستمر توسع الإقراض للقطاع الخاص (الشركات غير المالية والأسر) بالقيمة الحقيقية في بعـض هذه الدول، مسـجلة نمواً من خانتين في بعـض البلدان، كما في مصر 10 في المئة تقريبـاً.

وبينما كان نمو التوظيف باهتاً في الاقتصادات الناشئة والاقتصادات متوسطة الدخل مثل الأردن والمغرب وتونس، تواصل بوتيرة جدية في دول مجلس التعاون الخليجي وتحديداً في السعودية والبحرين وعمان، ويرجع في جانب منه إلى انتعاش توظيف العمالة المهاجرة في تلك الدول.




Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى