عالمي

تريليون دولار تتبخر من “وول ستريت” بسبب تطبيق دردشة صيني

هبط “وول ستريت” الإثنين هبوطاً حاداً بقيادة سهم “شركة إنفيديا” الذي انهار بنسبة تاريخية تصل إلى 17 في المئة، إذ تجاوزت الخسائر في أسهم التكنولوجيا الكبرى تريليون دولار بسبب تطبيق صيني جديد اسمه “ديب سيك”، شبيه ببرنامج “تشات جي بي تي” للدردشة الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

وقد أظهر التطبيق الصيني نموذجاً متطوراً لكن بكلفة أقل بكثير مقارنة ببرامج الدردشة في الشركات الأميركية، فهو يحتاج إلى 5 ملايين دولار فقط لتطوير مهمات أولية شبيهة في برنامج “تشات جي بي”، بينما يحتاج الأخير إلى 100 مليون دولار للقيام بها.

شرائح قديمة

وكذلك فإن التطبيق الصيني استخدم شرائح ذكاء اصطناعي قديمة نسبياً تعود لعام 2021 من “شركة إنفيديا”، وبعدد قليل نسبياً عما تستخدمه شركات كبرى مثل “غوغل” و “أوبن إي آي” المالكة لـ “تشات جي بي تي”، مما ترك علامات استفهام حول مدى الحاجة الفعلية إلى شرائح متقدمة من “إنفيديا” لتشغيل برامج الذكاء الاصطناعي.

والتحول الذي أحدثه تطبيق “ديب سيك” قد يغير قواعد اللعبة في صناعة الرقائق الإلكترونية والذكاء الاصطناعي عموماً، إذ قد يلغي الهيمنة الأميركية في هذه القطاعات ويفتح مجالات لدول أخرى لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي بأقل كلفة، عكس ما كان يشاع سابقاً بأن الصناعة تحتاج إلى رقائق متطورة ومبالغ ضخمة.

هبوط تاريخي لـسهم “إنفيديا”

وهبطت قيمة “إنفيديا” السوقية بأكثر من نصف تريليون دولار بعد أن اعتبر المستثمرون أن سعر سهمها مبالغ فيه في ظل هذه التحولات في صناعة الذكاء الاصطناعي التي فاجأ بها تطبيق “ديب سيك” الأسواق، إذ كان سهم “إنفيديا” يتداول على مكرر ربحية مرتفع جداً يتجاوز 70 مرة، بسبب التقييمات المبالغ فيها من المستثمرين لمستقبل الذكاء الاصطناعي والتوقعات المستقبلية للطلب على شرائح الشركة التي تهيمن على أكثر من 80 في المئة من صناعة الرقائق الإلكترونية في العالم، وهوى مكرر الربحية إلى ما دون 50 مرة، وهو لا يزال مرتفعاً جداً مقارنة بمتوسط مكررات ربحية الشركات التكنولوجية السبع الكبار عند 30 مرة.

ارتفاع “أبل” و”فيسبوك”

ومن المفارقة أن سهم شركة “أبل“، أكبر شركة في العالم، قفز بنسبة تزيد على ثلاثة في المئة خلال التداولات، إذ كانت متأخرة نوعاً ما عن باقي الشركات التكنولوجية في تطوير الذكاء الاصطناعي مما جعلها فجأة أفضل من غيرها في هذا المجال بسبب التحولات الجديدة، كما أن سهم “شركة ميتا” المالكة لـ “فيسبوك” نجا من الهبوط، إذ يصنف أيضاً من بين الأسهم ذات المكررات المنخفضة، لكن الشركات السبع الأخرى هوت بقوة حيث زادت خسائرها على اثنين في المئة لكل من “مايكروسوفت” و”غوغل” و”أمازون” و”تيسلا”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ضربة وصلت إلى أوروبا

غير أن الضربة الكبيرة بالطبع لحقت بسهم “إنفيديا” الذي شهد دراما في الهبوط منذ افتتاح السوق حتى إغلاقه، إذ ارتفع بتسعة أضعاف خلال العامين الماضيين، وتنافست القيمة السوقية للشركة على المرتبة الأولى مع شركة “أبل” كأكبر شركة في العالم.

ويجري تداول مؤشر “ناسداك 100” الذي يقيس أداء أكثر 100 شركة تكنولوجية عند 27 ضعفًا للأرباح المستقبلية المقدرة، مقارنة بمتوسطه لمدة ثلاثة أعوام والذي بلغ 24 ضعفاً، فانسحبت خسائر أسهم التكنولوجيا الأميركية على الشركات في أوروبا بقيادة شركة “إي أس أم أل” المصنعة لمعدات الرقائق التي هوت بأكثر من 12 في المئة، وتجاوزت خسائر القيمة السوقية للأسهم الأوروبية والأميركية تريليون دولار خلال جلسة واحدة، بحسب بيانات وكالة “بلومبيرغ”.

قفزة في الصين

وعلى العكس من ذلك تفاعلت الأسهم الصينية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بصورة إيجابية وخصوصاً شركة “ميريت انترأكتيف”، والمفارقة التي جاء بها تطبيق “ديب سيك” أنه تحدى فكرة أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الصين متأخرة بأعوام عن نظيراتها الأميركية، وكانت المفاجأة أن التطبيق الصيني تجاوز الحظر المفروض على تصدير الرقائق الإلكترونية الأميركية إلى الشركات الصينية حين استخدم رقائق وصلت إلى الصين قبل الحظر، كما أن واشنطن فرضت كثيراً من العقوبات على شركات التكنولوجيا الصينية ومن أهمها “هواوي”.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى