نفط

الباحث في الشؤون النفطية طارق الوزان : إرتفاع تكاليف الشحن ونقل الوقود مع تزايد التوترات الاقليمية حول مضيق هرمز

*3 سيناريوهات لمستقبل أسعار النفط حال استمرار التوترات أو وقوع أعمال عدائية بحرية

*تصاعد المخاوف دفع مالكي السفن لتعليق عملياتها ما ساهم في رفع أسعار النقل والتأمين

*أسواق الوقود العالمية بدأت تشهد انعكاسات ملموسة نتيجة للتوترات العسكرية بالمنطقة

عبدالله المملوك:
تشهد أسواق الشحن البحري وشحن الوقود وناقلات المنتجات النفطية والمنتجات البترولية اضطرابات كبيرة بسبب التوترات الجيوسياسية حول مضيق هرمز، مما أدى إلى ارتفاع حاد في تكاليف شحن ناقلات المنتجات النفطية المكررة،انطلاقاً من الشرق الأوسط ارتفاعاً خلال الأيام الماضية، مما جعل نقل الوقود عبر مضيق هرمز أكثر خطورة،حيث ارتفعت تكلفة شحن الوقود من الشرق الأوسط إلى شرق آسيا بنحو 20% خلال الايام القليلة الماضية ،وفي الوقت نفسه، قفزت الأسعار على المسار نحو شرق أفريقيا بنسبة تجاوزت 40%.

وتعليقاً على تلك التطورات، قال الباحث في الشؤون النفطية طارق الوزان إن الأحداث الراهنة تؤكد على مدى هشاشة أسواق الطاقة أمام أي اضطرابات في منطقة الخليج، خاصة في ظل استمرار التوترات العسكرية والسياسية المحيطة.

انعكاسات ملموسة
وأوضح الوزان أن أسواق الوقود العالمية بدأت بالفعل تشهد انعكاسات ملموسة لهذه التوترات، أبرزها ارتفاع تكاليف الشحن وأقساط التأمين البحري، نتيجة المخاوف المتزايدة من احتمال تعطل حركة الملاحة في الممرات الحيوية، وعلى رأسها مضيق هرمز.

وأضاف أنه على رغم عدم وقوع هجمات مباشرة على السفن حتى الآن، فإن مجرّد تصاعد المخاوف قد دفع عدداً من الشركات المالكة للناقلات إلى تعليق أو تقليص عملياتها في المنطقة، ما أدى إلى تراجع نسبي في أعداد السفن العاملة، وساهم بدوره في رفع أسعار النقل والتأمين، وبالتالي أسعار الوقود على مستوى العالم.

وأشار الوزان إلى أن مضيق هرمز يُعد من أهم الممرات البحرية في تجارة الطاقة العالمية، إذ يمر من خلاله نحو 21 مليون برميل من النفط يومياً، أي ما يعادل حوالي 20% من الاستهلاك العالمي، ما يجعله نقطة ارتكاز حساسة في أمن الطاقة العالمي.

ثلاثة سيناريوهات
وتوقّع الوزان ثلاثة سيناريوهات رئيسية لمستقبل أسعار النفط السيناريو الأول في حال استمرار التوترات أو وقوع أعمال عدائية بحرية، فقد نشهد ارتفاع أسعار خام برنت إلى ما بين 110 و120 دولاراً للبرميل، خصوصاً إذا تزامن ذلك مع تعطل في سلاسل الإمداد أو وقف مؤقت لصادرات بعض الدول المنتجة .

وأضاف ان السيناريو الثاني إذا تمكّنت القوى الكبرى من احتواء التصعيد دون تسوية شاملة، فقد تستقر الأسعار في نطاق 90 إلى 100 دولار للبرميل، مع تقلبات حادة بناءً على الأخبار والمخاطر اليومية ، أما السيناريو الثالث إذا حدثت تهدئة مفاجئة نتيجة اتفاقات خلف الكواليس، فقد تهبط الأسعار مؤقتًا نحو 80–85 دولاراً، إلا أن التوترات الهيكلية في المنطقة ستبقي على مستوى المخاطر مرتفعًا.

وختم الوزان بالتحذير من أن أي تطور ميداني سلبي في المنطقة قد يدفع أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة، خاصة إذا استمرت التوترات أو تحوّلت إلى مواجهات مفتوحة، مؤكدًا ضرورة أن تضع الدول المستوردة للنفط والحكومات المعنية سيناريوهات طوارئ مالية واقتصادية تواكب هذه المستجدات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى