واصلت السعودية كسر أرقام تاريخية في القطاع السياحي، فبعد وصولها 100 مليون سائح في عام 2023 محققة بذلك أهداف رؤية 20230 قبل موعدها بسبعة أعوام، ظهرت أخيراً بيانات البنك المركزي الأولية الخاصة ببند السفر في ميزان المدفوعات في العام ذاته، لتكشف عن تحقيق أرقام غير مسبوقة في تاريخ البلاد بإنفاق الزوار القادمين من الخارج 135 مليار ريال (نحو 36 مليار دولار) بنسبة نمو قدرها 42.8 في المئة خلال عام واحد فقط.
وعلق وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب عبر منصة “إكس” بأن هذا التحول “يأتي ضمن سلسلة النجاحات المتواصلة التي يحققها القطاع السياحي في ظل الدعم اللامحدود من القيادة”، مشيراً إلى أن الرقم يمثل “خطوة كبرى في طريق تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 برفع مساهمة القطاع إلى 10 في المئة من الناتج المحلي”.
وكانت السياحة العالمية وثقت في وقت سابق نمو عدد السياح الدوليين في السعودية عام 2023 مقارنة بعام 2019 بنسبة 56 في المئة حسب تقرير “الباروميتر” الصادر عن الأمم المتحدة للسياحة في يناير (كانون الثاني) 2024، وحققت تعافياً بنسبة 156 في المئة في أعداد السياح الوافدين خلال عام 2023 مقارنة بعام 2019.
100 مليون سائح في السعودية
ومنذ إطلاق رؤية السعودية 2030 أصبحت الرياض أكثر انفتاحاً على العالم ورحبت بالزوار من شتى بقاع الأرض، وأسهم إطلاق التأشيرات إلكترونياً بداية من عام 2019 في جذب ملايين الزوار إلى البلاد.
وقال وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب بعد الوصول إلى 100 مليون سائح “كان هذا أحد أهداف ولي العهد، وبعد تحقيقه وجه لرفع الرقم المستهدف إلى 150 مليون سائح سنوياً من الداخل والخارج بحلول عام 2030″، وهذا الأمر وفق الخطيب سيسهم بما نسبته 10 في المئة من الناتج المحلي، ويسهم في توفير مليون وظيفة جديدة في القطاع خلال عام 2030.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووعد الخطيب في تصريحاته بأن بلاده “ستغير المشهد السياحي عالمياً”، ويقول “الوجهات التي ستقدمها السعودية بحلول عام 2030 شيء مختلف تماماً”. ويرى أن “السياحة ستكون الدخل الثاني بعد النفط”.
الاستثمار السياحي
ويعد القطاع السياحي أحد أهم الأنشطة الاقتصادية في العالم ويمثل أكثر من 20 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لبعض البلدان، وتسعى السعودية إلى جذب استثمارات كبيرة للقطاع السياحي، كما تعمل من كثب مع الأمم المتحدة، ومنظمة السياحة العالمية ومجلس السفر والسياحة للمساهمة في تنمية القطاع.
وفي هذا الصدد ذكر الخطيب خلال أعمال مبادرة مستقبل الاستثمار في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أن بلاده تستثمر أكثر من 800 مليار دولار في قطاع السياحة، من خلال عدد من المشروعات مثل مشاريع البحر الأحمر والدرعية والقدية، وعدد من المشاريع الخاصة في مختلف مناطق المملكة التي تسهم في النهوض بالقطاع السياحي، مفيداً أن السعودية ستكون من أولى الدول في سهولة أداء الأعمال من خلال التشريعات والقوانين لتكون ضمن أكثر القطاعات كفاءة.
تدريب الكوادر البشرية
في غضون ذلك أعلنت البلاد عن تأسيس كلية الرياض للضيافة، التي ستكون الكبرى في العالم التي تعنى بتقديم التدريب وتوفير العاملين في القطاع السياحي الذين يمتلكون عدداً من المهارات للتعامل مع الزوار.
وأطلقت الوزارة باقة من البرامج التدريبية والتطويرية التي تسعى إلى المساهمة في رسم المسار المهني في القطاع السياحي وتمكين المواهب وتعزيز القيمة المعرفية لديهم لضمان مشاركتهم الفعالة في القطاع السياحي، ومنها مجموعة من البرامج التدريبية التي تستهدف الأفراد العاملين في القطاع السياحي، وفق برامج أكاديمية معتمدة تقدم شهادات دولية في مجال اختصاصها.
