“الفيدرالي الأميركي” يرضخ للضغوط ويخفض الفائدة 25 نقطة أساس

أعلن مجلس “الاحتياط الفيدرالي الأميركي” خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس، كما هو متوقع، لتهبط إلى 4.25 في المئة مساء اليوم الأربعاء، ويكون الخفض الأول منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
وأوضحت بيانات مخطط “دوت بلوت” ميل “الفيدرالي الأميركي” نحو خفض الفائدة حتى 3.75 في المئة بنهاية العام الحالي، أي أنه سيكون هناك عمليتا خفض في نوفمبر وديسمبر (كانون الأول) المقبلين.
ويعد “مخطط النقاط” (Dot Plot)، وهو خريطة توقعات يصدرها البنك كل ثلاثة أشهر، مؤشراً مهماً على توجهات البنك المركزي. وجاءت نسبة التصويت بحسب “رويترز” 11 في مقابل صوت واحد، لتقر بعدها اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة خفض سعر الاقتراض لليلة واحدة بمقدار ربع نقطة مئوية، مما وضع سعر الأموال الفيدرالية في نطاق يتراوح ما بين أربعة و4.25 في المئة.
وكان المحافظ المعين حديثاً، ستيفن ميران، الوحيد الذي صوت ضد التحرك بمقدار ربع نقطة، داعياً بدلاً من ذلك إلى خفض بمقدار نصف نقطة، بينما صوت كل من المحافظين ميشيل بومان وكريستوفر والار، اللذين كان ينظر إليهما على أنهما يحتمل أن يعترضا أيضاً لمصلحة الخفض بمقدار 25 نقطة أساس، وجميعهم معيّنون من قبل الرئيس دونالد ترمب الذي ألح على “الفيدرالي الأميركي” لخفض أسعار الفائدة بسرعة وقوة.
“مكاسب الوظائف تباطأت”
وفي البيان الصادر بعد الاجتماع وصفت اللجنة مرة أخرى النشاط الاقتصادي بأنه تباطأ، لكنها أضافت عبارة تفيد بأن “مكاسب الوظائف تباطأت”، ولاحظت أن التضخم “ارتفع ولا يزال مرتفعاً إلى حد ما”.
وسبب انخفاض نمو الوظائف وارتفاع التضخم تضارباً بين هدفي “الفيدرالي الأميركي” المزدوجين المتمثلين في استقرار الأسعار والتوظيف الكامل.
وأفاد البيان بأن “عدم اليقين في شأن التوقعات الاقتصادية لا يزال مرتفعاً، وأن اللجنة تولي اهتماماً للأخطار التي تهدد جانبي تفويضها المزدوج، وترى أن أخطار الجانب السلبي للتوظيف قد ارتفعت.
وكانت الأسواق شهدت حالاً من الغموض على مدى اليومين الماضيين منذ بدء اجتماع لجنة السوق المفتوحة أمس الثلاثاء، إذ انخفضت الأسهم الأميركية بصورة طفيفة، وتراجع مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” 0.13 في المئة، لكنه لا يزال يغلق فوق مستوى 6600 الذي كسره أول من أمس الإثنين، وحقق رقماً قياسياً جديداً في وقت سابق من جلسة اليوم.
وسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية هو من يحدد ما تفرضه البنوك على بعضها في مقابل الإقراض لليلة واحدة، ويستخدم كمعيار لأسعار الفائدة النهائية للمستهلكين الآخرين، ويشار إلى أنه على مدى العام الحالي واصل “الفيدرالي الأميركي” تحدي الرئيس دونالد ترمب وأبقى على معدلات الفائدة من دون تغيير لأربع مرات على التوالي، وآخرها في يونيو (حزيران) الماضي، إذ ثبّت أسعار الفائدة مما زاد حال الاستياء والتوتر القائمة مع رئيس البنك جيروم باول.
الأسواق تتفاعل والذهب يصعد
وبخفض أسعار الفائدة اليوم يسهم “الفيدرالي الأميركي” في زيادة التضخم، وفي حال رفعها فسيؤدي ذلك إلى تباطؤ الاقتصاد وتراجع التوظيف البطيء أصلاً.
وفور صدور قرار “الفيدرالي الأميركي” صعدت أسعار ذهب إلى قمة تاريخية عند 3707 دولارات للأوقية، كما ارتفعت عقود الذهب الآجلة إلى قمة 3743 دولاراً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تأثير قرار “الفيدرالي” أمتد إلى أسعار النفط، إذ تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي (غرب تكساس)47 سنتاً أو 0.73 في المئة لتبلغ عند التسوية 64.05 دولار للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام “برنت” 52 سنتاً أو 0.76 في المئة لتبلغ عند التسوية 67.95 دولار للبرميل.
البنوك الخليجية تخفض الفائدة
وفي الأثناء قرر “مصرف قطر المركزي” خفض سعر الفائدة على الإقراض 25 نقطة أساس إلى 4.8 في المئة، كما أعلن “مصرف الإمارات المركزي” اليوم الأربعاء خفض سعر الفائدة الرئيس المطبق على تسهيلات الإيداع لليلة واحدة 25 نقطة أساس إلى 4.15 في المئة من 4.40 في المئة، اعتبارا من غد الخميس، وقال “بنك الكويت المركزي” إنه خفض سعر الخصم 25 نقطة أساس إلى 3.75 في المئة، وذكر في بيان أن خفض سعر الفائدة يسري منذ يوم غد الخميس.
أما “البنك المركزي السعودي” فقد خفض سعر اتفاقات إعادة الشراء 25 نقطة أساس إلى 4.75 في المئة، وبالنسبة إلى “البنك المركزي الغماني” فقد خفض سعر إعادة الشراء (ريبو) 25 نقطة أساس ليصبح كذلك 4.75 في المئة.