العراق يحلق مع “إيكاو” لتطوير الطيران المدني

وقع العراق ومنظمة الطيران المدني الدولية (إيكاو) اتفاق تعاون وبناء القدرات للتطوير المؤسسي وتقديم الخبرات والدعم بما يسهم في تطوير القطاع المهم للبلاد ومجال النقل الجوي.
ويأتي هذا الاتفاق في إطار مساعي الحكومة العراقية لتطوير قطاع الطيران وتحديثه بعد معاناته أزمات كثيرة، لا سيما منذ فرض العقوبات الاقتصادية على البلاد عام 1991 إثر غزو الكويت وإيقاف الرحلات الجوية ومن ثم استئنافها في 2005.
ولم يشهد هذا القطاع خلال تلك الفترة أي عملية تطوير حقيقية على رغم رفد الخطوط الجوية العراقية بطائرات حديثة من طراز “بوينغ” و”إيرباص” و”بومباردييه” بموجب عقود وقعها العراق مع الشركات العالمية إلا أنه لم يجرِ عملية تطوير حقيقية لمطاراته وبنيتها التحتية، إضافة إلى قوانينه التي تعود لسبعينيات القرن الماضي، فضلاً عن الحظر الذي فرض على الخطوط الجوية العراقية قبل ثماني سنوات لعدم تطبيقها معايير السلامة والأمان على متن طائراتها .
وهذا الاتفاق ليس الأول لتطوير قطاع الطيران في العراق، فسبق أن أعلن مكتب رئيس الوزراء الشهر الماضي عن توقيع اتفاق مع مؤسسة التمويل الدولية لتطوير الخدمات والبنى التحتية في مطار بغداد الذي يعود زمن إنشائه لثمانينيات القرن الماضي بالشراكة مع القطاع الخاص في محاولة لإنقاذ المطارات العراقية وبنيتها التحتية.
الاتفاق مهم
يقول مهندس الطيران الاستشاري جمال حسين مبارك إن الاتفاق مع “إيكاو” مهم لتطوير قطاع الطيران في البلاد وتحديث قوانين الطيران، مضيفاً أنه “حصلت قفزات طويلة في عالم الطيران تستدعي تحديث كثير من المعطيات في القطاع وقوانين إدارة الفضاء الوطني”.
وأوضح أن الاتفاق الذي وقعه العراق مع “إيكاو” جاء بعد مناشدات عدة من المتخصصين في قطاع الطيران لتطوير هذا القطاع المهم”، مشيراً إلى أن عدداً من الخبراء العراقيين خرجوا إلى التقاعد وآخرون هاجروا خارج البلاد ولم يأتِ جيل يعوضهم بالخبرة نفسها.
تحديث قانون الطيران
ويرى مبارك أن هناك انتكاسة وشللاً في قطاع الطيران العراقي وسط نقص الكوادر ذوي الخبرة، فضلاً عن قدم القانون الخاص بالطيران الرقم 148 لعام 1974 ولم يتم تطويره، لا سيما أنه دخلت أمور مستحدثة في قطاع الطيران من ضمنها “الطيران المسيّر”.
ودعا إلى ضرورة استغلال هذا الاتفاق لتحديث قانون الطيران المدني وعزل المطارات عن سلطة الطيران المدني وأن يكون دور سلطة الطيران المدني رقابياً، موضحاً أن سلطة الطيران فقدت السيطرة على أمور السلامة ويجب أن تتفرغ لموضوع السلامة والتدريب والارتقاء بالقوانين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونبه إلى أن أحد مطالب “إيكاو” وضع الأناس المناسبين ضمن وظائف قطاع الطيران وهذه غير متوافرة، داعياً إلى استثمار اتفاق سلطة الطيران مع المنظمة الدولية من خلال تطوير منظومة الطيران في العراق وتحديث القوانين.
وقال “لدى البلاد طائرات حديثة ومهندسون وطيارون جيدون وما زلنا في قائمة عقوبات حظر الطيران في الأجواء الأوروبية أيضاً ونحن ضمن قائمة تضم دولاً أفريقية فقيرة لا تمتلك أي مؤهلات للطيران في وقت أن العراق يمتلك طائرات حديثة على مستوى ’دريم لاين‘”.
وفرض الحظر على طائرات الخطوط الجوية العراقية لضمان عدم التحليق في الأجواء الأوروبية عام 2015 بسبب عدم استيفائها معايير المنظمة الدولية للطيران المدني.
13 مليون سائح
من جانبه، أشار المتخصص في الشؤون الاقتصادي صفوان قصي إلى أهمية مثل هذه الاتفاقات في تطوير قطاع الطيران العراقي وبنيته التحتية لأنه مقبل على إمكان استقبال 13 مليون سائح أوروبي بعد استكمال طريق التنمية.
وأضاف أن “الثقة بالأجواء العراقية بحاجة إلى مثل هذه الاتفاقات ووضع مسار لإنهاء ملف المقاطعة من قبل الشركات الأجنبية لدخول المطارات العراقية وكذلك السماح للناقل الوطني بالدخول إلى الأجواء الأوروبية وإنهاء الحظر المفروض عليه”.
وقال إن بغداد اشترت طائرات في مسعى لتحديث الخطوط الجوية العراقية وتتطلع لبناء شبكة من العلاقات مع شركات السياحة لذا هي في حاجة إلى تطوير مطاراتها والبنى التحتية للطيران المحلي ويجب أن تستثمر العلاقة مع الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية المتخصصة في الطيران وإعادة تأهيل جميع المطارات المحلية لأنها تستعد لاستقبال 13 مليون سائح أوروبي”.
40 ألف رحلة سنوياً
وبين قصي أن العراق يمكن أن يجني 1.25 مليار دولار نتيجة عبور الطائرات للأجواء العراقية وهو في حاجة إلى تطوير خدماته الأرضية لاستقبال الطائرات التي تهبط في مطاراته، لا سيما أنه يربط الشرق بالغرب ويمكنه استقبال 40 ألف رحلة سنوياً من خلال عبور أجوائه، فلذلك يجب أن يعزز أمن مطاراته من خلال شركات أمنية متخصصة.
وبحسب وزارة النقل العراقية، فإن أجواء العراق شهدت مرور 16340 طائرة في يونيو (حزيران) الماضي، فيما تقدر الواردات السنوية لمرور الطائرات بـ100 مليون دولار عام 2022.
وفي العراق مطارات عدة هي مطار بغداد والبصرة والنجف وأربيل والسليمانية وكركوك ويسعى إلى تأهيلها وبناء أخرى في محافظات الموصل وذي قار والأنبار وكربلاء.