خليجي

الأنظار تتجه نحو النسخة الـ54 من منتدى دافوس.. هل تختلف عن سابقتها؟

«إعادة بناء الثقة»، هذا هو الشعار الذي سينطلق تحته المؤتمر السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي ( دافوس) في نسخته الـ54 في 2024 والذي تفصلنا عنه أيام قليلة.

ويفتح الاجتماع السنوي الرابع والخمسون لـ( المنتدى الاقتصادي العالمي) المساحة أمام قادة العالم لمناقشة الشؤون المهمة والملحة نحو تحقيق هدف دافوس لهذا العام، وهو إعادة بناء الثقة، بما في ذلك ترسيخ مبادئ الشفافية والاتساق والمسؤولية.

ومع اقتراب انعقاد منتدى دافوس الاقتصادي في دورته الجديدة لعام 2024، تثار التساؤلات حول: ما هو منتدى دافوس؟ وكيف نشأ؟ وما أهميته بالنسبة للأفراد؟

وسيُعقد الاجتماع السنوي 2024 للمنتدى الاقتصادي العالمي في الفترة من 15 إلى 19 يناير كانون الثاني في دافوس بسويسرا.

ما هو دافوس؟

يعقد المنتدى الاقتصادي العالمي اجتماعاته كل عام منذ تأسيسه قبل أكثر من 50 عاماً، ولكن لماذا يشكل دافوس -كما هو معروف على نطاق واسع- أهمية كبيرة؟

لمدة أسبوع واحد في شهر يناير كانون الثاني من كل عام، أصبحت مدينة دافوس السويسرية (الاسم المتعارف للمؤتمر السنوي)، محط اهتمام العالم، إذ تلتقي النخب العالمية في بلدة جبال الألب الصغيرة لحضور الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي.

ولكن لماذا يجتمع كل هذا العدد الهائل من الحضور؟ تأتي الإجابة ببساطة؛ لمناقشة الاتجاه المستقبلي للحياة على كوكبنا والقضايا الملحة في الوقت الحاضر على مختلف الأصعدة.

وتأسس المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 1971 على يد كلاوس شواب، الاقتصادي السويسري الألماني، في محاولة لتعزيز التعاون العالمي في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وتهدف المنظمة الدولية غير الربحية المسؤولة عن المنتدى، والتي يقع مقرها الرئيسي الآن بالقرب من جنيف، إلى الجمع بين القطاعين العام والخاص لتبادل الأفكار حول حلول لهذه المشكلات العالمية، وهو الأمر الذي يظل أحد مبادئها التأسيسية، «ملتزمون بتحسين حالة العالم».

عُقد الاجتماع الأول للمنتدى الاقتصادي العالمي منذ خمسة عقود في دافوس، وأصبح مركز اجتماعه السنوي كل عام منذ ذلك الحين، حتى إن اسم المنتجع أصبح الاختصار الشائع للحدث.

إنجازات دافوس

يفتخر المنتدى الاقتصادي العالمي ببعض الإنجازات التي أسهم فيها، ومنها أنه ساعد في وقف الحرب التركية اليونانية في عام 1987، بالإضافة إلى دوره في إعادة توحيد ألمانيا، والمساعدة في إنهاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا من خلال استضافة مصافحة بين نيلسون مانديلا وفريدريك دي كليرك في عام 1992.

وفي الآونة الأخيرة، تبنى المنتدى المناشدة بوقف الحرب الروسية الأوكرانية، كما أنه حقق بعض الانتصارات في قضايا الاستدامة وحماية البيئة.

ومن أهم الموضوعات والقضايا التي يتطرق إليها المنتدى الاقتصادي العالمي كل عام، ضمان الاستدامة، وحل الأزمات العالمية، بالإضافة لموضوعات الطاقة، ومستقبل العمل والوظائف، ودعم الابتكار، والصحة، والغذاء، وغيرها من القضايا التي تمس الفرد والمجتمع.

من دافوس 2023 إلى 2024

شهد عام 2023 تقلبات متسارعة وتحديات كثيرة بدءاً من توسع الذكاء الاصطناعي وهيمنته على المشهد العام، مروراً بعدم اليقين الاقتصادي، وأزمة المناخ المستمرة، وصولاً لتصاعد الأزمات الجيوسياسية واستمرار الاضطرابات حول العالم، سواء الحرب الروسية الأوكرانية أو نشوب حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط بين إسرائيل وحماس.

وعلى الرغم من كثرة التغيرات والأحداث الطارئة في 2023 فإن هذا العام شهد أيضاً فرصاً جديدة وظهوراً لابتكارات وحلول جيدة، إذ اختتم العام بالوصول إلى ( اتفاق الإمارات) التاريخي في ختام مؤتمر المناخ في دبي كوب 28 بالإعلان عن «بداية النهاية لعصر الوقود الأحفوري».

وهو القرار الذي يخدم قضية المناخ الملحة، إذ أجمعت الوفود على تحقيقه التوازن الصعب بين المطالبين بالتحول العادل والتدريجي باتجاه الطاقة النظيفة والمنادين بالتحول التام عن الوقود المنتج للانبعاثات المسببة للتغير المناخي الكارثي.

دافوس 2024.. من سيأتي وماذا نتوقع؟

سيستقبل اجتماع دافوس لهذا العام أكثر من 100 حكومة من دول العالم، ونحو ألف من شركاء المنتدى السنوي، بالإضافة إلى قادة المجتمع المدني، والخبراء، وممثلي الشباب، وأصحاب المشاريع الاجتماعية، ووسائل الإعلام.

في العام الماضي في دافوس، كانت كلمة (تعدد الأزمات) هي الكلمة الغالبة على لسان الجميع بينما كان الزعماء يتداولون الأزمات المتتالية والمترابطة في تلك اللحظة.. واليوم، مع توجه العالم نحو أزمات جديدة فإن الأزمات القديمة لا تزال قائمة.

لذا ووفقاً للموقع الرسمي للمنتدى الاقتصادي العالمي، فالسؤال المطروح الآن على قادة العالم المنتظر اجتماعهم في دافوس 2024 خلال الأيام القليلة القادمة، «هل سيكون العام المقبل فترة التحول إلى (أزمة دائمة)؟ أم أن عام 2024 سيكون وقت الحل والتعافي؟».

أهم القضايا والمبادئ في دافوس 2024

سيدور الاجتماع حول أربعة مجالات أساسية.. تأتي في مقدمة اهتمامات الجميع الأزمة الطارئة في الشرق الأوسط وبالأخص الحرب في غزة، إذ سيتم تناول مبدأ (تحقيق الأمن والتعاون في عالم ممزق) وفقاً لوصف المنتدى الاقتصادي العالمي في أجندة دافوس 2024.

ويوضح المنتدى الاقتصادي العالمي أن من أهم الأسئلة في تداول هذه المسألة «كيف يمكننا أن نتعامل بفاعلية مع الأزمات الأمنية، مثل الوضع الحالي في الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه نضع حداً لقوى التمزق، وكيف يمكننا تحديد المجالات التي يكون فيها التعاون ضرورياً لضمان سيناريو يحقق الفوز لجميع الأطراف المعنية؟».

أما الهدف الثاني فهو (خلق النمو وفرص العمل لعصر جديد)، ويعتزم المؤتمر دراسة «كيف يمكن للحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني أن تجتمع حول إطار اقتصادي جديد لتجنب عقد من النمو المنخفض ووضع الأشخاص في قلب مسار أكثر ازدهاراً».

والقضية الثالثة ضمن أهداف دافوس 2024 ستكون المناقشة حول (الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة للاقتصاد والمجتمع).

ويطرح المنتدى الاقتصادي العالمي التساؤل حول «كيف يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق الفائدة للجميع؟ وكيف يمكن موازنة المشهد التنظيمي المتباين بين الابتكار والمخاطر المجتمعية؟ وكيف سيتفاعل الذكاء الاصطناعي مع التقنيات التحويلية الأخرى، بما في ذلك 5/6G والحوسبة الكمومية والتكنولوجيا الحيوية؟».

والمسألة الرابعة التي تأتي ضمن أولويات دافوس 2024 هي بالطبع قضية المناخ، واستكمالاً للجهود الدولية المبذولة والنتائج التي توصل إليها مؤتمر المناخ في دبي (كوب 28)، ستتم مناقشة (استراتيجية طويلة المدى للمناخ والطبيعة والطاقة).

فماذا ينتظر العالم من دافوس 2024؟

يأمل العالم أن يشهد اجتماع دافوس السنوي لهذا العام حلاً للأزمات المستمرة التي ينعكس وقعها على العالم كله والذي ليس بمعزل عن الصراعات المحيطة حتى وإن كانت ليست على مقربة جغرافياً من كل الدول.

ويجسد برنامج المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس 2024 روح «العودة إلى الأساسيات» المتمثلة في الحوار المفتوح والبنّاء بين قادة الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني.

ويهدف المؤتمر هذا العام إلى المساعدة في الربط بين النقاط في ظل بيئة متزايدة التعقيد، وأيضاً يطمح المنتدى الاقتصادي العالمي لتوفير البصيرة وتقريب وجهات النظر للأطراف الفاعلة وجميع المشاركين من خلال تقديم وعرض أحدث التطورات في العلوم والصناعة والمجتمع.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى