عالمي

“الأسهم تنتصر لجوتام أداني”… ربح 13 مليار دولار في يومين

يعد الملياردير جوتام أداني، أحد أغنى رجال الأعمال في آسيا، نموذجاً نادراً في عالم المال والأعمال، بعدما تمكن من تحقيق صعود قوي في ثروته رغم الأزمات والتهم التي واجهتها مجموعته، بعد أكثر من عامين من مزاعم مثيرة قدمتها شركة “هيندنبورغ” للأبحاث الأميركية.

 لم تتوقف ثروة أداني عن النمو، بل ارتفعت بقوة خلال جلسات التداول الأخيرة، مما يعكس ثقة المستثمرين الكبيرة به.

في هذا التقرير، نستعرض رحلة أداني من بداياته إلى استثماراته الضخمة، ونكشف كيف تفاعل مع التحقيقات والتهم التي لم تمنعه من البقاء في دائرة الضوء الاقتصادي.

جوتام أداني، البالغ من العمر 63 سنة، هو مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة “أداني”، واحدة من أكبر الشركات الهندية متعددة القطاعات التي تشمل الطاقة، البنية التحتية والنقل والموارد الطبيعية.

بدأت رحلة أداني من بدايات متواضعة، بعدما أسس شركته الصغيرة في مجال التجارة، قبل أن يتحول إلى لاعب رئيس في السوق الهندية والعالمية.

أخيراً، وعلى رغم سلسلة من الاتهامات التي وجهتها له شركة “هيندنبورغ” للأبحاث الأميركية، التي زعمت وجود مخالفات مالية وتلاعب في الأسهم، فإن ثروة أداني شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، فقد ارتفعت ثروته بمقدار 13 مليار دولار خلال جلستي التداول الأخيرتين، يومي الإثنين والجمعة من الأسبوع الماضي، مع زيادة بلغت 8.3 مليار دولار في يوم واحد، لترتفع ثروته الإجمالية إلى 95.7 مليار دولار وفقاً لمؤشر “بلومبيرغ” للمليارديرات.

تحديات قانونية

جاء هذا الارتفاع بعدما أصدرت هيئة الأوراق المالية والبورصة الهندية قراراتها التي رفضت وجود دليل يثبت استخدام مجموعة “أداني” ما يعرف بـ”المعاملات مع الأطراف ذات الصلة” لتوجيه الأموال إلى وحداتها المدرجة، هذا القرار عزز ثقة المستثمرين، على رغم استمرار التحقيقات في قضايا أخرى لا تزال مفتوحة ضد المجموعة ورئيسها.

رغم ذلك، لا تزال مجموعة “أداني” تواجه تحديات قانونية، خصوصاً بعد رفع وزارة العدل الأميركية قضية رشوة العام الماضي، إضافة إلى تحقيقات مستمرة قد تصدر بموجبها أوامر إضافية، ولكن الأرقام تثبت أن السوق لا تزال تقدر قيمة المجموعة وثقة المستثمرين بها، مما يجعل أداني قريباً من منافسة موكيش أمباني، أغنى رجل في آسيا بثروة تقدر بـ98.6 مليار دولار.

تبرز هذه الحال كيف يمكن لرجل أعمال أن يحافظ على مكانته وقوته في الأسواق حتى في ظل أزمات قانونية خطرة، مستفيداً من دعم المستثمرين والإجراءات التنظيمية التي تصب في مصلحته.

بعيداً من الاتهامات والقضايا، يمثل أداني مثالاً على الصمود الاقتصادي في وجه الضغوط والاتهامات، مع استمرار نمو ثروته واستثماراته الضخمة في الهند وخارجها.

إمبراطورية تمتد عبر القارات

منذ تأسيسه لمجموعة “أداني” في أواخر الثمانينيات، ركز جوتام أداني على بناء إمبراطورية اقتصادية شاملة، إذ تنشط مجموعته في البنية التحتية، من خلال تشغيل أكبر ميناء في الهند (ميناء موندرا).

أما في قطاع الطاقة، فتعد مجموعة “أداني” من أكبر منتجي الطاقة في الهند، بما في ذلك مشاريع للطاقة المتجددة، هذا إلى جانب الاستثمارات في قطاع المطارات، إذ تدير المجموعة عدداً من المطارات الرئيسة في البلاد، إضافة إلى قطاع التعدين والنقل والخدمات اللوجيستية، خصوصاً في أستراليا وأفريقيا، بعدما توسعت المجموعة في استخراج الفحم وتصديره.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أيضاً، كما وسع أداني استثماراته في الطاقة الخضراء، ووقع صفقات كبرى لتطوير مشاريع الطاقة الشمسية والرياح، مما جعله شريكاً رئيساً في خطط التحول المناخي للهند.

كيف تصدى أداني للعاصفة؟

في يناير (كانون الثاني) 2023، نشرت شركة “هيندنبورغ” الأميركية تقريراً اتهمت فيه مجموعة “أداني” بالتلاعب في الأسعار والاحتيال المحاسبي، مما تسبب في خسائر فورية تجاوزت الـ100 مليار دولار من القيمة السوقية لشركات المجموعة في أيام معدودة، قبل أن تتراجع ثروة أداني بأكثر من 40 مليار دولار خلال أسبوع واحد، ثم موجة سحب للاستثمارات الأجنبية ومخاوف في شأن شفافيته المالية.

إلا أن أداني لم يبق في موقف الدفاع، فتحرك سريعاً من خلال دفع ديون بمليارات الدولارات قبل موعدها، تزامناً مع بيع حصص في شركاته لجلب السيولة من شركاء دوليينـ، ثم كثف جهوده في علاقاته بالحكومة الهندية والهيئات التنظيمية.

وقد أتت هذه الاستراتيجية أكلها، إذ استعادت أسهم المجموعة جزءاً كبيراً من خسائرها في الأشهر التالية، ليبدأ أداني مجدداً رحلة الصعود بثقة السوق.

قصة جوتام أداني ليست فحسب عن رجل أعمال ثري، بل عن رجل عرف كيف يعيد رسم صورته في الأسواق العالمية بعد أزمة هي الأعنف في مسيرته، على رغم التهم، والحملات الإعلامية، استطاع أداني أن يعود بقوة ليس فحسب بوصفه واحداً من أغنى الرجال في العالم، بل كشخصية اقتصادية أثبتت أن الثقة والشفافية قد تكونان السلاح الأقوى في مواجهة الشكوك.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى