تصويت ساحق لصالح الذكاء الاصطناعي في سوق “السفر العالمية”

تصدرت نقاشات دور الذكاء الاصطناعي في قطاع السفر فعاليات معرض “سوق السفر العالمية 2025″، الذي اختتمت أعماله الخميس الماضي في مركز إكسيل بلندن، وتعد تقنيات الذكاء الاصطناعي أدوات واعدة لتعزيز الكفاءة في صناعة السفر، لكنها تواجه تحديات وعثرات في التطبيق العملي.
وركزت قمة “هل الذكاء الاصطناعي عدو السفر؟” على أوجه القصور في أتمتة الذكاء الاصطناعي، خصوصاً في مجالات الحجز، وإدارة الأخطار، وتجربة العملاء، وقدم المشاركون نصائح عملية حول متى ينبغي تبني هذه التقنيات، ومتى يتعين تكييفها، ومتى يظل الإشراف البشري ضرورياً لا غنى عنه.
وفي القمة، شهدت جلسة نقاشية بعنوان “هل الذكاء الاصطناعي عدو أم حليف للسفر؟” مواجهة بين فريقين من المتخصصين، وأوضح قائد الإستراتيجية العالمية للسفر والجولات ووكالات السفر عبر الإنترنت في مجموعة “بروتكت” ستيفن جويس، أن الرحلات التي يصممها الذكاء الاصطناعي “تسلبنا الفوضى الإنسانية الساحرة”، في المقابل، أكد الفريق المؤيد أن المسافرين يستخدمون الذكاء الاصطناعي بالفعل ويستمتعون به على رغم أخطائه.
وانتهت الجلسة بتصويت ساحق لصالح الذكاء الاصطناعي، وعلق الرئيس التنفيذي لشركة “ماجباي ترافل” كريستيان واتس، قائلاً “يبدو أنه يوم صعب للبشر، لكن النتيجة تعكس ليس ما عليه الذكاء الاصطناعي اليوم، بل إلى أين يتجه في المستقبل”.
وعن المحتوى الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي عن وجهات السفر، أشار كولين كارتر من موقع “ويذر 2 ترافيل” إلى أن المحتوى الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي عن وجهات السفر لا يمكن أن يحل محل الكتابة الميدانية المتعمقة، محذراً أيضاً من آثاره البيئية، لكنه أوضح أن فريقه مضطر إلى تعديل محتوى الموقع ليتلاءم مع نتائج البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وفي السياق نفسه، قال فريدريك أواد من شركة “ستاي 22″، إن “تحسين الروابط التابعة ليس شغف أحد، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوم بذلك نيابة عنا”.
أما في منتدى الإعلام والمؤثرين فكان تنويع مصادر الدخل محور النقاش، إذ أشار المشاركون إلى أن منشئي المحتوى عادة ما يمتلكون بين أربع إلى خمس قنوات دخل، وتواصلت المناقشات في جلسات المعرض حول الاستدامة والتسويق في قطاع السفر، وتطرقت إحدى الجلسات إلى كيفية توظيف الفكاهة في الترويج للسفر.
“التنوع والاندماج”
وفي جلسة “التنوع والاندماج” أكد المشاركون أنه عندما يتعلق الأمر بالسياحة الشاملة، فإن الرهانات لم تكن يوماً أعلى مما هي عليه اليوم.
وأشاروا إلى أن المسافرين باتوا أكثر تنوعاً من أي وقت مضى، ومع ذلك لا يزال كثر يشعرون بالهشاشة، خصوصاً في ظل المناخ السياسي المتقلب أكثر من أي وقت سابق.
وفي الوقت نفسه يجد القطاع ذاته أمام ضغوط متشابكة، سياسية وتجارية، إلى جانب تغير التوقعات المجتمعية والدعوات المستمرة للتمسك بمبادئ التنوع والإنصاف وسهولة الوصول والاندماج “DEAI”، أو بصيغة أبسط، السعي إلى بناء مجتمع أكثر إنسانية وترابطاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستعرضت الجلسة الدور المحوري للشمولية في رسم ملامح مستقبل السياحة، مسلطة الضوء على التوتر القائم بين مشاعر المسافرين وإجراءات مقدمي الخدمات، وأكدت أن الشمولية ورعاية المجتمع ليستا مجرد مسؤوليتين أخلاقيتين لا يمكن التنازل عنهما، بل يمكن عند تطبيقهما بالصورة الصحيحة أن تتحولا إلى فرصة تجارية إستراتيجية بالغة الأهمية.
وفي جلسة بعنوان “الجدوى الاقتصادية للاندماج”، قالت المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة “مسلم وومن ترافل غروب” سعدية رمضان إن “التغييرات الصغيرة يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً”، مشيرة إلى أن الترحيب بالمسافرين المسلمين بعصير خال من الكحول بدلاً من النبيذ الفوار قد يترك انطباعاً إيجاباً ويدعم التوصية الشفهية للوجهات، مشيدة بتجربة اليابان في اعتماد شهادات الحلال وتوفير خيارات الاحتشام في المنتجعات الصحية.
كورونا سرعت الاعتماد على التكنولوجيا
وقال أحد أبرز المدافعين عن إتاحة التكنولوجيا للجميع، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمجموعة “إنكلو” ريتشارد تومسون، إن الجائحة سرعت من وتيرة الاعتماد على التكنولوجيا في حجز الرحلات، لكنها في الوقت نفسه أقصت أولئك الذين لا يستطيعون استخدامها، وأضاف “الإجراءات التي فرضت لأسباب صحية خلال فترة (كوفيد) لا تزال قائمة حتى اليوم، وأصبحت تشكل حاجزاً جديداً أمام ذوي الإعاقة”.
وفي جلسات الجغرافيا الاقتصادية، تحدث المدير التنفيذي لهيئة “زوروا عمان” شبيب المعمري، وماريانو ديما من “سيفيتاتيس” عن شراكتهما في الترويج للسلطنة لعملاء ناطقين بالإسبانية والبرتغالية، إذ قال المعمري “حددنا السوق التي نستهدفها ووجدنا الشريك الذي يساعدنا في جذبها”، مضيفاً أن “هناك سباقاً محموماً لاكتساب أسواق جديدة”، مشيراً إلى أن بعض الوجهات تسرع وتيرة استقطاب السياح عبر الاستثمار في شركات سياحية داخل تلك الأسواق”.
وفي جلسة حول السياحة البطيئة والمستدامة، اتفق المتخصصون على أن الاستدامة أصبحت مطلباً أساساً من المسافرين، لكنها تحتاج إلى دمج أعمق في المنتجات السياحية.
واستعرض إيان باول من شركة “هيرتيغروتين” مفهوم “القرية المفتوحة” الذي يتيح للزوار المشاركة في الأنشطة المحلية، إلى جانب سفن هجينة وتقديم أطعمة محلية المصدر من 70 مورداً.
نصائح النجوم في التسويق السياحي
وفي جلسات التسويق، شاركت الكوميدية البريطانية مايزي آدام في جلسة “الفكاهة تبيع السفر”، قائلة “لا تحتاج إلى استعراض ماتشو بيتشو، يمكنك أن تكون في مطار وتتحدث عن التفاصيل اليومية، فالفكاهة لغة خاصة وأداة رائعة للتواصل”.
وتحدثت المؤرخة والمذيعة التلفزيونية بيـتاني هيوز عن دور الثقافة والتاريخ في تعزيز فهم أعمق للوجهات، مشيرة إلى أن برامجها التلفزيونية جذبت 450 مليون مشاهد حول العالم في 2024، وأن مقاطع قصيرة من أعمالها أصبحت منتشرة على الإنترنت بسبب اهتمام الناس بالتحف التاريخية مثل زجاجة عطر بلغارية عمرها 2000 عام وأوعية طلاء من بومبي.



